لأن حكومتنا اردى من مجلس الأمة فان الخطط والبرامج على الورق برأي عبداللطيف الدعيج

الاقتصاد الآن

611 مشاهدات 0


حسب المادة 98 من دستورنا فان على كل وزارة تتشكل ان تتقدم ببرنامجها الى مجلس الامة. بالاضافة الى هذا هناك الخطاب الاميري الذي يلقيه الامير او من ينوب عنه في بداية دور الانعقاد السنوي لمجلس الامة. وللمجلس بالطبع أن يبدي الملاحظات على برنامج الحكومة، كما يناقش الخطاب الاميري وبجاوب عليه، مبديا تمنياته وملاحظاته. ومن الممكن القول ان الحكومات الكويتية لم تتمكن اي منها من تنفيذ برنامجها، خصوصا في السنوات الاخيرة، بل اغلبها نسخت برنامج سابقتها لأن شيئا منه لم ينفذ، كما ان الخطة او الخطط الخمسية تم تجميدها ولم يُفعل أي منها ان- صحت معلوماتي - منذ إنشاء مجلس التخطيط وحتى الساعة.
يعود سبب هذا الى ان الحكومة أردأ من مجلس الامة عندنا، فعندما يتعلق الامر بالتخطيط والتبصر والتدبر فإن مجلس الامة ليس أحسن حالا من الحكومة، فكلاهما الاخ شهاب الدين. طبعا اعضاء المجلس سيلقون باللوم على الحكومة التي تملك الاجهزة والادارات، ولكنها تفشل في وضع خطة للتنفيذ، ولا احد ينكر ذلك. والحكومة ستلوم، وهي محقة هنا، المجلس الذي يتفنن اعضاؤه في عرقلة العمل والانجاز الحكومي، وبين هذين يضيع مستقبل البلد وتتبدد اي فرص للتنمية والتطوير.
مثل ما كتبت يوم الخميس، ليس لدى احد هنا تصور عن المستقبل، ولا حتى قراءة حقيقية وتفهم للواقع الحالي. اعتقد بأمانة ان وضعنا اصعب كثيرا من ان يعالج، خصوصا اذا ما اصر او تكفل كل طرف بان يتولى العلاج وحيدا ودون تنسيق او تشاور مع الطرف الاخر. بل في الواقع، حكومتنا، وهي خليط غير متجانس من الوزراء، فمنهم المعين بتقنيته ومنهم المختار من قبيلته او طائفته، والاغلب مستوزر لانه الوحيد الذي قبل بالمنصب الوزاري. واعضاء مجلسنا ليسوا افضل حالا من الحكومة، فهم شراذم متفرقة، واحد في الشام والثاني في عمان. واذا اجتمعوا او اتفقوا، فهُم اما يتفقون على خراب البلد، كما حدث في جلسة الكوادر، حيث اتفق القبيضة مع الدفيعة علينا، او عندما يتبارون في جلد الحكومة وانتقادها... سنظل في ازمات متتالية وضياع دائم، وذلك لان احدا لا يريد مواجهة المشكلة الرئيسية التي تتطلب نقد الذات وتخطئتها وإدانتها... وهذا ما يتهرب الجميع عن مواجهته.
***
• احلى شيء هذه الايام ان كل النواب يطالبون رئيس الحكومة الجديد بضرورة اجراء انتخابات حرة ونزيهة... سؤال: ماذا سيكون موقف النواب اذا حرص الرئيس الجديد على ذلك وطبق بحزم قانون تجريم الفرعيات؟! والا قوانين نوابنا مثل نزاهتهم على ناس وناس.

***
• دول الخليج العربي، ومن ضمنها الكويت، طالبت مواطنيها بضرورة مغادرة الاراضي السورية حرصا على سلامتهم.... معقولة.. عندنا اكثر من دولة خليجية، بما فيها الكويت، جرت فيها اعتقالات وتقتيل وتعذيب في حق مواطنيها «الاعزاء»، وآخرها قبل ساعات، وربما لا يزال مستمرا في «المحرق»، يعني ما الفرق بين ان تكون مواطنا في سوريا او مواطنا خليجيا؟ اموال النفط فقط لا غير. بالمناسبة المطاوعة وقادة القطيع العربي راح يقولون ليس هناك شيء، تماما مثل ما وصف «السادة» ما يحدث في الشام.

جريدة القبس

تعليقات

اكتب تعليقك