إفتتاحية «الأنباء» تنتقد المعارضة وتصف ماحدث يوم الأربعاء الأسود بالغوغائية المدمرة

زاوية الكتاب

كتب 1538 مشاهدات 0


 

الأنباء

 

إفتتاحية «الأنباء»: الأربعاء الأسود!
الجمعة 18 نوفمبر 2011 الأنباء

لم يكن بيان المعارضة أمس والذي اعلنت فيه التضامن مع ما وصفته بـ «دفاع الشعب عن المكتسبات الدستورية» موفقا على الإطلاق.
ان اعمال الاقتحام والشغب والتحطيم والتكسير التي شهدتها قاعة عبدالله السالم وهي قاعة الشعب يندى لها الجبين، وستُسجل كنقطة سوداء مؤلمة في تاريخ البلاد.

وما شاهدناه من تصرفات غير لائقة في داخلها اقل ما يقال عنه انه أمر غير حضاري ولا يليق بصورة بلد يشكل واحة الديموقراطية في المنطقة ولا يمت بصلة الى العادات والتقاليد التي نشأ عليها الكويتيون.

إن ما جرى اشبه بغوغائية مدمرة تبرر الفوضى والخطأ لتحقيق أهداف سياسية وتهور خطير ينسف مفهوم الدولة والمؤسسات والمواطنة.

ربما يكون كثيرون ممن اقتحموا المجلس بالطريقة التي حصلت شبابا مندفعا بنوايا طيبة وحس وطني لكنهم ضلوا الطريق السليم للتعبير، وما جرى بالأمس لم يكن احتجاجا سلميا بل كان اعتداء من بعض فئات الشعب على كل الشعب وقيمه واعرافه.

مخطئة المعارضة اذا كانت تظن ان ما قامت به يصب في صالحها، فقد كان جليا أول من امس الاستياء العام من احداث الشغب التي اساءت الى صورتها كثيرا.

ونتمنى ان يكون ما جرى درسا للجميع بأن المكابرة ليست حلا بل هي جريمة في حق الوطن اذا وضعت أمنه وقيمه موضع الخطر، فمهما اختلفنا يجب ان تبقى الكويت ومصلحتها فوق الجميع.

بعد ما جرى اصبحت المسؤولية على المعارضة مضاعفة في عدم دفع الشباب الى خيارات غير عقلانية وان تلتزم في حراكها السياسي حدود الاحتجاج السلمي الحضاري الذي يكفله الدستور والقانون وان تتجنب المواجهة مع رجال الأمن الذين هم في النهاية ايضا اخواننا وابناؤنا وحماة البلد، خاصة ان الدولة تكفل للجميع حق التجمع في ساحة الإرادة إلى جانب الحضور في جلسات مجلس الامة داخل قاعة عبدالله السالم التي هي المكان الطبيعي الذي نص عليه الدستور كي يمارس النائب دوره الطليعي كممثل للأمة، وتوفر لهم الحماية في اجواء من الحرية الاعلامية هي الأفضل في المنطقة.

نأمل ان يكون ما جرى مجرد صفحة سوداء طويت في مسيرة الكويت الديموقراطية، نتعظ منها جميعا، فتقوم الحكومة بمسؤوليتها وفق توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وتصل الرسالة بأننا في دولة قانون والقانون فيها فوق الجميع.

ولعل زخات المطر التي انهمرت فجر الخميس تغسل الكويت والضمائر في دولة الديموقراطية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك