فساد الحكومة أقل مرارة من فساد الغوغائيين

استنكرت نقابة الأطباء الكويتية حادثة اقتحام مجلس الأمة من قبل مجموعة 'المخربين' الذين لم يأبهوا بحرمة هذه المؤسسة التشريعية التي دامت مفخرة للكويت والكويتيين طوال الـ 49 عاما الماضية.

وقال أمين سر نقابة الأطباء الكويتية الدكتور عثمان العمر إن ما قام به هؤلاء المخربون من تدنيس لحرمة بيت الأمة لهو شيء يبعث الشعور بالاشمئزاز و'القرف السياسي' لقيامهم باقتحام هذه المؤسسة وانتهاكهم للدستور الذي يدافعون عنه وضربهم لقوانين الدولة عرض الحائط من خلال أعمال التخريب التي طالت القاعة 'كانت ولازالت وستبقى' مفخرة للكويت والكويتيين.

وأضاف العمر بان هذه التصرفات 'الهمجية' والأعمال 'الغوغائية' قد أصابت الدستور بمقتل في حادثة الأربعاء الأسود، والمشكلة لم تقف عند حد كسر قوانين الدولة بل بمجاهرة البعض في ضرورة 'تخليد وتمجيد' هذه الذكرى المؤلمة، وهو أكبر دليل على النية 'غير السوية' التي ينتهجها هؤلاء المخربون الذين يدعون حماية الدستور.

مؤكدا أنهم إذا كانوا يملكون ما يدين الحكومة أو رئيسها فكان الأولى بطرحه داخل قاعة عبدالله السالم وليس عبر انتهاك حرمة القاعة وتكسير أبوابها وأخذ الصور الفوتوغرافية 'بصب القهوة وشرب السجاير' والتي أقل ما يقال عنها بأنها صور 'حمقاء' تدل على عدم قدرة المخربين تقبل قيام الدولة المدنية التي يتغنون بدستورها!

وزاد العمر قائلا نحن مع الأغلبية التي تستنكر الممارسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومة من خلال خطة عملها التي تجاوزت فيها حدود المقبول بأحيان كثيرة وصلت لحد تفريغ الدستور من محتواه على الرغم من الفساد المستشري بالبلد الذي وصل حتى النخاع برعاية حكومية، إلا أن ذلك لن يعطينا الحق بمعالجة الخطأ 'بخطيئة أكبر منه' بمثل هذه التصرفات الصبيانية التي قام به هؤلاء المخربون الذين لم تتسع صدورهم لدولة القانون وباتوا يطبقون 'قوانين الغاب'!

وقال العمر إن التصرف الصبياني جعلنا نصل لقناعة أن فساد الحكومة أصبح 'أقل مرارة' من فساد الغوغائيين الذين قاموا 'بهتك عرض' الدستور الكويتي واستباحة دمه بمثل هذا التخريب الذي طال القاعة التي احتضنته طوال العقود الماضية وبذكراه التاسعة والأربعين، منوها بأن تلك الأعمال أصبحت وصمة عار بجبين المتشدقين بالدفاع عن الدستور، مشددا على ضرورة تطهير البلد من الفاسدين والمخربين 'بيت بيت ... دار دار ... شبر شبر'، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد أو تمجيد وتخليد هذا العار الذي دنس المؤسسة التشريعية.

وختم العمر تصريحه بتجديد الولاء والبيعة لولي الأمر صاحب السمو أمير البلاد المفدى وحكامنا آل الصباح، مشددا على ضرورة الالتزام بالخطابات المتكررة لسموه بالمناسبات المختلفة التي ينادي فيها بضرورة التلاحم بين أبناء الكويت والحرص على مصلحة وطننا الغالي الكويت، فالكويت هي الباقية وجميعنا ذاهبون.