التكتل الشعبي عايز جنازة ويشبع فيها لطم.. هكذا يرى أحمد الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1202 مشاهدات 0



عايز جنازة ويشبع فيها لطم

د. أحمد يوسف الدعيج

أخشى ما أخشاه ان ينطبق علينا قول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف عندما قال متحدثا عن الرجل الذي جعل الله له جنتين {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن ان تبيد هذه أبدا.وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا}. الى ان قال الحق تبارك وتعالى {وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا}.في الكويت وهبنا الله سبحانه وتعالى الكثير مما يحلم به الكثيرون في مشارق الأرض ومغاربها، ليس بسبب تميزنا الحضاري والتكنولوجي وليس بسبب تقانا وورعنا ولا بسبب جدنا واجتهادنا ومثابرتنا مثلما صنع الأجداد، ولن أقول الآباء الذين أدركوا النعم الطارئة التي لم يحسبوا لها حسابا‘ ولا حتى بسبب ديموقراطيتنا التي ثبت انها نكتة كبرى، لا شيء يعادل الجنة التي وعد الله عباده المتقين، ولكن لو كانت الجنة بمقاييس البشر، وليس بمقاييس الله جلت قدرته، في الأرض لكانت الكويت احدى جنانه، عندنا انهار من المياه العذبة «غير المخصصة للبيع» وأنهار من المياه «الصليبية» وأنهار من المياه «المعالجة» أجلكم الله أفضل بكثير من المياه التي يشربها الآخرون في الكثير من الدول المحرومة من نعم الله، وعندنا أنهار من فائض ألبان مزارع الأبقار ترمى في المجاري، أكرمكم الله، كما عندنا أنهار وبحيرات من البترول الخام تجري من تحت أقدامنا والبركة في النصارى المشركين الذين سخرهم الله ليخرجوه لنا وننعم بخيرات عائداته.
لم نقدر في الكويت ما أنعم الله علينا من نعم، والنعمة كما يقولون «تبي حمد وشكر» في الكويت بلغ البطر منا درجة متقدمة من «الفِسَق» وليس الفِسْق، وانتشر الفساد السياسي وما يصاحبه من صور الفساد الأخرى، الحكومة غير الرشيدة مسؤولة في المقام الأول عما يحدث ويشاركها نواب البرلمان الذين تلوث أغلبهم بالرشاوى المصنوعة محليا، وهي البارزة بعد ان تم تسريبها عمدا لخلط الأوراق، كما ان هناك رشاوى مصدرها من خارج الكويت مودعة في خارج الكويت في حسابات «بو شريف» وربعه، ولكن لم يحن كشف غطائها أو بعبارة أدق على وشك ان يكشف غطاؤها.الحكومة والحكومات الست التي سبقتها ضعيفة بكل المقاييس وفي سبيل بقائها صنعت ما لم تصنعه حكومة قبلها، لقد زرعت الحكومة ألغاما شديدة المفعول سوف تعصف بالكويت عصفا، في المستقبل القريب جدا، انها ألغام الكوادر واللعب بميزانية الدولة، عندما يحدث اضطراب في ميزانية الدولة التي تعتمد أساسا على دخل النفط سوف ينتج عن ذلك عدم قدرة الحكومة على توفير الرواتب التي لا تنافسنا في سخائها دولة أخرى، قياسا بالانتاجية الخرطي للكثير من الموظفين، ووقتها سوف تدخل الكويت في أزمة حقيقية من الصعب التعامل معها في ظل حكومة ضعيفة الإرادة.
٭٭٭
كتلة العمل الوطني والنواب المرتشون من الذين تعرضوا ولايزالون لطراقات المواطنين الكويتيين وجدوا في الفوضى التي أحدثها طلبة مدرسة المشاغبين بقيادة أساتذتهم الذين اقتحموا مبنى البرلمان وقاعة عبدالله السالم، فرصة ذهبية ولكنها سرعان ما ستتحول الى نحاسية صدئة، انهم في تباكيهم على ما حدث من فوضى عند اقتحام الفوضويين لقاعة عبدالله السالم وضياع «مطرقة العسماوي» ينطبق عليهم المثل المصري الشعبي الذي يقول «عايز جنازة ويشبع فيها لطم»، ولكن سرعان ما سوف ينتهي العزاء في الجنازة ربما بعد ثلاثة أيام من قيامها او بعد أربعين يوما كما عند الآخرين، سوف لن يخرجكم من ورطتكم التي كشفت ألاعيبكم يوم جلسة عدم التعاون في 2011/6/23 إلا ربما حماقة أشد غباء من الحماقة التي أقدم عليها ربع كتلة العمل الشعبي وباقي الفوضويين عندما اقتحموا البرلمان.

د.أحمد يوسف الدعيج

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك