(تحديث3) دعوات لجمعة حاشدة في مصر

عربي و دولي

توقف الاشتباكات , والمجلس العسكري يعتذر عن سقوط قتلى

1419 مشاهدات 0


توقفت الاشتباكات بين قوات الامن المركزي المصرية والمحتجين لليل يوم الارباء للمرة الاولى منذ أيام لكن محتجين يعتصمون في ميدان التحرير بالقاهرة تعهدوا بالتمسك بموقفهم الى حين تنازل الجيش عن السلطة في الوقت الذي أصدر فيه المجلس الاعلى للقوات المسلحة بيانا يعرب فيه عن أسفه واعتذاره لسقوط قتلى.

وقال المحتج أسامة أبو سري (30 عاما) 'نريد وقف هذه الاشتباكات .. الناس يموتون.. انهم شبان صغار السن يرشقون الشرطة بالحجارة.'

وفي أول توقف حقيقي للعنف منذ يوم السبت توقفت الاشتباكات ليل يوم الاربعاء في التحرير وفي أماكن اخرى بعد أن اتفق المحتجون مع الشرطة على البقاء في الميدان.

لكن الالاف الذين تدفقوا على الميدان مصرون على الاحتجاج بسبب مقتل نحو 39 شخصا في أعمال العنف ورفضهم عرض الجيش باجراء استفتاء على حكمه.

وكتب على احدى اللافتات 'هو يمشي.. مش هنمشي' في اشارة الى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي وهو نفس الشعار الذي تردد خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط الماضي.

وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية يوم الخميس نقلا عن مصادر لم تسمها انه في ضوء العنف قدم وزير الداخلية منصور عيسوي تقريرا الى المجلس العسكري يقترح فيه تأجيل المرحلة الاولى من الانتخابات المزمعة في 28 نوفمبر تشرين الثاني. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة التقرير.

وتوصف الانتخابات المقررة يوم الاثنين المقبل بأنها أول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ عشرات السنين.

ويقول الجيش وجماعة الاخوان المسلمين التي من المتوقع أن يكون لها أداء قوي في الانتخابات ان من الضروري اجراء الاقتراع في موعده لكن الكثير من المحتجين يقولون انهم غير مستعدين للثقة في الجيش للاشراف على انتخابات نزيهة وتسليم السلطة الحقيقية للبلاد الى الفائز.

وتراجعت شعبية المجلس العسكري خلال الاشهر التسعة منذ الاطاحة بمبارك وتأكيد المجلس على نقل السلطة الى نظام ديمقراطي مدني في الوقت الذي تزايدت فيه الشكوك في سعيه للبقاء في السلطة الى ما بعد الانتخابات.

وتعهد طنطاوي بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية الى يونيو حزيران 2012 وعرض تشكيل حكومة جديدة لكن المتظاهرين غير مقتنعين.

وقال أحمد عصام وهو طالب عمره 23 عاما 'لابد أن يتنحى المجلس العسكري ويسلم السلطة للمدنيين. انهم لا يريدون ترك السلطة حتى لا ينكشف فسادهم.'

وأضاف انه انضم للاحتجاجات عندما رأى قوات الامن المركزي تكيل اللكمات لمتظاهرين سلميين يوم السبت. وتابع 'كل شئ يشبه ما كان في عهد مبارك.'

ومن ناحية أخرى أصدر المجلس العسكري بيانا أعرب فيه عن الاسف والاعتذار لسقوط قتلى خلال الاحتجاجات الدائرة بميدان التحرير.

وجاء في البيان 'يتقدم المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالاسف والاعتذار الشديد لسقوط الشهداء من أبناء مصر المخلصين خلال أحداث ميدان التحرير الاخيرة.'

وأضاف 'كما يتقدم المجلس بالتعازي الى أسر الشهداء في كافة أنحاء مصر.'

