محمد هزاع المطيري يرفض أن يكون إمام مسجد كاتبا سياسيا

زاوية الكتاب

كتب 947 مشاهدات 0



القبس

إمام مسجد كاتب سياسي!
كتب محمد هزاع المطيري :
خطأ كبير - من وجهة نظري الشخصية - ان يقتحم بعض أئمة المساجد في الكويت عالم الصحافة والكتابة من أضيق أبوابه!
نعم، يفترض لإمام مسجد ان يصلي بالناس خمسة فروض يومياً غير النوافل الخاصة به، ويجد الوقت الكافي ليتابع الأحداث السياسية في البلاد، ويعلّ.ق على هذا وذاك، وكأنه جهاز لرصد الظواهر.
أجزم بأن معادلة «إمام زائدا مسجدا تساوي كاتباً سياسياً»، ليست موجودة إلا في هذا البلد، فقط لا غير، فالغريب والعجيب أصبح عندنا معتاداً.
أما المشكلة الكبيرة في هذه الظاهرة الغريبة فتكمن في تحدي هؤلاء بالتحديد للمعارضة السياسية في الكويت، ومهاجمتهم لها من باب إطلاق الفتاوى والأحاديث والآيات والأمثال والحكم والمواعظ! فنراهم في مقالاتهم يستخدمون طريقة الحشو من كل ما ذكرت آنفاً، مستعينين بالنقل، وليس العقل في تقييم الآخرين أو محاربتهم!
وما تلك الفتوى الشهيرة المتكررة التي أشبعونا تسميعاً وتنظيراً بها بعدم جواز الخروج عن ولي الأمر، خالطين بذلك بين الخروج على الحاكم، والخروج على الحكومة ورئيسها كسلطة تنفيذية! مؤكدين ضحالة حجتهم وضعف فقههم.
وها هم اليوم، وبعد إنجازات المعارضة العظيمة في تنحية حكومة وبرلمان، يتقهقرون إلى الوراء منصدمين من «النصر الإلهي» للمعارضة - طبعاً - إذا استخدمنا الأسلوب نفسه.
أرجو ممن يبحث عن منصب أو يكتب ليقرأ غيره من أصحاب القرار ان يدافع عن الحكومة، ليخدمها بطريقة منطقية، معدداً أسباب دفاعه، وليس منتقصاً من خصوم الحكومة، فمتى يفهم من بعقله حجر أننا دولة مؤسسات؟! يعني رحيل الحكومة أو المجلس أو كليهما معاً ليس انقاصاً للنظام أو تقليلا من شأنه أو تحجيماً له، فالتوافق بين الحكومة والبرلمان لا يمكن ان يكون سمناً على عسل في كل مرة.
وليعلم من في قلبه ذرة من عدل أن أقطاب المعارضة لو كان في جيبهم دينار من رشوة، لكانوا في عداد الصامتين البصّامين، مُحن.ي الرؤوس.

محمد هزاع المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك