التقية العسكرية الايرانية
عربي و دوليديسمبر 28, 2011, 12:29 ص 3634 مشاهدات 0
هرمز...كلمة حين تقولها طهران يظهر كيف تراوغ الكلمة معناها لتحتفظ بإيحاءات إيقاعها الأول،فهل يهددنا حبيب الله سياري قائد البحريةالايرانية بتكرار كلمة هرمز ؟ وبقوله إن الحرس الثوري سيجري أكبر مناورة بحرية في تاريخة في هرمز،وهو قادر على إغلاق المضيق لو طلبت القيادة العليا منه ذلك .
نعرف ان الجيوش تجري تمارين عسكرية كنشاط تدريبي لاختبار الجاهزية القتالية على المستويين التكتيكي والاستراتيجي،لكن المناورات البحرية الايرانية التي بدأت السبت 24 ديسمبر لمدة عشرة أيام وأطلق عليها الأسم الرمزي 'ولاية 90' تيمنا بمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي لن تكن مناورة عادية بكل المقاييس.حيث أرادت طهران بث 3 رسائل:
1- بالتعاون مع دول الخليج العربية تستطيع الجمهورية الاسلامية بما تملكة من بحرية مقتدرة فرض السلم البحري في الخليج دون حاجة لقوى اجنبية تعكر السلم بأساطيلها .
2- جاهزية القوة البحرية الايرانية كما تظهر هذه المناورات الضخمة كافية لتنفيذ الردع المطلوب لثني الصهاينة والاميركان عن تنفيذ الهجوم الذي يهددون به طهران منذ سنوات .
3-نتيجة الحصارات المتعددة منذ سقوط الشاه ،استطاعت مصانع السلاح الايرانية انتاج عدة ذخائر واسلحة،تفتقد الى فرصة اقناع المراقبين العسكريين بجودتها لتأتي هذه المناورات لاختبار الصناعات الدفاعية والدعاية لها .
ولأن التقية كمصطلح ديني كما تقول الموسوعة هي إخفاء معتقد ما خشية الضرر المادي أو المعنوي. و أهل السنة والجماعة والإثنا عشرية متفقين على مسألة التقية ولكن الخلاف في معناها واسنخدامها، فقد وجدنا ان مناورات 'ولاية 90' قد حملت من التقية العسكرية الشيء الكثير فالرسائل الايرانية الخطأ في المضمون والتوقيت تمت قرأتها في الخليج كالتالي :
1- تحاول طهران الخروج من الضغط الغربي المفروض عليها حتى لا تستطيع مساعدة حليفتها دمشق، بالضغط على حلفاء امريكا الخليجيين .
2- التحرك البحري في المحيط الهندي هو طموح زائف لم يتوقف،ويعود لآيام الشاه الذي أقام علاقات مع موريشيوس، وساند الصومال ضد إثيوبيا في القرن الإفريقي.
3-في الملتقى الأول للقوة البحرية الاستراتيجية في كلية القيادة والأركان في يوليو 2011م أكد ممثل خامئني أن من توجيهات الولي الفقيه أن نطاق تحركات إيران البحرية سيتعدى الخليج وبحر عمان.
4- أعلن قائد بحرية الحرس الثوري أن الجبهة التي تواجهها إيران مع أميركا تقع في البحر. وأستباقا لتبعات مهاجمة إيران قامت طهران بخلق جبهات بحرية بعيدة عن أراضيها.
5- إستباقا لعقوبات أوروبية جديدة تستهدف قطاع الطاقة الايراني ،يرافقها قيام الخليجيون بتعويض النقص في سوق النفط العالمي،تلمح طهران بهذه المناورات الى قدرتها على اغلاق مضيق هرمز من مبدأ إذا لم نبع نفطنا فسنرفع كلفة بيع نفط الخليجيين .
حيث تراجعت النبرة التصالحية التي رددها وزير النفط الإيراني رستم قاسمي حين تمنى أن لا تعوض السعودية النقص في السوق حين غياب نفط بلاده،وأرتفاع صوت محركات السفن، وتهديد عضو البرلمان برويز سارواري 'قريبا سنجري مناورة عسكرية حول كيفية اغلاق مضيق هرمز. إذا أراد العالم أن يجعل المنطقة غير آمنةن فسنجعل العالم غير آمن.'
ولاتشبه التمارين العسكرية كنشاط تدريبي ما تقوم به إيران حاليا عبر مناوراتها البحرية،لآسباب عدة منها :
1- هذا النوع والحجم من التمارين وزمانه ومكانه تطاول على حق سلطنة عمان كدولة خليجية تملك في مضيق هرمز ماتملكه إيران بالتساوي،وفي هذا التطاول زرع بذور خصومة ستتحول مع الوقت الى غابة من العداء.
2- تستخدم طهران الجهد العسكري لبناء ثقة المواطن الايراني في حكومة نجاد كما تفعل أنظمة المدارس القديمة منذ السوفيت الى كوريا الشمالية الى الصين. ونرى هذه البروبغندا كإطار لهذا التمرين،ففي 10 أيام وعبر2 مليون كم، وعلى 4 جبهات هي شرق هرمز، بحر عمان، خليج عدن ،وشمال المحيط الهندي تعد طهران مواطنيها ان تقوم 6فرقاطات و3 غواصات فقط بما تعجز عن القيام به حاملة الطائرات رونالد ريغان ومجموعتها القتالية .
3- يعني التنسيق بين السفن العائمة والغواصات الايرانية في تمرين 'ولاية 90' أنها (1)تخلق بقرار غير شرعي مناطق مناورات عسكرية محظورالاقتراب منها (2)تعيق المناورات ممرات الملاحة في المياه الدولية(3)ترفع كلفة التأمين البحري في الخليج (4)تخلق عبء مرافقة وحماية السفن الخليجية من قبل بحرية مجلس التعاون (5)ترهق حالة الاستعداد القتالي الطويلة في البحر عند كل تمرين ايراني الرجال والمعدات في دول المجلس (6) تخلق المناورات غير المبررة حالات ترقب وقلق دائم ، فكم من دولة حولت مناوراتها بتغيير الكلمة الرمزية (لاغراض التمرين )الى كلمة (حقيقي ) لتستغل التطمينات التي أبتلعها جيرانها فتجتاحهم، ومحصلات هذا النهج تفضي إلى عدم الثقة بشكل دائم .
تبدأ نظرية المناورات لإظهار قوة حكومة طهران من فرضية هشة، تعتقد بتصديق العالم لها.أما كون الصناعة الحربية الايرانية درع أمني فمفهوم مجادل فيه،كما ان مقتل الرأي في ان اجراء المناورات هو لرفع الجاهزية في قطاعات البحرية الايرانية لتكون قوة ردع فعالة ،يأتي من أن الهجوم الذي تخشاه طهران لن يأتي من البحر.
تعليقات