وأكد المجلس في بيانه التزامه باجراء تحقيق سريع وحاسم مع المتسبين في تلك الاحداث وبذل 'كل الجهود المخلصة' لمنع تكرارها.

وأطلقت يوم الاربعاء قوات الامن المركزي المصرية لمكافحة الشغب وابلا من الغاز المسيل للدموع على محتجين يصرون على مواقفهم. وتسلل عشرات من الشبان الذين يسعلون ويحاولون التقاط أنفاسهم الى شوارع جانبية مظلمة متفرعة من ميدان التحرير فرارا من تلك الرائحة الخانقة خلال معركة من الكر والفر مع الشرطة.

وترددت أصداء النيران قرب وزارة الداخلية رمز سلطة الدولة وهدف المحتجين. وتحدث البعض عن اطلاق الرصاص على الناس لكن لم يتسن على الفور التحقق من تلك الاقوال.

وفي مستشفى ميداني قرب ميدان التحرير قال الطبيب طارق سالم ان أربعة قتلوا يوم الاربعاء اثنان اثر طلقات نارية واثنان نتيجة الاختناق.

وأضاف أن ثلاثة أطباء متطوعين قتلوا منذ بدء العنف.

ومضى يقول 'كانوا حديثي التخرج' وهو يسكب كمية من المحلول الملحي على وجهه لمواجهة اثار أحدث وابل من الغاز. وأضاف أن أحدهم قتل اختناقا من أثر الغاز بينما قتل الاخران بطلقات نارية أصيبا بها بينما كانا يقيمان الاصابات في الخارج.

وقال عيسوي للتلفزيون الحكومي في وقت سابق ان قوات الامن لا تستخدم الا الغاز المسيل للدموع لكن هناك مجهولين يطلقون الرصاص من فوق الاسطح قرب التحرير.

وانطلق للشوارع الاف في الاسكندرية ثاني اكبر المدن المصرية وفي بورسعيد. وقال مصدر أمني ان شخصا قتل وأصيب اثنان في الاسماعيلية المطلة على قناة السويس.

وفي ميدان التحرير منع محتجون يوم الخميس أي أحد من الدخول الى شارع محمد محمود القريب من الداخلية وهتفوا قائلين 'ارجع.. ارجع'. وكانت هناك مسيرات في الميدان منذ مساء الاربعاء تدعو لانهاء اراقة الدماء.

تحول ما كان اعتصاما محدودا يوم السبت الى مظاهرات حاشدة تعيد للاذهان الانتفاضة التي استمرت 18 يوما ضد مبارك في الوقت الذي شعر فيه المصريون بالانزعاج من اساءة معاملة المحتجين وانضموا اليهم تضامنا معهم.

واعتبر متظاهرون شبان عرض طنطاوي باجراء استفتاء على بقاء الحكم العسكري من عدمه يوم الثلاثاء الماضي حيلة للاساءة الى قضيتهم من خلال مخاطبة المصريين الذين يخشون من المزيد من التصعيد.

ويشعر كثيرون بالقلق من أن طول فترة الركود الاقتصادي تعطل أي تحسن في مناخ العمل المتدني الذي زاد من فقر الملايين.

وقال من انضم للاحتجاج ان من الافضل دائما اتخاذ موقف.

وقال المحتج عبد السلام رشدي 'أريد أن تكون لي حياة أفضل وأن أشعر بأمان. منذ تولي المجلس العسكري السلطة.. زاد الامر سوءا.'

وبلغ اجمالي عدد الضحايا 39 قتيلا طبقا لاحصاءات رويترز. وقتل شخص في الاسكندرية واخر في مرسى مطروح فيما أسمته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية هجوما على مركز للشرطة هناك.

بينما قالت وزارة الصحة ان 32 شخصا قتلوا وأصيب 2000 في اضطرابات في أنحاء البلاد.

وتراجع الجنيه المصري لادنى مستوى منذ نحو سبع سنوات أمس كما قفز العائد على السندات المصرية بالدولار لاعلى مستوى منذ مارس اذار مما يشير الى أن المستثمرين غير مقتنعين بأن الاستقرار سيعود قريبا .

أعرب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الممسك بالسلطة في مصر الخميس عن 'اعتذاره الشديد' لسقوط 'شهداء' خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ السبت الماضي والتي سقط خلالها 35 قتيلا على الأقل متعهدا بـ'التحقيق السريع' فيها.

وقال المجلس في بيان رسمي في صفحته على موقع فيسبوك 'يتقدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالأسف والاعتذار الشديد لسقوط الشهداء من أبناء مصر المخلصين خلال أحداث ميدان التحرير الأخيرة'، وأضاف المجلس انه 'يتقدم بالتعازي إلى اسر الشهداء في كافة أنحاء مصر ويؤكد التزامه' بعدة إجراءات على رأسها 'التحقيق السريع والحاسم لمحاكمة كل من تسبب في هذه الأحداث وتقديم الرعاية المتكاملة لأسر شهداء الأحداث الأخيرة فورا'.. وكان الخطاب الذي ألقاه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي مساء الثلاثاء قد أثار استياء كبيرا بين المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير لعدم تقديمه أي اعتذار عن أعمال القتل فضلا عن امتناعه بوصف من قتلوا بأنهم 'شهداء' ووصفهم بـ'الضحايا'.

دعا النشطاء الذين يخوضون مواجهات دموية منذ أيام مع قوات الامن على أطراف ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدن أخرى -أوقعت 40 قتيلا حتى صباح يوم الخميس- الى مظاهرات حاشدة جديدة يوم الجمعة لدعم مطلبهم لانهاء الحكم العسكري المستمر منذ اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط.

واطلقت أحزاب وجمعيات ومنظمات تراقب حقوق الانسان على المظاهرات الحاشدة المزمعة 'مليونية الفرصة الاخيرة' في اشارة الى امكانية تصعيد الضغط على المجلس الاعلى للقوات المسلحة اذا لم يستجب لمطلبهم.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن بيان الدعوة الى المظاهرات الجديدة تضمن أن يرفع المتظاهرون مطالب تشمل وقف استعمال العنف ضد النشطاء وتقديم اعتذار صريح عن القتل والاصابة في صفوف المحتجين وتشكيل حكومة انقاذ وطني لها صلاحيات كاملة في ادارة المرحلة الانتقالية ووضع دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات رئاسية.

وقالت حركة شباب 6 ابريل-الجبهة الديمقراطية انها تسمي المظاهرات الجديدة 'جمعة الغضب الثانية' في اشارة الى المظاهرات الحاشدة في 28 يناير كانون الثاني التي وقعت خلالها مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن سقط خلالها أغلب ضحايا الانتفاضة التي أسقطت مبارك. وانتهت جمعة الغضب بانسحاب قوات الامن من الشوارع فيما اعتبره النشطاء هزيمة لها.

وسقط مبارك بعد أسبوعين من جمعة الغضب. وقتل في الانتفاضة التي أسقطته نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة الاف.

وتمثل الاحتجاجات الحالية محاولة من النشطاء الذين أسقطوا مبارك لاستكمال ثورتهم على نظامه من خلال تنصيب مجلس رئاسي مدني لا صلة لاعضائه بحكم الرئيس السابق الذي استمر 30 عاما.

وقال تلفزيون الجزيرة أن وزير الداخلية المصري منصور عيسوي اقترح على المجلس الاعلى للقوات المسلحة تأجيل الجولة الاولى من انتخابات مجلس الشعب المقرر اجراؤها يوم الاثنين القادم.

وأبدت جماعة الاخوان المسلمين -التي تتوقع مكاسب كبيرة في الانتخابات- حرصا شديدا على المضي قدما في اجراء الانتخابات في المواعيد المحددة لها ولم تشارك في اعتصام ميدان التحرير الذي بدأ يوم الجمعة والذي كانت محاولات فضه من قبل الشرطة والجيش سببا في اندلاع الاشتباكات العنيفة التي أوقعت 40 قتيلا حتى اليوم وفقا لاحصاء لرويترز واصابة بضعة ألوف من المحتجين أغلبهم باختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وقال العضو القيادي في الجماعة جمال تاج الدين لتلفزيون الجزيرة ان اقتراح وزير الداخلية هو اعلان مبدئي بعدم تحمله المسؤولية عن اجراء العملية الانتخابية.

وأضاف قائلا 'هذا التأجيل سوف يشجع الذين يريدون عدم الاستقرار لمصر... ندرك أن القوات المسلحة لديها القدرة الكاملة على تأمين الانتخابات.'

لكن المجلس العسكري يبدو حريصا على تجنيب الجيش أي مواجهات مع النشطاء.

وقال تاج الدين 'ننتظر ليوم الاثنين لنرى اذا كانت العملية الانتخابية ستجري بالفعل في أوضاع هادئة وعندها سنقرر اذا كنا ننزل الشارع (للاحتجاج) أم لا.'

وهاجم نشطاء عضوا قياديا في جماعة الاخوان المسلمين يوم الاثنين بالحجارة والزجاجات الفارغة حين جاء الى ميدان التحرير لبحث امكانية التضامن معهم وطردوه من الميدان. ويتهم النشطاء الجماعة بالتخلي عنهم من أجل المكاسب الانتخابية.

وتطالب دول غربية حليفة لمصر وحريصة على استقرارها باجراء الانتخابات في مواعيدها.

وعلى مدى أيام اشتبكت قوات الامن بشكل متكرر مع المحتجين صدا لمحاولتهم الوصول الى مبنى وزارة الداخلية. لكن هناك محتجين اخرين يقولون انهم اشتبكوا مع قوات الامن في أكثر من شارع يؤدي الى مبنى وزارة الداخلية منعا لقوات الامن من معاودة اقتحام الميدان.

وفي اقتحام للميدان شاركت فيه قوات الجيش يوم الاحد قتل عدد من المحتجين وأصيب عدد اخر وأحرقت القوات خيام المعتصمين ومتعلقاتهم بما في ذلك دراجة نارية واحدة على الاقل لكن المحتجين عادوا الي الميدان بعد انسحاب القوات في غضون نصف ساعة من الاقتحام.

وتفاقم التهديد الامني والسياسي الذي يمثله اعتصام ميدان التحرير بتضامن ألوف النشطاء في عدد من المحافظات مع المعتصمين.

وقالت مصادر أمنية ان محتجا قتل بالرصاص يوم الاربعاء في مدينة الاسماعيلية على قناة السويس في مواجهات بين مئات محتجين وقوات الامن.

وقال مصدر ان الاشتباكات دارت في وسط المدينة وان قوات الامن استخدمت أيضا القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين الذين ردوا بقنابل المولوتوف والحجارة.

وقال شهود عيان ان أربع مدرعات تابعة للجيش لاحقت المحتجين في الشوارع القريبة اثناء تفريقهم.

وقتل محتج في المدينة من قبل كما قتل محتجان بمدينة الاسكندرية التي تطل على البحر المتوسط. وقتل محتج في مدينة مرسى مطروح في أقصى غرب البلاد يوم الاربعاء في اشتباكات مع قوات الامن.

ويستهدف المحتجون في المحافظات مديريات الامن ومواقع شرطية أخرى.

وفي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية شمالي القاهرة قال شهود عيان ان ألوف المحتجين حطموا الواجهات الزجاجية لمبنى ديوان عام المحافظة بالمدينة كما حطموا بوابة استراحة المحافظ المجاورة وزجاج مبنيين اخرين على الاقل.

