ندوة 'التحولات السياسية والاقتصادية الراهنة في الخليج'
شباب و جامعاتد. العجمي : الهدف من الندوة تكثيف البحث العلمي المتعلق بالقضايا التي تهم الكويت ودول المنطقة
ديسمبر 20, 2011, 11:12 ص 1154 مشاهدات 0
أقامت كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ندوة بعنوان 'التحولات السياسية والاقتصادية الراهنة في منطقة الخليج'، تحدث فيها مساعد مدير برنامج الكويت في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية د. كريستيان يوريتشسن، والخبير بشؤون منطقة الخليج د.نيل بارتريك، ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت د. عبد الله الشايجي، وأدار الندوة المستشار العلمي لبرنامج الكويت بجامعة لندن د. عباس المجرن.
وقد بدأت الندوة بكلمة ألقاها عميد كلية العلوم الإدارية د. راشد العجمي شكر فيها جهود مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في دعوة المتحدثين في هذه الندوة الهامة التي نظمتها المؤسسة بالتعاون مع وحدة الطاقة بمركز التميز التابع لكلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت بمناسبة نشر أول كتاب يصدر عن برنامج الكويت في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وهو برنامج يهدف إلى توثيق العلاقة بين الكويت
والجامعة من خلال تكثيف البحث العلمي المتعلق بالقضايا التي تهم الكويت ودول المنطقة.
من جهته استعرض د. كريستيان يوريتشن المحاور الرئيسية التي تناولتها فصول الكتاب المشار إليه فقال أن الكتاب قد تضمن تحليلا علميا رصينا لكافة القضايا التي تشغل دول المنطقة في الوقت الحاضر ومنها العولمة، وقضية المواطنة وتحديد الهوية، وتنويع مصادر الدخل، والتنمية، كما تناول كافة التوجهات الرئيسية التي حظيت بالاهتمام خلال مرحلة الصحوة العربية. وأشار إلى أن الكتاب يرسم صورة عن ملامح مستقبل دول المنطقة في خضم عالم القرن الحادي والعشرين. وقال انه على الرغم من كل التحولات الهائلة التي شهدتها المنطقة إلا أنها لم تحدث تغييرا جذريا في النظام المؤسسي السياسي والاقتصادي. وأشار إلى أن السياسات في دول المنطقة ما زالت محتفظة بنمطها التقليدي في إعادة توزيع الثروة، وخلق المزيد من الوظائف الوهمية في القطاع العام المتخم بالبطالة المقنعة، وإهمال خطط تنويع مصادر الدخل، وكذلك إهمال هدف تقليص الدور الحكومي في النشاط الاقتصادي وإحلال القطاع الخاص في محله.
وأختتم حديثه بالإشارة إلى عدد من التحولات الهامة التي شهدتها السنة الجارية وعلى رأسها حدث رمزي ولكنه ذو دلالة هامة وهو حصول دولة قطر على حق تنظيم مباريات كأس العالم في عام 2022 والذي يشير إلى انطلاقة خليجية غير مسبوقة نحو العالمية. كما أشار إلى أن دول المنطقة وعبر تحالفات إستراتيجية واقتصادية مع شركاء من آسيا قد ساهمت في تحول واضح لموازين القوى على مستوى العالم. وقال أن ثورات الربيع العربي رغم أنها تعبير صارخ عن الغضب من تردي الأوضاع الاقتصادية في تلك الدول إلا أن دول الخليج لم تكن بمنأى عنها وان اختلف الشكل بالنسبة لحالة الحراك الاجتماعي في هذه الدول، وركز على الدور الايجابي للعديد من العوامل الدولية والخارجية في خلق البيئة المناسبة للتعبير بحرية أكبر في دول المنطقة.
أما د. نيل بارتريك فتحدث عن إشكالية المواطنة والهوية في دول الخليج فقال أن نشأة هذه الدول الحديثة العهد نسبيا قد بني على فكرة الولاء القبلي التي تتعارض مع فكرة المواطنة ومفهومها في الدولة المعاصرة. وأشار إلى أن ذلك في حد ذاته قد أسهم في إضعاف قدرة هذه الدول على معالجة مشكلاتها، وأن هذه الدول لا تواجه تحديات خارجية فحسب بل تواجه تحديا داخليا ينبع من عدم قدرتها على اعتماد فكرة المواطنة والتمييز بين مواطنيها وفق الولاء السياسي، وأضاف أن هذه الدول تحاول أن تستمد صلاحياتها وقوتها من هذا الولاء، وضرب أمثلة للتحالفات بين الأسر الحاكمة والقبائل.
وقال أن المجالس التشريعية المنتخبة أو نصف المنتخبة التي نشأت في الخليج بعد العام 1991 تبدو وكأنها مؤسسات تهدف الى تحديد الانتماء، وهي ما زالت تعكس في تركيبتها المصالح القبلية والفئوية وليست المصالح العامة للدولة.
من جهته قال د. عبد الله الشايجي أن الكتاب يفتقر إلى وجود مشاركات محلية من جانب أبناء منطقة الخليج، وتمنى أن يعالج برنامج الكويت بجامعة لندن هذا الأمر مستقبلا. وتساءل عما إذا كانت منطقة الخليج قد باتت الآن في موقع قيادة العالم العربي، وقال أن هذا يبدو واقعا لا يحتمل الجدل ولكن السؤال هو إلى متى سيستمر ذلك، وأن التساؤل الجوهري الثاني يتعلق بما إذا كانت منطقة الخليج محصنة من ثورات شبيهة بثورات الربيع العربي. ثم أشار إلى تجربة الكويت التي قال أنها تمثل نموذجا لتعطل عجلة التنمية في السنوات الأخيرة بسبب حالة الاحتقان والصراع بين المجلس والحكومة، وأنها مقبلة على مهرجان انتخابي ساخن سنسمع فيه كثيرا من الآراء الشخصية بسبب عدم وجود أحزاب في الكويت. وأشار إلى أن قمة دول مجلس التعاون المنعقدة في الرياض تأتي في ظل تحول تاريخي حيث بات العرب وللمرة الأولى في التاريخ المعاصر قوة تؤثر في مسار الأحداث التي تحدث في
مختلف أرجاء العالم، وأن ثورتهم التي أطلقها البوعزيزي في تونس قد باتت ملهمة للشعوب الأخرى.
وأشار الى ضرورة أن تعمل حكومة البحرين على معالجة أفضل لوضعها الداخلي، وأكد على أن تدخل مجلس التعاون في البحرين قد أعطى رسالة مؤكدة بأن دول المجلس لن تسمح بتغيير الوضع في أي دول من دوله سواء كان مصدر التهديد داخليا أم خارجيا. وأشار إلى أن أحدا لم يكن ليصدق قبل الآن أن دولا صغيرة في الخليج مثل قطر والإمارات ستفرد عضلاتها وتشارك دولا كبرى في فرض منطقة حظر للطيران في ليبيا. وقبل اختتام حديثه ناشد الكويتيين بالابتعاد عن التأجيج الطائفي لأن الكويت كلها ستخسر من وراء ذلك، كما أشار إلى أهمية التخلي عن دور الدولة الراعية وأهمية تعزيز دور القطاع الخاص.
تعليقات