إنه محمد القحطاني يا وزير الإعلام رجل يستحق 'تحطه على يمناك'- ناصر المطيري يستذكر دوره

زاوية الكتاب

كتب 4330 مشاهدات 0

محمد القحطاني

خارج التغطية 

«القحطاني».. حطه على يمناك يا وزير الإعلام 
 
ناصر المطيري    
 
وزارة الإعلام بجلالة قدرها كونها المسؤولة عن تنفيذ السياسة الإعلامية وفق رؤية ومنهجية واضحة هي في واقع الأمر الفعلي لا تقوم بهذه المهمة سيرا على خطة استراتيجية حقيقية مكتوبة أو توجه سياسي واضح المعالم، بل كل ما في الأمر وكما هي الحال في مؤسسات الدولة الأخرى الأمر يسير على طريقة التعامل الوقتي للأحداث وأسلوب ردود الأفعال فتارة تنجح الوزارة عبر وسائلها وأدواتها الإعلامية في التعامل مع حدث ومرات عديدة نجدها تخفق.

ووزارة الإعلام عضو في الجسم التنفيذي الكبير للدولة وليست منفصلة عنه فهذا الجسم بكل أعضائه وأطرافه يسير بلا خطة استراتيجية حقيقية، غير أن خطورة غياب الخطة والاستراتيجية الإعلامية تكون أكبر بالنسبة لوزارة الإعلام في زمن الكلمة والصورة، الكلمة التي هزت عروشاً والصورة التي حركت جيوشاً.

وعلى حد معرفتنا بوزارة الإعلام قيادييها ومسؤولييها ولاقصور فيهم- هم في واقع الأمر «مسؤولون تنفيذيون» منهم الإداري ومنهم المهني والفني ولا يوجد في هذا العهد قيادي اعلامي يمتلك رؤية سياسية ولديه القدرة على قراءة الأحداث وحرفية التعاطي الموضوعي والمهني معها، لأن إعلاميي الوزارة موظفون وليسوا سياسيين، وحتى الوجوه الإعلامية عبر الشاشة الكويتية مجرد قارئة ملقنة تفتقد الحس الإعلامي والتعاطي المدرك لأبعاد الحدث سواء الداخلي أو الخارجي. وما يقدم من برامج سياسية أو حوارية يكشف لنا الحقيقة العارية بوضوح!

وزير الإعلام الشيخ حمد جابر العلي شاب لديه حماس وطموح ولا نشك في جهده المخلص ولكن الحماس والطموح والإخلاص فقط لا يمكنها أن تسعفه في صنع إعلام كويتي محترف يستقرئ المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويواكبها.. والشيخ حمد الذي يجتهد لتحقيق بعض خطوات النجاح «اللآنية» يحتاج لدعم من عقول مفكرة تحيط به ترسم وتخطط وتضع الأسس والاستراتيجيات وتسعى لتغيير الصورة النمطية للشاشة الكويتية التقليدية الموسومة بالطابع الرسمي والتي تطل عبرها بعض الوجوه والشخوص وكأنهم «خشب مسندة» بلا تفاعل ولا روح، على عكس الكثير من القنوات الفضائية العربية والمحلية الخاصة التي استقطبت عيون المشاهدين ببرامجها ونشراتها الإخبارية وبأسلوبها التفاعلي.

ولعلي هنا أطرق ذاكرة وزير الإعلام وادعوه أن يسأل عن رجل إعلام كويتي من الطراز الأول احترف الإعلام وصار مهنته ويحمل عقلا سياسيا واعيا يشهد له الجميع، محاورا إذاعيا وتلفزيونيا له وزنه يتمتع بثقافة عالية.. رجل خسره الإعلام الكويتي بعد أن وصل لمنصب وكيل وزارة مساعد لشؤون الأخبار والبرامج السياسية ولم يخرج من الإعلام بسبب تقصير ولكنه كان ضحية موقف وثمن لحسابات سياسية ضيقة أنانية.

دخل وزارة الإعلام كما هو يصف عندما «كانت غترته على كتفه» شابا لم يجاوز العشرين، وخرج من الوزارة «بعقال» العز والكرامة، لم يهن نفسه ولم يمتهن التزلف ليستمر ولم يحاب ليتسلق، بل أنكر ذاته عندما كان صوتا لوطنه الجريح المحتل من محطة اذاعية في «ابوحدرية» السعودية .. قامة إعلامية نادرة.. ابحث عنها يا شيخ حمد، إنه محمد القحطاني يا وزير الإعلام رجل يستحق «تحطه على يمناك».
 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك