الحاجة إلى اللحم ستزداد إلى الضعف عام 2050 فهل ننتبه بقلم علي ابوالريش
الاقتصاد الآنديسمبر 13, 2011, 11:20 ص 818 مشاهدات 0
يقول باحثون أميركيون أن عدد سكان العالم سيصل في العام 2050 إلى 9,3 مليار نسمة بزيادة 2,3 مليار عن الوقت الحالي، وهذا ما سيضاعف الحاجة إلى الغذاء، ويقول فريق الباحثين من جامعة مينيسوتا إن ارتفاع المعيشة بين سكان العالم سيزيد الطلب على اللحم الذي يحتاج إنتاجه إلى زراعة مساحات كبيرة من الحبوب، وزراعة الحبوب تحتاج إلى كميات هائلة من المياه، ولكن العلماء أنفسهم أكدوا أن زراعة المساحات الواسعة ممكنة، في حال استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، وهنا مربط الفرس، وهنا صلب المعضلة الكبرى التي تعاني منها الدول شبه النامية ومنها الدول العربية، التي في بعضها لا تزال الحمير تعمل على أقدامها الأربعة وبإرادة صلبة في جلب المياه إلى أفواه العطاش، كما أن الأنهار التي تندلق على أراضي بعض الدول النامية، تسيح مياهها الفائضة في الأرض الخواء، بينما المزارعون يتلظون حسرة على ما يفقدونه وما يحتاجونه من ماء لسقي مزارعهم المتشظية عطشاً.. فعندما يأتي الحديث عن التقنيات الحديثة، فإننا نشعر وكأن عالمنا النائي والنامي، وكأنه يعيش في القرون الوسطى، وأن ما يقال عنه من تقنيات، فهي ليست أكثر من خيال متوهم لا يمكن أن يجاري الواقع.. ما بين التخلف والتقدم شارع واسع، حتى يقطعه المتخلفون ليصلوا إلى ضفة التقدم، فإن أمامهم مطبّات وعقبات وحُفر وجبال من الصخور الصمّاء التي لا ولن تسمع لنداءات الاستغاثة التي يوجهها هؤلاء المغبونون.. ففي العالم النامي لم يزل الفجر التقني تغشيه غاشية التخلف في مناهج التعليم، والتقاعس المتعمد عن احترام المدارس الزراعية والصناعية التي بدونها لن تستطيع إنتاج تقنيات تقهر تخلفنا الزراعي، ولن تستطيع هزيمة حاجتنا إلى الغذاء، فنحن مازلنا بعد نعتبر التعليم الفني والزراعي، شيئاً من أغراض الهوايات الفاشلة، ورغبة تأتي بعد نفاد صبر الطموحات في تحقيق النجاح في مجالات أخرى، وإلا فكيف لا يُفلح بلد مثل السودان، في تبوؤ الصدارة في الإنتاج الزراعي، وهذا البلد لو صبَّ على تربته ماء البحر لأنتج كل ما يحتاجه الوطن العربي من مواد غذائية بدءاً من الحبوب وانتهاء بالفواكه والخضراوات.
والسودان وغيرها من بلدان العالم الثالث، لن تكون سلة غذائية إلا إذا ملأت سلة الفكر بقناعات تتجاوز ثقافة الاعتماد الكلي على 'حامل الأثقال'، هذا الكائن لو يملك من الذكاء كما يملك الصبر، لقال كُفّوا عن إيذائي، وتعلّموا كما يتعلم غيركم سر النجاح، والظفر بما يحقق حاجة الناس من الغذاء.. إذاً ما أطلقه الباحثون الأميركيون من صرخة يجب أن تصل إلى مراكز البحوث في العالم الثالث، وإلى الساسة، ورجال الاقتصاد، فلنعلَّم أبناءنا السباحة في بحر التقنيات الحديثة، وركوب خيل المعرفة، ورمي الشح الغذائي بطموحات بحجم القارات الشاسعة، وأن نُشعل شمعة، خيرٌ من أن نلعن الظلام ونبكي على الأيام.
تعليقات