شيخ الأزهر يوافق على قبول الطلاب الشيعة بمعاهد وكليات الأزهر
عربي و دوليفبراير 5, 2008, منتصف الليل 415 مشاهدات 0
وافق شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي على قبول طلاب شيعة للدراسة في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ أن ألغى صلاح الدين الأيوبي (567 هجرية/1171 ميلادية)، تدريس علوم الشيعة به وحوله لمؤسسة تدريس العلوم الشرعية وفق المذهب السني لجميع أبناء العالم الإسلامي.
جاءت موافقته في أعقاب لقائه أمس الأول مع الشيخ علي الأمين مفتي الشيعة في صور بجنوبي لبنان بعدما طلب فيه الأخير من شيخ الأزهر فتح الأبواب أمام الطلاب اللبنانيين الشيعة للدراسة بمعاهد وكليات الأزهر.
وبرر طنطاوي هذه الخطوة أمس، بأن الأزهر يدرس لطلابه كل المذاهب الإسلامية، بما فيها المذهب الشيعي، وأنه ليس هناك ما يمنع من قبول الطلاب الشيعة باعتبارهم مسلمين، مشيرًا إلى أن الأزهر لن يغلق أبوابه في وجه أي طالب مسلم يرغب الدراسة في معاهدة وكلياته طالما كان مستوفيا للشروط اللازمة.
يأتي هذا الانفتاح من جانب الأزهر الذي يعد أكبر مرجعية إسلامية للمسلمين السنة في العالم عقب سلسلة لقاءات في الفترة الأخيرة بين الشيخ طنطاوي وعدد من المسئولين الشيعة في إيران ودول عربية كان آخرها لقائه بمكتبه في مقر المشيخة بحداد غلام عادل رئيس البرلمان الإيراني، كما سبق أن التقى بعلي لاريجاني مستشار مرشد الثورة الإيرانية.
تأتي هذه الخطوة بعد أن أوافق شيخ الأزهر في العام الماضي على إرسال أساتذة جامعة الأزهر للتدريس في الجامعات الإيرانية، وعلى إنشاء كلية أزهرية في طهران وعلى تبادل المناهج والمقررات والكتب الدراسية بين الجانبين، والسماح لأساتذة إيرانيين بإلقاء محاضرات في كليات الأزهر في مصر.
وأعطى طنطاوي موافقته خلال لقاء جمعه مع القائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة سيد حسن رجبي، بمقر مشيخة الأزهر في الصيف الماضي، وقال إن الأزهر يرحب بالتعاون العلمي والثقافي مع إيران، لأنه لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة في الأصول والثوابت، التي يقوم عليها الإسلام.
وأضاف: 'الدراسة في الأزهر تمتاز بالوسطية والاعتدال، ونحن نقوم بتدريس جميع المذاهب الفقهية والشرعية، وكذلك المذهب الشيعي في كليات جامعة الأزهر'.
وخلال ذلك اللقاء، طلب رجبي من طنطاوي السماح لطلبة إيران بالدراسة في كليات جامعة الأزهر، وإيفاد أساتذة من الأزهر للتدريس في كليات إيران.
كما طلب الدكتور محمد حسن زماني، المستشار الثقافي بالسفارة الإيرانية، تعميق العلاقات لأقصي درجة بين الأزهر وطهران، قائلاً: علي الأزهر أن يتسع ليشمل كل العالم الإسلامي، لأنه يتميز بالتوسط والاعتدال، وبالأخص يتسع ليشمل إيران.
وأضاف: سنقوم بإنشاء كلية أزهرية في طهران، على أن يتم إرسال أساتذة الأزهر للتدريس بها، ويتم فيها تدريس كتب ومناهج الأزهر، إضافة إلى أننا سنرسل إليكم كتبنا ومناهجنا الدراسية، للاستفادة بها، وكذلك أساتذة من إيران، لإلقاء محاضرات في كليات جامعة الأزهر.
كما طلب زماني توطيد العلاقة بين مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ومركز البحوث في طهران، وأن يتم تبادل العلماء والشيوخ والكتب بين الجانبين.
وأعرب طنطاوي عن ترحيبه بذلك، وقال: يدرس عندنا في الأزهر طلبة من ١٠٤ دولة، ونحن نسعد بأن يصبح عدد هذه الدول ١٠٥، وأرحب بكل ما تطلبونه حتى يتم التقريب بين السنة والشيعة، والقضاء على الفتن في العالم الإسلامي.
تعليقات