إقبال الأحمد تنتقدالنواب الصقر والراشد والشايع

زاوية الكتاب

كتب 568 مشاهدات 0


أخطأتم فاعتذرتم.. ثم ماذا؟ 18/06/2007 إقبال الأحمد اعتذر نواب الوطني عن 'تسرعهم في الموافقة على ـ قانون المرأة' قائلين حسب البيان الذي اصدره محمد الصقر وفيصل الشايع وعلي الراشد ان موافقتهم جاءت متعجلة وان الاعتذار والرجوع عن الخطأ ضروريان. أنا لن أقلب المواجع وأقول لماذا؟ ولماذا؟.. وأفضل ألف مرة ان اطرح سؤالا بديلا وهو: وماذا بعد؟ جميل جدا الاعتذار والاعتراف بالخطأ، ولكن الاجمل ان يفزع هؤلاء النواب لمن اساؤوا بحقها في موافقتهم على قانون تقييدها.. وفرض حظر التجول عليها بعد الساعة الثامنة مساء بحجة حفظ وصون كرامتها. ألا تشعرون معي زملائي النواب ممن وافق على هذا القانون المتسرع انه كان للأسف، ذا طعم لذيذ لم تستطيعوا مقاومة رائحته الزكية.. ولم تفكروا في ان الرائحة ليست هي كل شيء؟ موضوع صون كرامة المرأة لا يكون في قمعها ببيتها بعد الساعة الثامنة باستثناء بعض الأعمال وما أكثرها.. الخوف كل الخوف من الاعمال المشينة والنكراء التي تقوم بها المرأة بتشجيع واستماتة من الرجل مالا وجهدا في سبيل الحصول عليها بعد ان ينام خلق الله متسترا إما وراء هيئة الوقار حينا أو الدين حينا آخر وإما وراء المركز والمنصب أحيانا كثيرة. هذه الامور نوابنا الافاضل، لا تحتاج الى قانون يجرمها او يحرمها بل هي معروفة عند الجميع، ويحرمها الدين قبل الخلق، ولكنها وللاسف تزداد يوما بعد يوم، ويكتشف ابطالها داخل الكويت وخارجها، ولكنها وبواسطات مهيبة تحمل اسماء رنانة تقمع في حينها وتقبر في لحظتها (الاسماء فقط). واليوم تدفع المرأة الكويتية بشكل عام ثمن قاعة بلياردو اقتحمت عند اكتشاف ما يتم فيها، في حين ان ما كان يتم فيها لا يختلف كثيرا عما كان ولا يزال يتم في اوكار اخرى داخل الكويت وخارجها ما ذنب صاحبة المتجر الذي لا ينشط رواده من المشترين سوى عند الساعة السابعة والثامنة مساء، خصوصا في جونا الحارق نهارا؟ وماذا تفعل الفنانات والممثلات على المسرح والتلفزيون؟ هل يعني ذلك اننا لن نرى سعاد عبدالله وحياة الفهد على المسرح مرة اخرى؟ هل ستتوقف مدارس الكويت المسائية عن استقبال الامهات والجدات، لأن خروجهن بعد الثامنة مصيبة؟ هل ستقفل الابواب والبوابات امام النساء في كل الاعمال حتى التي لم تأت في الاستثناءات؟ خلال شهر رمضان بعد ان يصلوا التراويح وتتعدى عقارب الساعة التاسعة.. هل سيتوقف مجلس الوزراء عن عقد جلسات مسائية عند الحاجة، لأن هناك سيدتين ضمن الفريق الحكومي؟ هل وهل وهل؟ لو فتحنا الباب للاستثناءات، فإن اساس القانون لن يتعدى حالات قليلة جدا، وهي كما قلت لا تستدعي قانونا وتشريعا، لأننا نعرفها جميعا ونحاربها جميعا، ولسنا بحاجة الى مثل هذه الانتصارات الوهمية تحت قبة البرلمان. النواب الافاضل الصقر والراشد والشايع، اخطأتم واعتذرتم، ثم ماذا؟ هذا هو لب الموضوع.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك