ربط الزيادة بالعيد الوطني فج ومكشوف ولايدل على حصافة، وكنا نود أن تكون زيادة عمل لا مجرد عيدية..مقال عبداللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب فبراير 5, 2008, منتصف الليل 531 مشاهدات 0
كنا نفضلها زيادة عملية
بقلم: عبداللطيف الدعيج
الزيادة المنتظرة في الرواتب والتبشير بها ثم ربطها بالعيد الوطني.. كل ذلك له دلالات عديدة. وهي دلالات، مع الاسف، تؤكد استمرار السلبية واستفحالها لدى المواطن والدولة في الكويت.
لا مانع من الزيادة اذا كانت الظروف تسمح بها، ودواعي المعيشة تفرضها، ولا مانع من الزيادة اذا كانت علاقة خاصة بين العامل ورب العمل، لكن ان يطالب بها النواب، وتتبناها الحكومة، ثم تربطها بهذا الشكل الفج والمكشوف في العيد الوطني، فهذا امر لا يدل على حصافة، ولا يلبي حاجة، بل يؤكد استمرار التخبط والعلاقة غير السوية وغير الحضارية بين المواطن والدولة.
كون الزيادة «عيدية»، فهذا اقرار من الحكومة بأنها ليست زيادة عمل، وليست مكافأة على المفروض، مما هو انتاج وهمة، بل هي منحة وعطية تجسد وتوطد وتؤكد العلاقة غير العصرية بين الراعي والرعية، وتثبت النهج الحكومي في التعامل مع الفرد هنا على انه تابع وانه «متلقٍّ» وليس صاحب السيادة والمسؤول الاول والاخير عن رفعة هذا الوطن وبقائه.
عيدية تفضلت بها الحكومة على موظفيها، ليس لانهم يستحقونها بجدارة، كما هو مفروض، ولكن لأن الحكومة رشيدة، والحكومة مسؤولة، والحكومة هي الراعي والمتكفل بالرعية التي عليها الاتباع والخنوع ولا غير ذلك.. وهنا الرباط.
لو كنا في دولة عصرية، العلاقة فيها بين الحكومة (رب العمل)، ومن يعمل لديها علاقة ندية ومتكافئة، لتولت مؤسسات الدولة تقدير الزيادات وتوزيعها حسب الحاجة والقدرة وقبل ذلك المردود، لكننا لا نزال في الدولة الريعية، ولا نزال راعيا ورعية، لهذا اتت الزيادة عيدية او منحة تفضلت بها الحكومة علينا، ولا ندري ما نصيبها او نصيب الكبار فيها من هذه العيدية، زيادة الرواتب في العيد الوطني خطوة سياسية ليست حكيمة، وفي غير محلها، ولا تتناسب مع الدعوات التي تطلق في الاصلاح وفي تحويل الكويت الى مركز اقتصادي للمنطقة.. لكن شيئا واحدا يحسب لرئيس مجلس الوزراء الشيخناصر المحمد، هو انه سبق الشيخ احمد الفهد في اعلانها.
تعليقات