هل اوضاعنا الأن تشبه قصة تاجر البندقية لشكسبير هذا مايوضحه عبدالهادي الجميل

الاقتصاد الآن

1163 مشاهدات 0

عبدالهادي الجميل

تُعدّ مسرحية تاجر البندقيّة، من أهم أعمال الشاعر والمؤلف البريطاني العظيم وليم شكسبير. يعود سبب نجاح هذه المسرحية- التي مضى على كتابتها أكثر من أربعة قرون- إلى إجادة شكسبير في اختيار شخصياتها من صميم الحياة وكأنها تعيش بيننا وتسكن بجوارنا. أشهر شخصيات المسرحية هو التاجر المرابي شايلوك الذي أصبح رمزا للجشع والأنانيّة والبخل في مدينة البندقيّة أو فينيسيا المشهورة-آنذاك- بولع أهلها الشديد بالبحر، فكان جزء منهم يمتهن التجارة البحريّة، والجزء الآخر كان يعيش على صيد الأسماك فيأكل بعضه و يبيع الباقي في”سوق السمج” كما ينطقها اهل فينيسيا، أما الجزء الثالث فكان يشتغل بمهنة صيد اللؤلؤ قبل أن تنقرض بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي. وهناك جزء رابع كان يقيم في ريف فينيسيا ويمتهن الرعي والزراعة.
 كان أنطونيو تاجرا مرموقا وله سفن عديدة صادف أنها كانت في رحلات تجاريّة، فاحتاج لبعض المال كي يمنحه لصديقه باسانيو(عانيّة) في زواجه الوشيك، فلم يجد من يقرضه سوى شايلوك الذي أصبح من الأثرياء لامتلاكه مجموعة كبيرة جدا من الحمام الزاجل الذي كان وسيلة الاتصال الوحيدة بين فينيسيا والعالم. وافق شايلوك على اقراض انطونيو، شريطة كتابة اتفاقيّة يتعهّد خلالها أنطونيو بإعادة المبلغ في أجلٍ مُحدّد وإلاّ فسيصبح من حق شايلوك أن يقتطع ما وزنه رطل واحد(نصف كيلو تقريبا) من خاصرة أنطونيو الذي وافق فورا لحاجته الملحّة للمال ولثقته التامة بأن سفنه التجاريّة ستعود قبل موعد سداد القرض، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهيها سفن أنطونيو فأتت الأخبار بغرقها، و حلّ موعد سداد القرض، ولم يستطع أنطونيو المسكين توفير المبلغ، فطلب شايلوك تنفيذ الاتفاقيّة. حاول حاكم فينيسيا اقناع شايلوك بتمديد مهلة السداد لكنه رفض وأصرّ على تنفيذ الشرط الجزائي، فتم حجز انطونيو تمهيدا لاقتطاع رطل اللحم المُتّفق عليه.
 ما أن علم سكان فينيسيا بالأمر حتى جمعوا التبرعات وتداعوا إلى قصر العدل(مال فينيسيا) وهم يرفعون أموال التبرعات، ويهتفون:
 جبنا لك المال.... طلّع أنطونيو
 جبنا لك المال.... طلّع أنطونيو
 لكن شايلوك رفض جميع الوساطات والمناشدات وتمسّك بحقّه، فقرر الأهالي الاعتصام في ساحة العدل. هناك مَثَل عند أهل فينيسيا يقول” مال البخيل ياكله العيّار”، انطبق هذا المثل عندما تنكّرت خطيبة باسانيو صديق أنطونيو بزي محامٍ، وواجهت شايلوك أمام الحاكم، وأقرّت له بحقّه في اقتطاع رطل اللحم، ولكن دون نزول قطرة دم واحدة لأن الاتفاقية تنص على اللحم فقط، فأسقط بيد شايلوك الذي قرر التنازل عن هذا الشرط مقابل تسديد القرض، لكن المحامي أصرّ على ضرورة تنفيذ الاتفاقية، فأعلن شايلوك تنازله التام عن كامل المبلغ، فرفض الحاكم ذلك وأعلن مصادرة أموال شايلوك وممتلكاته بسبب جشعه وعناده وأنانيّته التي عرّضت أمن و استقرار ووحدة المدينة للخطر.

جريدة عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك