برشلونة يستعرض ويفوز برباعية ويتوج بطلا للعالم

فرض برشلونة الإسباني هيمنته على عالم كرة القدم وفاز بكأس العالم للأندية للمرة الثانية في تاريخه بعد أن تغلب على سانتوس البرازيلي 4/0 ظهر اليوم الأحد في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب يوكوهاما نيسان الدولي باليابان.

أحرز الأهداف لبرشلونة كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفين في الدقيقتين 20 و82 وتشافي في الدقيقة 25 وسيسك فابريغاس في الدقيقة 45.

وضرب الفريق الكتالوني أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ أصبح أول فريق يفوز باللقب مرتين بعد عام 2009، وسجل أكبر فوز في المباراة النهائية، ومنح إسبانيا اللقب الثاني أيضا لتتعادل مع إيطاليا التي أحرزت لقبين عبر فريقي قطبي ميلانو آي سي ميلان وإنتر ميلانو عامي 2007 و2010، علما أن البرازيل تحمل الرقم القياسي ثلاث مرات عبر كورنثيانيس عام 2000، وساو باولو 2005، وانترناسيونال 2006، وأهدى الكأس للاعبه دافيد فيا الذي تعرض لكسر في ساقه، في مباراة نصف النهائي أمام السد القطري كما وعده.

وإرتدي لاعبو برشلونة قمصان تحمل رسالة تشجيع إلي زميلهم دافيد فيا الذي أصيب في ساقه أثناء مباراة السد القطري وسيغيب عن الملاعب لستة أشهر.

ولم يجد برشلونة أي صعوبة في الفوز بعد أن سيطر على المباراة من البداية إلي النهاية ولم يظهر سانتوس، الذي يحتفل بمئويته، بالصورة المتوقعة ووضح إستسلامه التام للعملاق الكتالوني وحتي نجمه نيمار بدا وكأنه لم يكن موجود في الملعب.

في المقابل تألق ليونيل ميسي وتلاعب بمدافعي سانتوس وسجل وصنع أهادف لزملائه بتمريراته السحرية داخل الصندوق، وبذلك يكون ميسي قد سجل في جميع البطولات التى لعب بها هذا العام مع البرسا سواء في الدوري أو الكأس الأسباني وكأس السوبر الأسباني والأوروبي وكأس العالم للأندية ويعادل رقم زميله بيدرو.

بدأت المباراة بفترة جس نبض لم تطل كثيرا حيث تحولت الدفة سريعا إلي الفريق الإسباني الذي بدأ محاولاته في الوصول لمرمي سانتوس ولكن بدون خطورة حقيقية على مرمي الحارس رافايل كابرال، ووضح إعتماد سانتوس على الكرات المرتدة حيث لعب بخمسة مدافعين لإيقاف خطورة برشلونة، وتصل الكرة مرتدة في الدقيقة السابعة إلي نيمار الذي يحاول المراوغة ولكن تضيع الكرة من بين أقدامه.

وتضيع فرصة أول هدف من ميسي الذي يمر ببراعة في الدقيقة 13 ويسددها بقدمه اليسري يصدها رافايل كابرال ولكنها ترتد إلي تياجو إلذي يسددها في جسد الحارس، ثم يهدر تياجو الكانترا فرصة محققة برشلونة من متابعة لتسديدة ميسي التي أنقذها رافاييل كابرال.

وتدب الحماسة في الجانب الإسباني وتبدو فرصة الهدف قريبة ووضحت السيطرة الكتالونية وسط خوف من الجانب البرازيلي.

وتسفر جهود ميسي عن أول هدف برشلوني في الدقيقة 17 بعد تمريرة بارعة واحد إثنين مع تشافي ثم يوقفها ميسي ببراعة ويلعبها لوب فوق الحارس كابرال الذي تقدم لملاقاته ولكنها تتخطاه وتدخل المرمى بعد محاولة يائسة من برونو رودريجو لإيقافها.

وتستمر السيطرة الكتالونية بعد الهدف ويختفي سانتوس تماما ويتفرغ للدفاع ويمتلك برشلونة وسط الملعب ويتلاعب تشافي وسيسك فابريغاس و أندريس إنييستا بلاعبي سانتوس الذين وضح إستسلامهم، وبعد خمسة دقائق فقط من الهدف الأول يسجل تشافي الهدف الثاني بعد تمريرة سحرية من دانييل ألفيش المتألق يسددها مباشرة على يمين كابرال.

يتلاعب برشلونة بعد هدفه الثاني بدفاعات سانتوس ويتألق ميسي وتضيع أكثر من فرصة، وتبدو فرصة أخيرا لسانتوس عند الدقيقة 27 من مرتدة يضيعها بورجيس بعد أن سددها في الحارس فيكتور فالديز، بعدها مباشرة يتصدي القائم لتسديدة من فابريغاس لتضيع فرصة هدف أسباني ثالث. يحاول رامالو تنظيم صفوفه فيخرج دانيلو ويدخل إيلانو الذي يعيد بعض التنظيم لصفوف سانتوس.

يحاول سانتوس الوصول لمرمي فالديز وينال جيرارد بيكيه بطاقة صفراء في الدقيقة 39 لمحاولته إيقاف نيمار، ويهدأ إيقاع المباراة قليلا بعد إقتراب الشوط الأول من نهايته ولم يحاول سانتوس وتفرغ جميع لاعبيه للحفاظ علي شباكه مكتفيا بالهدفين.

