الزائر الأبيض يحل ضيفا على الفلسطينيين

عربي و دولي

307 مشاهدات 0


 

كست حلة بيضاء غالبية المدن الفلسطينية في الضفة الغربية بفعل الثلوج التي تتساقط عليها منذ ساعات الصباح الأولى.

وكان الراصد الجوي توقع أن يستمر سقوط الثلوج في العديد من المحافظات الفلسطينية، وخاصة الجنوبية، مشيرا إلى أن حدته قد تزداد هذه الليلة، كما سيشهد أمطارا في كل المناطق. وفي ساعات المساء تشتد العاصفة والبرد ويصل الثلج إلى معظم المناطق الجبلية، وربما يصل إلى مناطق منخفضة لا ترتفع سوى (400- 500) متر عن مستوى سطح البحر. أما سرعة الرياح فستصل إلى 100 كم في الساعة.

وباشرت الآليات التابعة للدفاع المدني في غالبية المناطق بإزاحة الثلوج عن الشوارع، لإتاحة الفرصة للمواطنين للتنقل، وخصوصاً في الطرق المؤدية إلى المستشفيات والمرافق الحيوية.

وحالت الأحوال الجوية دون تمكن الطلبة من تقديم امتحاناتهم أو الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم، بفعل انسداد العديد من الطرق، وكذلك حالة الانجماد التي منعت الكثيرين من الخروج من منازلهم.

وسادت أجواء من البهجة والفرح في أوساط المواطنين ولا سيما الأطفال بسقوط الثلج، بالرغم من الأجواء السيئة والبرودة الشديدة والرياح العتيدة.


حالة طوارئ

تزامن هذا مع إعلان العديد من الجهات المختصة عن إجراءات واستعدادات تحسبا لحدوث أي طارئ، داعية المواطنين إلى التقليل من حركتهم، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، لما تشهده المناطق من حالة جوية صعبة بفعل المنخفض الجوي العميق الذي يضرب معظم الأراضي الفلسطينية.

ودعت دائرة التنبؤات الجوية، المواطنين لأخذ الحيطة والحذر بسبب عمق المنخفض الجوي، وإلى عدم إخراج الأطفال من المنازل، وعدم إرسالهم إلى رياض الأطفال، والاهتمام بتوفير الأدوية للمرضى المزمنين والحاجات اللازمة لذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، وللتزود بالمواد التموينية اللازمة ووسائل التدفئة.

كما أعلنت وزارة التربية والتعليم، عن قرارها بتعطيل الدوام في جميع المدارس وفي جميع المناطق التي تتساقط فيها الثلوج أو التي يتعذر وصول الطلبة والمعلمين إليها بسبب الأحوال الجوية السائدة.

وأكدت الوزارة أن قرار تعطيل الدوام المدرسي في المدارس يأتي في إطار حرصها على مصلحة الطلبة التي هي فوق كل اعتبار، مشددة على أنها تبذل قصارى جهدها في سبيل أمنهم وسلامتهم وعدم تعريضهم للمخاطر.

بدورها أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ في كافة مديريات الصحة بالضفة الغربية وقطاع غزة بسبب الأحوال الجوية السيئة.

وأصدرت الوزارة التعليمات بإبقاء الطواقم والآليات على أهبة الاستعداد على مدار الساعة.

وقد تم تشكيل في كل محافظة مجلس مشترك يضم ممثلين عن الأمن الوطني والشرطة والدفاع المدني لتقديم لمساعدات للمواطنين حسب الحاجة.

من جهتها أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان، حالة الطوارئ في كافة محافظات الوطن لمواجهة الظروف الجوية المتوقعة. وعممت الوزارة على كافة مديرياتها بضرورة الاستعداد التام وإبقاء فرق الطواقم والآليات على أهبة الاستعداد على مدار الساعة، بحيث يتم إبقاء فرق الطوارئ جاهزة للتدخل عند الضرورة واستمرار المتابعة لحالة الطرق.


خسائر فادحة

فرحة الأطفال بتساقط الثلوج، قابلها حالة من الحزن الشديد لدى المزارعين خاصة في مناطق الأغوار نتيجة هطول الأمطار وحدوث السيول والرياح الشديدة التي ضربت المنطقة، حيث أدى إلى تدمير البيوت البلاستيكية وتطاير شبكات الحديد الملتوية مما أدى إلى تلف جميع المزروعات بمئات الدونمات.

وقد ناشد المزارعون الذين يملكون البيوت المحمية الحكومة الفلسطينية وخاصة وزارة الزراعة مساندتهم والوقوف على محنتهم بعد تلقيهم الضربة الأولى من الصقيع والثانية نتيجة الرياح الشديدة وكانت السرعة 120كم في الساعة مما أجهز على الموسم الزراعي بالكامل.


اخفاقات الراصد الجوي

وإذا كانت تنبؤات الراصد الجوي قد صدقت هذه المرة وتساقطت الثلوج، فقد سبقها إخفاقات عديدة كما استعرضتها صحف عبرية أمس. حيث أشارت إلى أنه في 21 شهر تشرين ثاني 2005 قال الراصد الجوي الإسرائيلي: إن ارتفاع الثلوج سيصل إلى نصف متر، فلبسنا الثقيل ورمينا الخفيف –على حد تعبير الصحيفة-، وفي غداة اليوم التالي وإذا بالشمس تشرق.

وفي 15 شباط 2006 سأل المذيع الراصد الجوي، لماذا لم تصل العاصفة الثلجية كما قلتم لنا؟ فأجاب: أن رياحا قوية جاءت على الشاطئ وسرقت المنخفض وأخذته إلى لبنان فضحك المذيع.

وفي أكتوبر 2006 حيث كان الناس يعيشون صيفا قائظا، أمطرت الدنيا دون أن يكون الراصد الجوي قد حذرهم.

وفي 13 آذار 2007 قال الراصدون الجويون إن الثلوج ستسقط، وانتظرنا ولم تسقط ولم يزيدنا ذلك سوى خيبة وعدم ثقة بالراصد الجوي.

وفي 23 نوفمبر الماضي (أي قبل نحو شهرين)، قال الراصد الجوي أن الأمطار التي هطلت  تكفي وتسد عن حاجة فصل الشتاء كله، وما هو سوى أسبوع حتى خرج علينا المسؤولون يبكون ويشتكون من الجفاف.

الضفة الغربية- الآن- سامر خويرة

تعليقات

اكتب تعليقك