في محاضرة برابطة الأدباء

منوعات

د.الوقيان: الثقافة لم تتأثر بتطبيق التعليم النظامي في الكويت

765 مشاهدات 0


' شهدت العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين صراعا حادا بين دعاة الإصلاح والتطور من علماء الكويت وأدبائها من جهة ودعاة المحافظة ومقاومة التطور والتمدن من جهة أخرى'. ' ويبدو أن فريقا مؤثرا من علماء الدين والمثقفين الكويتيين كانوا متأثرين بالدعوة الإصلاحية التي قادها زعماء الإصلاح في الوطن العربي ولذلك تشكلت لديهم القناعة بضرورة مقاومة ثقافة الغلو والخرافة من خلال وسائل عدة يقف في مقدمتها تطوير التعليم وذلك بإنشاء المدارس التي تقوم على خطط وبرامج تحقق الأهداف المرجوة'

بهذه العبارات استهل الدكتور خليفة الوقيان محاضرته التي ألقاها في رابطة الأدباء الكويتيين مساء الثلاثاء بعنوان ( التعليم النظامي والثقافة ... تأثر وتأثير ) والتي  تأتي ضمن فعاليات احتفالية الكويت بمرور قرن على بدء التعليم النظامي في الكويت والتي تقام برعاية سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه. وقد حضر المحاضرة جمهور كبير من المهتمين بالثقافة والتعليم في الكويت والقياديين في المجال التربوي.

كما استعرض د. الوقيان في محاضرته جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الكويت منذ بدايات القرن الماضي موضحا إسهاماتها وتأثيرها في عملية البدء بإنشاء المدارس النظامية في الكويت بجهود وطنية. واستشهد د. الوقيان بعدد من النصوص التاريخية للشيخ عبدالعزيز الرشيد وقصائد السيد مساعد الرفاعي وغيرهم من الباحثين والمؤرخين التي توثق أهم ما واجهه قرار تنفيذ مشروع التعليم شبه النظامي ثم تنفيذ التعليم النظامي في الكويت وذلك بافتتاح المدرسة المباركية عام 1911 وبعد ذلك المدرسة الأحمدية عام 1921 .  ولفت الوقيان إلى أن المدرسة المباركية صنفت ضمن ( المدارس شبه النظامية )  'لأن المباركية لم تكن حكومية ومن ثم لم تضع لها الدولة خطة تسير وفقها ، ولم يتبرع لها أحد من كبار المسؤولين الرسميين بشيء. وقد نبعت فكرة تأسيسها استجابة لظروف تاريخية وموضوعية وتولى المؤسسون جمع التبرعات لإنشاء المبنى وتوفير النفقات اللازمة لاستمرارها في أداء مهمتها'.

كما استعرض د. الوقيان تأثير الأزمات الاقتصادية على الكويت والتي أدت إلى إغلاق المدرسة المباركية لمدة شهرين إلى أن بدأت المرحلة الثانية والتي استمرت حتى الآن 'أما المرحلة الثانية من عمر المدرسة المباركية فقد بدأ في العام 1936 حين تسلم مجلس المعارف مسؤولية التعليم فدخلت المباركية عهدا جديدا حيث أصبحت حكومية رسمية بعد أن كانت أهلية وبدأت بها انطلاقة جديدة في التعليم والمناهج والسلم التعليمي والأنشطة، الأمر الذي يجيز لنا القول بأن التعليم النظامي في الكويت بدأ العام 1936 ولم يبدا في العام 1911'.                                                   

واختتم د. الوقيان محاضرته مشددا على أن المثقفين الكويتيين منذ أوائل القرن الماضي كان لهم التأثير الكبير في افتتاح المدارس والحث على التعليم المدني الحديث بينما لم يكن للتعليم مثل هذا الأثر القوي في الإضافة للثقافة والمثقفين الكويتيين.

الآن-ثقافة

تعليقات

اكتب تعليقك