وفي مدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج في المحافظة قال شهود ان ألوف المحتجين حاولوا اقتحام قسم للشرطة فتصدت لهم قوات الامن واطلقت الرصاص الحي والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وتلقي قوات الامن القبض على عشرات النشطاء في المواجهات لكنها تطلق سراح أغلبهم بسرعة في محاولة لمنع تفاقم الغضب عليها فيما يبدو.

وفي مختلف المظاهرات تتردد الهتافات التي تدعو الي 'اسقاط' أو 'اعدام' المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الثلاثاء ان على الجيش أن 'يصدر أوامره فورا لشرطة مكافحة الشغب لوقف استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين.' كما اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش بالوحشية التي تتجاوز في بعض الاحيان ما كان يحدث في عهد مبارك.

وشملت الاحتجاجات خلال الايام الماضية مدن الاسكندرية والسويس والعريش والمنيا وأسيوط وقنا والاقصر وأسوان ودمياط ودمنهور.

قال شهود عيان ونشطاء ان الاشتباكات تجددت قرب ميدان التحرير في وسط القاهرة يوم الاربعاء بين المحتجين الذين يعتصمون في الميدان منذ عدة أيام وقوات الأمن.
وقتل محتج في مدينة مرسى مطروح في أقصى غرب البلاد يوم الأربعاء في اشتباكات مع قوات الامن ليرتفع عدد القتلى منذ بدية الاشتباكات يوم السبت الى 38 طبقا لاحصاء رويترز.

وقال شاهد ان سيارات إسعاف هرعت الى خط المواجهة في شارع محمد محمود الذي يؤدي من ميدان التحرير الى منطقة قريبة من وزارة الداخلية لنقل النشطاء المصابين الى عيادات مؤقتة في الميدان.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء قال ضابط جيش لرويترز ان قوات الامن انسحبت الى داخل مبنى وزارة الداخلية القريب من خط المواجهة وان قوات من الجيش انتشرت بدلا منها حول المبنى لتأمينه لكن النشطاء قالوا ان قوات الامن لا تزال ترابط خلف قوات الجيش حول مبنى الوزارة.

وفي السابق كانت قوات الجيش التي تقوم بتأمين المبنى تقف خلف قوات الامن.

وقال الشيخ عبد الرحمن أبو الفتوح الذي يعمل امام مسجد وكان من بين من شاركوا يوم الأربعاء في عقد اتفاق هدنة 'بعد أذان المغرب دعا المشايخ (أئمة مساجد) عددا من المتظاهرين في شارع محمد محمود لاداء صلاة المغرب دليلا على حسن النية وقبول الهدنة.'

وأضاف 'ونحن نصلي صرخ مجموعة من الشباب كانوا يقفون على سور مبنى (للمراقبة) قائلين ان الشرطة تضرب محتجين في شارع آخر.'

وأضاف أبو الفتوح 'بالفعل سمعت صوت اطلاق نار. فوجئت بعشرات المتظاهرين يأتون من خلفنا ويلقون الحجارة على قوات الامن التي كانت تقف على مسافة خلف قوات الجيش.'

وتابع 'تم اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة. سقطت عمامتي على الارض ولم أشعر الا ومجموعة من الشباب بارك الله فيهم أخذوني الى المستشفى (الميداني) وتم اسعافي.'

وقال الناشط هيثم محمد 'كنا نقف بينما مجموعة من الشباب تكنس الشارع ومجموعة أخرى تقيم حواجز وطوقا أمنيا لمنع تقدم قوات الامن في شارع محمد محمود وأثناء صلاة الائمة وبعض المتظاهرين سمعنا صوت اطلاق نار وقنابل غاز مسيل للدموع.'
وأضاف 'نقلت 25 مصابا على دراجتي النارية الى العيادات (الميدانية) حتى أصبت ونقلني زملائي الى هذه العيادة.'

