عشية وصول المراقبين
عربي و دوليمقتل العشرات في سوريا معظمهم في ادلب
ديسمبر 21, 2011, 2:42 ص 1185 مشاهدات 0
قالت جماعة نشطاء ان قرابة 50 شخصا قتلوا في سوريا يوم الثلاثاء قبل يومين من وصول مسؤولين من الجامعة العربية للتمهيد لوصول بعثة مراقبة لتقييم مدى التزام سوريا باتفاق يهدف لوقف إراقة الدماء.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 47 شخصا على الاقل قتلوا في سوريا يوم الثلاثاء بينهم 14 من أفراد قوات الامن وقعوا في كمين للمتمردين في جنوب البلاد.
وأضاف ان بين القتلى 23 شخصا لاقوا حتفهم في قتال مع الجيش في محافظة ادلب الشمالية.
وشهدت ادلب الواقعة على الحدود مع تركيا معارك ضارية في الفترة الاخيرة.
وقال المرصد السوري ان قوات الامن فتحت نيران المدافع الرشاشة على جنود لدى فرارهم من قاعدة للجيش في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا يوم الاثنين فقتلت أكثر من 60 منهم. واضاف أن 40 مدنيا قتلوا بالرصاص في مناطق أخرى يوم الاثنين ايضا.
وقال ان المتمردين دمروا او ألحقوا اضرارا بسبع عشرة مركبة عسكرية منذ يوم الاحد.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية ان قوات الامن قتلت خمسة 'ارهابيين' في محافظة درعا مساء الاثنين. واضافت ان الرئيس بشار الاسد اصدر مرسوما بمعاقبة من يوزع أسلحة 'بقصد ارتكاب أعمال ارهابية' بالاعدام.
وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لرويترز في القاهرة ان فريقا يمثل طليعة المراقبين سيصل الى سوريا يوم الخميس ومن المقرر وصول باقي أفراد فريق المراقبين الذي يتألف من 150 فردا بنهاية ديسمبر كانون الاول.
وأضاف 'انها مهمة جديدة تماما ومهمة مجهولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومثلما هو الحال مع كل اتفاقية في العالم فانها تتوقف على التنفيذ بحسن نية.'
ووافقت سوريا في اوائل نوفمبر تشرين الثاني على خطة عربية تطالب بانهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
لكن سوريا ماطلت لمدة ستة اسابيع في السماح لمراقبين بتقييم التنفيذ في الوقت الذي قفزت فيه اعداد القتلى. ووقعت دمشق بروتوكولا بشأن المراقبين أمس الاثنين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وأضاف العربي 'في غضون اسبوع من بداية العملية سنعرف (ما اذا كانت سوريا تمتثل للاتفاق).'
ويشك النشطاء السوريون المطالبون بالديمقراطية شكا عميقا في التزام الاسد بتنفيذ الخطة التي يمكن اذا نفذت أن تزيد جرأة المتظاهرين المطالبين بانهاء حكمه الذي بدأ قبل 11 عاما.
وقالت فرنسا انها تأمل أن يتمكن المراقبون من تنفيذ مهمتهم سريعا لكنها قالت أيضا ان للاسد سجلا من نقض العهود وان أعمال العنف التي وقعت يوم الاثنين تظهر أنه ينبغي عدم اضاعة الوقت.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية 'شاهدنا بشار الاسد على مدى شهور لا يفي بالتزاماته لشعبه وكثف جهوده لكسب الوقت في مواجهة المجتمع الدولي.'
وفي الشهور الاخيرة بدأت تطغى على احتجاجات النشطاء السلمية بشكل متزايد مواجهات مسلحة يقودها عادة منشقون عن الجيش.
ودعا بعض زعماء المعارضة الى تدخل عسكري أجنبي لحماية المدنيين من قوات الاسد.
وفي استعراض للقوة العسكرية قال التلفزيون الحكومي اليوم ان القوات الجوية والبحرية أجرت تدريبات بالذخيرة الحية بهدف ردع أي هجوم على سوريا من البحر او البر.
ومنعت السلطات السورية أغلب الصحفيين الاجانب من العمل في البلاد وفرضت قيودا على الصحفيين المحليين مما جعل من الصعب معرفة ما يحدث في هناك.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان ثلاثة أشخاص اخرين قتلوا في أعمال عنف يوم الثلاثاء اثنان منهم في مدينة حمص وواحد في قرية في محافظة ادلب.
وقالت سانا ان ضابطا برتبة نقيب في قوات الامن توفي متأثرا باصابته بنيران 'مجموعة ارهابية' قبل نحو اسبوع في مدينة حماة.
وقالت الامم المتحدة ان أكثر من 5000 شخص قتلوا في سوريا منذ بدأت الاحتجاجات ضد الاسد في مارس اذار.
وقالت دمشق قبل عدة اسابيع ان 1100 من أفراد قوات الامن قتلوا على أيدي 'عصابات ارهابية مسلحة'. وبدأ تمرد مسلح ضد الاسد يكتسب قوة دفع منذ ذلك الحين.
وبعد ان وافقت دمشق على الخطة في أوائل نوفمبر تشرين الثاني دون أن يتوقف العنف اعلنت الدول العربية مجموعة من العقوبات استهدفت التعاملات المالية مع سوريا وشملت قيودا على سفر المسؤولين وخفض رحلات الطيران.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالفعل عقوبات على سوريا ساهمت الى جانب الاضطرابات في البلاد في دفع الاقتصاد للتراجع الحاد.
وهبطت الليرة السورية حوالي اثنين في المئة يوم الثلاثاء الى أكثر من 55 ليرة للدولار ليصل اجمالي انخفاضها الى 17 في المئة عن سعر الصرف الرسمي قبل اندلاع الازمة.
وفي مواجهة التباطؤ الاقتصادي قالت صحيفة البعث ان رئيس الوزراء عادل سفر أصدر توجيهات للوزارات بخفض المصروفات بنسبة 25 في المئة. ويشمل الخفض الانفاق على بنود بينها الوقود والادوات الكتابية ونفقات الضيافة.
وقال العربي ان العقوبات العربية ستبقى سارية الى ان يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية واسبوعية.
واضاف أن الوزراء العرب سيقررون الخطوة التالية.
وقال العربي ان الدول الخليجية وافقت يوم الاثنين على ارسال 60 مراقبا مساهمة في فريق المراقبين الذي يتألف اجمالا من 150 مراقبا. وأضاف ان المراقبين يتوقعون ان تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات في انحاء البلاد.
وسيرأس عملية المراقبة لواء سوداني لديه خبرة في عمليات حفظ السلام وستضم البعثة اعضاء من دول عربية ومنظمات غير حكومية. وسيرافق البعثة افراد من وسائل الاعلام.
وقالت ايران -الحليف الرئيسي للاسد- انها تعتبر اتفاق السماح بدخول المراقبين 'مقبولا' ان لم يكن مثاليا.
وأبدت الولايات المتحدة تشككها في موافقة سوريا على السماح للدول العربية بمراقبة مدى التزامها باتفاق جامعة الدول العربية.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية أمس للصحفيين 'أعطى النظام السوري وعودا عديدة ثم خلفها... لذلك لسنا مهتمين حقا بالتوقيع على قصاصة ورق بقدر ما نريد خطوات لتنفيذ الالتزامات التي قطعوها.'
تعليقات