ولكن قبل صافرة النهاية يقول سيسك فابريجاس كلمته ويحرز ثالث الأهداف البرشلونية بعد مجهود من ميسي الذي راوغ جميع مدافعي سانتوس قبل أن يمرر إلى إنييستا الذي مرر بدوره كرة داخل منطقة الجزاء سددها اليكانترا برأسه لترتد الكرة من الحارس لتجد فابريغاس المتابع.

ويبدأ الشوط الثاني بهجوم برشلوني أيضا، تمريرة من الساحر ميسي إلي فابريغاس يحولها كابرال إلي ركنية لاتسفر عن شئ.

الدقيقة 47 تشهد واحدة من الفرص القليلة جدا التي سنحت لسانتوس من كرة يرفعها بورجيس على رأس نيمار الحاضر الغائب يسددها عالية فوق القائم.

ووضح أن البرسا لم يكتف بالثلاثة وأراد المزيد اتحقيق نتيجة تاريخية وفعل لاعبوه مايريدون بلاعبي سانتوس وقدموا كرة قدم ممتعة، وتتعدد الفرص على مرمي كابرال الذي يفعل مابوسعه للإكتغاء بالثلاثة أهداف.

 ويخرج جيرارد بيكيه عند الدقيقة 56 ويحل محله الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو.

وبذل ميسي مجهودا كبيرا مستغلا المهارات الفردية العالية التي يمتلكها، وأمد زملائه بالعديد والعديد من الفرص المحققة، ولكن افتقد لاعبو برشلونة إلى الدقة في إنهاء الهجمات، قبل أن يتصدى القائم لفرصة هدف محقق من الفيش.

وقبل نهاية المباراة بثماني دقائق استغل ميسي عرضية أرضية زاحفة من ألفيش أيضا واخترق منطقة جزاء سانتوس وسدد الكرة مباشرة في الشباك بمنتهي السهولة.

وخلال الدقائق الأخيرة من المباراة لم يحدث أي جديد حيث سيطرة مطقة من برشلونة واستسلام تام من جانب فريق سانتوس، لينتهي اللقاء بفوز النادي الكتالوني برباعية تاريخية.

كما أحكم برشلونة ولاعبوه قبضتهم على جوائز وألقاب البطولة. وإلى جانب فوز برشلونة باللقب والجائزة المالية التي تقدم للفائز باللقب وتبلغ خمسة ملايين دولار، أحرز ميسي جائزة أفضل لاعب في البطولة ليفوز بالكرة الذهبية متقدما على زميله تشافي هيرنانديز الفائز بالكرة الفضية بينما توج البرازيلي نيمار دا سيلفا مهاجم سانتوس بالمركز الثالث والكرة البرونزية.

كما توج ميسي وزميله البرازيلي أدريانو كوريا على لقب هداف البطولة برصيد هدفين لكل منهما واعتلى ميسي قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بطولات كأس العالم للأندية برصيد أربعة أهداف وبالتساوي مع البرازيلي دينلسون مهاجم بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.

كما فاز برشلونة بجائزة اللعب النظيف والتي سلمت إلى قائده كارليس بويول.

من جانبه أحرز السد القطري المركز الثالث والميدالية البرونزية بعد فوزه على كاشيوا الياباني 5/3 بضربات الجزاء الترجيحية اليوم على استاد يوكوهاما الدولي في مباراة تحديد المركز الثالث.

وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي بعدما تقمص الحارس محمد صقر دور البطولة في فريق السد وأنقذ مرماه من عدة أهداف محققة قبل أن يتألق مجددا ويتصدى لضربة الجزاء الرابعة للفريق الياباني.

ورغم البداية الجيدة له والفوز على الترجي التونسي 2/1 في الدور الثاني للبطولة ، لم يحالف الحظ فريق السد في الخطوة التالية حيث أوقعته القرعة في مواجهة أفضل فريق في العالم وهو برشلونة الأسباني ليخسر الفريق صفر/4 .

وعلى مدار البطولات الثماني التي أقيمت حتى الآن ، كانت للفرق العربية بصمة جيدة في هذه البطولات وتواجد مستمر منذ البطولة الأولى وحتى البطولة الحالية، وكانت البداية عن طريق النصر السعودي والرجاء البيضاوي المغربي في عام 2000 بالبرازيل.

وعندما عادت البطولة لتقام بين أبطال القارات الست بدلا من الاقتصار على بطلي أوروبا وأمريكا ، مثل الكرة العربية فريقا الأهلي المصري واتحاد جدة السعودي في عام 2005 ثم واصل الأهلي مشاركته في بطولتي 2006 و2008 بينما كانت المشاركة من نصيب النجم الساحلي في عام 2007 حيث أقيمت البطولة باليابان من 2005 إلى 2008 .

وفي العامين الماضيين ، انتقلت البطولة إلى أبو ظبي بالإمارات لتحافظ الفرق العربية على تواجدها في المونديال العالمي من خلال فريقي أهلي دبي الإماراتي عام 2009 والوحدة الإماراتي عام 2010 بصفتهما ممثلين للدولة المضيفة رغم عدم فوز أي فريق عربي بلقب آسيا أو أفريقيا.