ولايام اشتبكت قوات الامن بشكل متكرر مع المحتجين صدا لمحاولتهم الوصول الى مبنى وزارة الداخلية. لكن هناك محتجين آخرين يقولون انهم اشتبكوا مع قوات الامن في أكثر من شارع يؤدي الى مبنى وزارة الداخلية منعا لقوات الامن من معاودة اقتحام الميدان.

وفي اقتحام للميدان شاركت فيه قوات الجيش يوم الاحد قتل عدد من المحتجين وأصيب عدد اخر وأحرقت القوات خيام المعتصمين والاشياء التي تركوها وراءهم بما في ذلك دراجة نارية واحدة على الاقل لكن المحتجين عادوا للميدان بعد انسحاب القوات في غضون نصف ساعة من الاقتحام.

وقفز عدد قتلى أعمال العنف التي بدأت يوم السبت الى 38 طبقا لاحصاء رويترز بعد مقتل رجل في مدينة الاسكندرية الساحلية أمس الثلاثاء ورجل في مدينة مطروح في أقصى غرب البلاد يوم الأربعاء.

وقال مسؤول صحي في المدينة ان محمد منصور محمد العليمى (21 عاما) قتل بطلق نارى فى البطن.

وأضاف أن عشرة محتجين أصيبوا باختناق جراء اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

وقتل أكثر من محتج في أكثر من محافظة في اشتباكات مع قوات الامن بعد اندلاع العنف في القاهرة.

وقبل تجدد الاشتباكات قال ضابط في الجيش ان قوات من الجيش انتشرت اليوم حول مبنى وزارة الداخلية بديلا لقوات الامن.

وأضاف الضابط أن قوات الامن انسحبت الى داخل الوزارة.
وكان المحتجون عبروا عن استيائهم من اتفاق توصل اليه المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد يوم الثلاثاء مع أحزاب أغلبها اسلامية للاسراع بنقل الى السلطة الى المدنيين.

واشتبك المحتجون في ميدان التحرير مع قوات الامن ليل الثلاثاء. كما اشتبك محتجون مع قوات الامن في مدن أخرى.

وذكرت وزارة الصحة أن 32 شخصا قتلوا وأصيب ألفان في اضطرابات بأنحاء البلاد البالغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.

ويوم الثلاثاء وعد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير شباط بانتخاب رئيس مدني في يونيو حزيران قبل الموعد الذي خطط له الجيش بستة أشهر على الاقل.

وردت الحشود في ميدان التحرير بعد اذاعة بيانه على شاشة التلفزيون يالهتاف 'ارحل.. ارحل' و'الشعب يريد اسقاط المشير'.

وكان الجيش تعهد في البداية بالعودة الى ثكناته في غضون ستة أشهر من رحيل مبارك. لكن احجامه فيما يبدو عن التنازل عن السلطة أجج مشاعر الغضب بين المصريين الذين يخشون من ألا تغير ثورتهم التي اندلعت يوم 25 يناير شيئا.

وعدل طنطاوي الذي كان وزيرا للدفاع في عهد مبارك طوال 20 عاما الجدول الزمني بعد أن التقى قادة في الجيش بالقوى السياسية ومن بينهم قادة في جماعة الاخوان المسلمين التي لم تعد محظورة والحريصة الان على تحويل الجهود التي بذلتها طوال عقود الى مكاسب انتخابية.

وأعلن طنطاوي أن الانتخابات البرلمانية التي توصف بأنها أول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ عقود ستبدأ يوم الاثنين كما هو مقرر.

ولن تكتمل انتخابات مجلسي الشعب والشورى الا في مارس اذار في اطار عملية معقدة. ويختار البرلمان بعد ذلك جمعية تأسيسية تضع الدستور الجديد وهي عملية تحرص جماعة الاخوان ومنافسوها على التأثير عليها.
وأغضب طنطاوي الكثيرين من المتظاهرين الشبان في ميدان التحرير بالقاهرة ومدن أخرى حين اقترح اجراء استفتاء على ما اذا كان يجب انهاء الحكم العسكري فورا وهو ما اعتبروه حيلة لاستقطاب الكثير من المصريين الذين يخشون المزيد من الاضطرابات.

