'بالصور' افتتاح مهرجان الفنون الموسيقية لدول الخليج
منوعاتنوفمبر 16, 2011, 1:14 م 2910 مشاهدات 0
افتتح وزير الكهرباء والماء والمواصلات ووزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سالم الأذينة مهرجان 'الفنون الموسيقية لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته الأولى والذي تحتضنه دولة الكويت على مدى أربعة أيام، وذلك بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والمستشار بالديوان الأميري محمد أبو الحسن، وعدد كبير من الفنانين الكويتيين والخليجيين وأعضاء السلك الدبلوماسي.
كانت البداية مع حفل الافتتاح الذي انطلق بوصلة شعبية مميزة خارج مسرح الدسمة لفرقة أولاد عامر وهي إحدى الفرق الرائدة في الخليج ويمتد عمرها الفني إلى قرابة مائة عام، فكانت الفرقة بالدفوف والرقصات الشعبية خير استقبال للضيوف وجمهور المهرجان.
وأعلنت الإعلامية سودابة علي عن بدء فعاليات المهرجان، ثم دعت وزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سالم الأذينة لإلقاء كلمة رحب خلالها بضيوف الكويت مشيداً بالروابط الثقافية بين دول الخليج وفي مقدمتها الأغنية الخليجية التي حملت مخزون الخبرة الإنسانية والتي اتسمت بالتنوع ما بين حياة البحر وحياة الصحراء، فكانت خير تعبير عما واجهه الإنسان الخليجي من معاناة، وحملت كلماتها الشوق إلى لقيا الأحباب في الوطن أو الشكاية من عذابات البحر. وهكذا يتجلى دور الأغنية كانعكاس لحياة شعوب المنطقة، ولا ننسى الأغنية الوطنية ودورها في النهوض بالروح الوطنية لاسيما في عصيب الظروف.
وأشار الوزير إلى أن دول الخليج رعت الأغنية وطورتها من خلال الدورات التدريبية والمسابقات والمؤتمرات والرعاية الأكاديمية، حيث ضرب المثل بإنشاء المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت منذ عام 1976 مستذكراً جهود الموسيقار الراحل أحمد باقر الذي ودع دنيانا قبل أيام قليلة، في حفظ التراث الغنائي وتدوينه وأعمالها الوطنية مثل 'يا حماة العرين'.
وقال ان المهرجان الذي صاحب افتتاحه معرض للصور الفوتوغرافية التاريخية وبعض المقتنيات النادرة يهدف الى التعريف بسمات الاغنية الخليجية وجذورها الثقافية والاجتماعية وابراز الاصوات الشابة في المنطقة واتاحة الفرصة لايصال مواهبهم الى الجمهور المتذوق.
واختتم الأذينة كلمته بالتأكيد أن المهرجان يهدف إلى الاحتفاء بالأغنية الخليجية والتعريف بسماتها وجذورها الثقافية والاجتماعية وإبراز الأصوات الشابة وتقدير الرواد الذين أثروا هويتنا الموسيقية، متمنياً أن يحقق المهرجان الأهداف المرجوة منه.
ممثل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون
وباسم الأمانة العامة لدول مجلس التعاون ألقى مدير إدارة الثقافة بالأمانة العامة عبيد الشمسي كلمة توجه فيها بالشكر إلى الكويت وإلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد ووزير الإعلام سالم الأذينة.. كما شكر الشمسي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعلى رأسه الأمين العام م.علي اليوحة وجميع العاملين على جهودهم في إقامة المهرجان.
ونقل إلى الحضور تحيات الأمين العام لدول مجلس التعاون د.عبد اللطيف الزياني والأمين العام المساعد خالد الغساني.
وأكد الشمسي في كلمته أن الموسيقى متجذرة في تربة هذه المنطقة ووجدان شعبها فهي مرآة للحضارة وما وصلت إليه من رقي وإبداع. وأشار إلى أن الموسيقي بعناصرها المختلفة هي نتاج البيئة الطبيعية والبشرية ويبقى لها بعدها القومي الذي يمنح للوطن فرادته، وتسهم مع عوامل أخرى في خلق تنوع ثقافي يمد الحياة بأسباب الجمال.
كما تضمن الحفل فيلماً قصيراً عن الفنانين الشباب الذي سيمثلون دول مجلس التعاون في الحفلات الفنية، وبعدها قدمت الفرقة الوطنية بقيادة المايسترو أحمد حمدان وصلة موسيقية تمثل مقتطفات من أشهر أعمال فقيد الكويت الموسيقار أحمد باقر وعلى رأسها أغنيته الشهير 'لي خليل'.
باقة من المعزوفات الشجية الأصيلة التي لا تخلو من الفرح والبهجة، وتوزيع أوركسترالي توفرت الوتريات من خلال آلات الكمان والتشيللو والكونترباص، رمز الحداثة، في مباراة احترافية مع الآلات الشرقية الأصيلة كالعود والقانون والناي والإيقاعات. واستمتع الحضور بالتوزيع الحديث والمتميز لتلك المقطوعات القديمة وتطريزها ببعض الارتجالات والعزف المنفرد لآلات مثل الناي بكل تاريخه الشجي.
ثم كان مسك الختام مع الفنان سيلمان العماري بصوته المتميز في أداء التراث الكويتي حيث قدم مع فرقته فن الصوت وبعض الأعمال التراثية مثل 'يا نسيم الصباح' واختتم وصلته بأداء إحدى أغنيات الفنان عبد الله الفضالة.
معرض التراث الموسيقي
على هامش حفل الافتتاح أقيم معرض للتراث الموسيقي الكويتي ضم مجموعة كبيرة من الصورة النادرة بالأبيض والأسود لرواد النغم أمثال: راشد الجيماز، يوسف البكر، يحيى أحمد، أحمد باقر، يوسف وعوض دوخي، أحمد الزنجباري، عبد اللطيف ومحمود الكويتي، شادي الخليج، غنام الديكان، إبراهيم الصولة، سعود الراشد، عثمان السيد وغيرهم.
ومن أهم الصور النادرة صورة جمعت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد عندما كان رئيس الشؤون عام 1955 يجلس مبتسما وإلى جواره الشيخ جابر العبد الله، والراحلين عبد العزيز حسين وحمد الرجيب.
كذلك تضمن المعرض نماذج من الأسطوانات القديمة لشركة 'أبو زيد فون' وغيرها وآلات الفونوغراف وصور خاصة بالآلات الموسيقية القديمة مثل آلة 'الجحلة' المصنوعة من الفخار والتي تشتهر في الإيقاع الحدادي.
وخصص ضمن المعرض قسم كبير للفنان الراحل عبد الله الفضالة أحد المؤسسين للموسيقى الحديثة في الكويت، والذي ولد مطلع القرن الماضي وتوفي في أواخر الستينيات منه، وتضمن هذا القسم لوحة كبيرة تعرض سيرته الذاتية، وصور نادرة له في مناسبات وحفلات مختلفة، وكذلك وثائق تتعلق به وعلاقته بجمعية الفنانين، ونظارته الشخصية وبعض متعلقاته مثل أوراق الجنسية وأوراق مدون عليها النوتات الموسيقية لأغانيها وقصائد لشعراء بخط اليد، ونسخة من خبر نشرته جريدة الجمهورية المصرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة لرحيل الفضالة في مصر، وكان ذلك قبل حوالي أربعين عاماً.
إن وجوه الرواد وذكرياتهم المثبتة في الصورة كانت بمثابة رحلة بصرية للجمهور عبر عبق التاريخ وسحر النغم العالق في ذاكرة ووجدان الأجيال.
تعليقات