عن 'النواب القبيّضة'، واختيارات الناخبين- تكتب سهام الفريح
زاوية الكتابكتب ديسمبر 14, 2011, 2:25 م 1634 مشاهدات 0
آخر الكلام
أنقذونا من تلك الوجوه القميئة بمواقفها
أ.د. سهام الفريح
الكل منا حيران لا يدري ما تحمله الأيام القادمة من مفاجآت بعد ان حُلَّ البرلمان، وأخذ البعض يعدُ عدته لجولة قادمة، وأول هؤلاء هم اللاعبون القدامى في المعترك الانتخابي.
أما نحن المواطنين البعيدين عن اللعب على أوتار السياسة، في حيرة من أمرنا خاصة بعد ان دارت الشبهات حول بعض النواب السابقين الذين تلوثت اسماؤهم بتهمة الايداعات المليونية، واذا حاول البعض ان ينفي التهمة عن نفسه فنقول لماذا دارت حول هؤلاء، ولم تدر حول غيرهم، فليس من دخان دون نار.
وإن كانت السلطة لم تتخذ أي اجراء لازم حتى يومنا هذا في الكشف عن هؤلاء حتى تمنحنا فرصة الاختيار السليم للترشيحات القادمة، وقد تدعي (أي السلطة) في تبريراتها المعلنة أو ما بين السطور، انه رغبة منها في عدم اثارة الفتنة، فنحن اليوم نعيش الفتنة ذاتها، لذا فهذه التبريرات لا مكان لها اليوم الا في التعتيم على هذا الأمر، اضافة ان للمواطن حقوقاً في هذا الشأن وهي ايصال المعلومة الصحيحة له وحرية الحصول عليها، فلعل هذا الصمت المطبق من السلطة هو الذي دفع بهذه العناصر ذوي الايداعات المليونية من نسائهم ورجالهم، الى رفع الصوت عالياً بعد ان خلعوا رداء الحياء والخجل مما اقترفت اياديهم الى التحدي ليس بنفي هذه التهم عن أنفسهم فحسب، لا بل الى أكثر من ذلك، حيث ذهب البعض منهم الى الاعلان عن اقامة الدعاوى على كل من يمسهم بحرف عبر أي وسيلة من وسائل الاتصال. وذهب بعضهم وبعضهن الى تشكيل لجان للتحقيق في هذا الشأن فعلى هولاء ينطبق المثل القائل (خذوهم بالصوت لا يغلبوكم) فلنترك هؤلاء يقولون ما يشاءون لهم، ولنقل ان الأمر ينتهي عند جهتين لا ثالث لهما، وهما: (السلطة) وبيدها ان يأخذ القانون طريقه في الكشف عن الحقيقة، حتى تدفع بهذه الجولة الجديدة من الانتخابات الى بر الصدق والنزاهة، وكذلك ان تكف يد بعض العناصر عن دفع المال السياسي الذي اوصل بعض الشخصيات القميئة بمواقفها طوال الدورات الماضية الى البرلمان وهم من النساء والرجال على حد سواء، وهم من استمرأ ببيع ضمائرهم وانتمائهم الوطني والاخلاقي الى الشيطان في سبيل المال الذي اعمى بصيرتهم قبل بصرهم.
فلا نريد لأمثال هؤلاء الوصول الى البرلمان، وان تخوف بعضنا من هؤلاء سيعودون بأقوى مما كانوا عليه بسبب ما بين ايديهم من اموال تمكنهم من شراء الاصوات، وبأثمان باهظة.
فهنا يأتي دور الجهة (الثانية) وهي الناخبون أنفسهم، يجب عليهم ان ينتفضوا ليتطهر البعض منهم من الدنس وليكن الولاء للوطن فقط.
فالكرة اليوم في ملعب (الناخب) فهو المسؤول الأول في الاختيار السليم، حتى ولو - لاقدر الله - لم تقم السلطة بدورها في ردم هوة الفساد التي اتسعت بشكل مرعب، وأنا في هذا الصدد مر بخاطري حديث لاحداهن فضفضت به في يوم من الايام قبل ان تحصل المرأة فيه على حقوقها السياسية، حيث قالت: انها ذهبت الى شخصية ذات مسؤولية عالية في يومها طالبة منه مكسبا من مكاسب الحياة وليس حقا، وذلك لانها طلبته لنفسها غافلة الكثيرين والكثيرات ممن هم في حالتها او على شاكلتها.
أغفلت اصحابها، وهي التي أصمت مسامعنا من الطنطنة بمفردات جوفاء عن الحرية والديموقراطية والعدالة في محافل مضت، او حجتها امام هذه الشخصية - كما جاء على لسانها - هي تضحياتها العديدة في سبيل الوطن، فانتظرت برهة لتطلعنا على هذه البطولات والتضحيات التي اعتقدنا بانها قاومت الاحتلال، ولم نسمع بها المسكينة بسبب تجاهل وسائل الاعلام وغيرها كتجاهلها لمن خسروا الغالي والنفيس وهي الارواح في سبيل الوطن، فاذا بهذه التضحيات التي عنتها هي التلطلط عبر وسائل الاعلام بترويد تلك المفردات الجوفاء التي لا طعم لها، لانها اقوال دون افعال، وهي التي - للاسف الشديد - اوصلتها وأوصلت امثالها الى مآربهم الشخصية لا مآرب الوطن والمواطن.
فاليوم ثقتنا بهذه وأمثالها انعدمت، وعلينا أن نبحث لنكشف عن شخصيات واسماء صحيفة وجوههم وضمائرهم الصدق والأمانة، لم تدنسها، ولم تلوثها الاغراءات المادية وغيرها.
وثقتنا ايضا بالشباب الذين سنراهن عليهم لانهم هم من ساعد على الكشف عن تلك الوجوه القميئة، وكشفوا عن حيلهم ومكرهم، فهؤلاء الشباب هم من سيحدث التغيير لا محالة في التصدي لمن وصم مجتمعنا الجميل بوصمة سوداء بما اقترفته اياديهم، وباعته ضمائرهم.
تعليقات