هل تعتقدون بأن مجلسنا القادم سوف يصلح الحال ؟! علي الطراح متسائلا ؟
زاوية الكتابكتب ديسمبر 14, 2011, 3:38 م 2268 مشاهدات 0
قراءة في المشهد الكويتي
د. علي الطراح
هل تعتقدون بأن مجلسنا القادم سوف يصلح الحال؟ ومن بيده صلاح الحال؟ نحن على أبواب انتخابات جديدة وقد اشتكينا الحال لمجلس قيل فيه الكثير، فهو لم يكن بمستوى الطموح، بل كان نكسة مثل نكسة العرب عام 1967! لكن هل تعلمنا الدرس أم نبقى في دائرة اللوم والنواح؟ من الصعب أن نتنبأ، وذلك لما أصاب النفوس وجلب لها الخراب من كل حدب وصوب... لكن ها هو الربيع يهل علينا، ونحن لا نريد ربيع 'ارحل' بل ربيع البناء والازدهار، وليتنا نفهم طبيعة المرحلة الحالية، فقد ارتكبنا الأخطاء في استنباط الغزو لأننا نفكر بعقلية التسطيح في تقديرنا للحدث، واليوم نعاود لعبة الأمس وقد تركنا 'القرعة ترعى'، وربما ندفع ثمناً غالياً لما يحدث في مشهدنا.
كم من أزمة مرت بنا؟ وهل وقفنا وفكرنا في تداعياتها؟ بكل تأكيد لا، وهذا ما يجعل باب الأخطاء مشرعاً حتى مع الانتخابات القادمة.
جهاز الدولة مترهل وإبر التخدير مستمرة، وهي الاستراتيجية المتبعة لتأجيل حل مشاكلنا، لكن سياسة التخدير لن تجدي بل الأجدى هو الواقعية في المعالجة، لاسيما أن مشاكلنا ليست بتلك الضخامة والجسامة، فهي يمكن حصرها وحلها عندما نعترف بأخطائنا المشتركة، أما العناد فلن يقود سوى إلى تخريب كل ما بناه الأجداد.
الكويت دولة لا تعيش دون أن تتفاعل مع محيطها، وبكل تأكيد فإن اضطراب الكويت له انعكاساته على المحيط ،لذا علينا مراعاة المحيط وحجم الاضطراب وأن لا نسبح في الخيال.
علينا فهم التغير المندفع بقوة، والعمل لحماية مكتسباتنا الوطنية والتفطن إلى أن استمرار اضطراب مشهدنا له تداعياته المحلية والإقليمية، مما يحتم إيجاد مخارج تبعد عنا شبح التفكك الاجتماعي.
خطة التنمية التي رصدت لها المليارات مجمدة، ويقابل ذلك تفشي الفساد وشبكاته التي وصلت مرحلة تهدد أمننا الوطني. وعندما نقول إن أزمتنا تنحصر بتشابك المصالح لقوى نافذة، فهذا يستوجب رؤية حكومية جديدة في التعامل مع ملفات متضخمة لا يمكن حلها إلا عبر الاعتراف بالأخطاء وإرجاع الأمور لنصابها.
المنتخبون يملكون التغيير، فخياراتهم يجب أن تكون منسجمة مع الشعارات الشبابية المرفوعة في ساحة الإرادة. والمطلوب حالياً حملة شبابية من كافة الشرائح لمحاصرة المتورطين في الفساد ممن تمثل عودتهم للبرلمان تخريباً للسلطة التشريعية.
القوة الشابة التي تحاول الانسلاخ عن دوائر 'وطنية' مشبوهة عليها مسؤولية في بلورة مشروعها الوطني، فهي الأمل لإحداث التغيير في مسيرة العمل الشعبي. فالمرحلة حرجة وسد الثغرات أولوية وطنية، وتفويت الفرصة على من يريد تمزيق مجتمعنا ويشغلنا في صراعات جانبية، يجب أن يكون أولوية وطنية.
الصراع الدائر في مشهدنا الكويتي له بعده الاجتماعي والاقتصادي، وسياسة تعميق الانقسامات الاجتماعية انكشفت وهي غير مجدية لمن يراهن عليها. ونتمنى من العقلاء أن يدركوا بأنه لا سبيل للخروج من المأزق سوى برفع شعار المواطنة وبناء دولة المؤسسات وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين الجميع. والوهم الكبير هو المراهنة على إمساك كل أوراق اللعبة، فمن يفعل ذلك يخسر مجتمعاً يملك كل مقومات التقدم.
تعليقات