وأجري استفتاء على تعديلات دستورية أدخلها الجيش حظيت بنسبة تأييد 77 في المئة في مارس اذار حين كان قادة الجيش يتمتعون بشعبية أوسع نطاقا للمساعدة التي قدموها للاطاحة بمبارك.

وقال محمد رشيد (62 عاما) وهو بائع في متجر للمجوهرات بالقاهرة 'يجب أن ننتظر ونصبر على حكم الجيش. يجب ألا نجري استفتاء هذا مضيعة للوقت.'

وأضاف 'اذا أنصتنا اليهم جميعا سنصبح مثل لبنان.'

وتتفجر الاشتباكات بين المحتجين الذين يقذفون الحجارة وشرطة مكافحة الشغب التي تطلق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص المطاطي من حين لاخر قرب وزارة الداخلية على مقربة من التحرير.

وقال طارق زكي (32 عاما) وهو صانع أثاث 'بمجرد بزوغ الفجر بدأوا اطلاق الرصاص لانهم كانوا يستطيعون رؤيتنا.'

وتنفي الشرطة استخدام الذخيرة الحية لكن مسعفين يقولون ان معظم القتلى وعددهم 36 خلال أعمال العنف المستمرة منذ خمسة ايام أصيبوا بأعيرة نارية.

وتناثرت في الشوارع كمامات الجراحة التي يستخدمها المحتجون لمواجهة الغاز المسيل للدموع.

في التحرير حيث اعتصم مئات المحتجين اثناء الليل في خيام او في العراء جمع الناس القمامة في أكوام صغيرة أو احرقوها لطرد الغاز امسيل للدموع الى أعلى بعيدا عن أنوفهم. ووزع اخرون الطعام.
وقال عبد الله جلال (28 عاما) وهو مدير مبيعات بشركة كمبيوتر 'سنبقى هنا الى أن يرحل المشير ويتولى الحكم مجلس انتقالي من الشعب.'

وأضاف 'هناك الكثير من الفيروسات في النظام. يجب تنظيفه تماما... نحتاج الى تغيير النظام مثلما حدث في تونس وليبيا.'

وربما اعتمدت حسابات طنطاوي على أن معظم المصريين يشعرون بالقلق من الاضطرابات التي اضرت بالاقتصاد الذي يعاني من مشاكل كبيرة بالفعل وبالتالي سيفضلون الحكم العسكري على الارتباك الذي تسببه تغييرات جذرية.

ويبدو أن جماعة الاخوان المسلمين التي ساعدت في تنظيم احتجاج كبير يوم الجمعة لكنها لم تشارك في المظاهرات التي تبعت ذلك مستعدة لتسوية مع الجيش لصالح ضمان وضع قوي لها في البرلمان الجديد.

كما شاركت احزاب اسلامية وليبرالية اخرى فضلا عن ثلاثة مرشحين محتملين للرئاسة في محادثات الازمة التي جرت أمس مع المجلس العسكري.

وأفلت الجيش حتى الان من الانتقادات العلنية المباشرة من حكومات العالم وكرر كثيرون موقف الولايات المتحدة التي أسفت لاعمال العنف ودعت الى المضي قدما في اجراء الانتخابات.

لكن منظمة هيومان رايتس ووتش قالت يوم الثلاثاء ان على الجيش أن 'يصدر أوامره فورا لشرطة مكافحة الشغب لوقف استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين.' كما اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش بالوحشية التي تتجاوز في بعض الاحيان ما كان يحدث في عهد مبارك.

ووعد طنطاوي بحكومة انقاذ وطني تحل محل حكومة رئيس مجلس الوزراء عصام شرف التي قدمت استقالتها هذا الاسبوع لكنها تتولى تسيير الاعمال

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك