وليد الجاسم للنواب بعد رفع مكافأة الطلبة:خربتونا.. وبتخربون عيالنا بعد

زاوية الكتاب

كتب 2764 مشاهدات 0



 

خربتونا.. وبتخربون عيالنا بعد

وليد جاسم الجاسم


لا أظن أن أي ولي أمر عاقل امتلأ عقله غبطة وتراقص قلبه فرحاً بالقرار الأرعن لمجلس الأمة القاضي برفع مكافأة الطلبة الى 200 دينار شهرياً بدلاً من 100 دينار، ولا أظن أن أباً عاقلاً يأمل أن يحسن تربية أبنائه فرح وقال «افتكينا من مصاريفه»، ولكن على العكس، فالأمر مثير للقلق والإزعاج ومهدد لسلوك الطلبة وجديتهم في الدراسة ومقوّض للرغبة في سرعة الانتهاء من الدراسة لبدء الحياة العملية والاستقلال المالي عن الأسرة.
سابقاً كانت المعونة الجامعية تعطى للطلاب ممن بالفعل يعانون مالياً، وذووهم آذتهم الفاقة وقلة اليد والحيلة، فيلجأون بسرية الى الجهة المختصة والتي تقرر بعدما تدرس الأمر إن كان الطالب مستحقاً للمعونة أم لا، وأظن أن مثل هذا الأسلوب كان كافياً لإراحة الطلبة الجادين ممن لا يقدرون على مصاريف الجامعة «المجانية أساساً» ولكن تثقل كواهلهم الكتب والمواصلات وما الى ذلك.
لكن اليوم، ومع هذا المجلس الأرعن الذي يتسابق «قبيضته» مع نواب كنا نظن فيهم شيئاً من العقل وبُعد النظر، يتسابقون لانتهاب مقدرات الدولة الخانعة الخاضعة لهم خضوعاً ليس بعده خضوع والتي لا تطمح لأكثر من البقاء... فأفسدوا موظفيها وقلبوا عاليها سافلها ولم يكتفوا بذلك، بل دخلوا وبرعاية مع الأسف من نواب كانوا يحظون بشرف كلمة «معلم» في سباق لإغراق الطلبة الشباب بالأموال، ما يهدد الطلبة بالفساد وإساءة استغلال الفوائض المالية التي ستتوفر بين أيديهم وبالتالي احتمال انحرافهم وضياعهم، ناهيك عن تعزيز مبكر للاتكالية على الدولة والظن أن من حقهم أن يغرفوا من الأموال دونما عمل وجد واجتهاد.
إن الكثير من الطلبة الجدد لم يتسلموا حتى اليوم المكافأة القديمة البالغة مائة دينار بسبب الإجراءات، وتراكمت لهم مستحقات على الدولة سيتلقونها دفعة واحدة بأثر رجعي ما بين 400 – 500 دينار، والآن ستزداد الحصيلة الشهرية لترتفع الى 200 دينار شهرياً بدلاً من 100 دينار إضافة الى ما يأخذه الطالب من والده ووالدته وربما من جده وجدته، و«يا بخته» إذا كانت أمه مدرّسة وكان أبوه في القطاع النفطي، والحكيم العربي القديم كان يقول:
إن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للمرء أي مفسدة
ونحن نقول اليوم، إن هذه الحكومة وهذا المجلس معاً مفسدة للمرء أي مفسدة.
أفسدتم الكبار.. وتفسدون الآن الشباب الذين نبني عليهم آمالنا للخروج بمستقبلنا من هذا الظلام الحالك، ولكن ما أقول إلا احنا اللي نستاهل!!
٭٭٭
الأخ وزير المالية مصطفى الشمالي أراد أن يكحلها في تنبيه الناس والنواب الى مخاطر السفه في الإنفاق، فأعماها عندما قال:
الزيادات سوف تخفض قيمة الدينار وتسيِّل الاستثمارات وتسحب من الاحتياطي.
الله يطمّن قلبك معالي الوزير، ما قصّرت، والآن نطمئن أن مستقبلنا أشد ظلاماً، وان الناس ستحوّل ودائعها الى عملات أخرى خوفاً من الدينار والمستثمرون الأجانب «الهاربين أصلاً» سيتواصل هروبهم، والناس اهتزت ثقتها بالوضع الاقتصادي أكثر واطمأنت الى أن البلاد تتزعزع تزعزعاً.. زعزع الله قلوب اللي في بالي.
٭٭٭
الدعوة المبكرة أمس التي أطلقها كوادر «حدس» على «تويتر» لكن «حدس» نفتها لنصب الخيام في ساحة الإرادة ذكرتني بالدعوة التي أطلقها السيد/ حسن نصرالله لاتباعه لاحتلال وسط بيروت بخيامهم.
٭٭٭
اختزل الدكتور عبدالرزاق الشايجي «أستاذ الشريعة المتخصص في الشؤون السياسية» في دراسة له نشرتها «الوطن» منذ أسابيع سياسة التكتل الوطني عندما قال بعدما درس كل تصويتاتهم وتصويتات كل نائب فيهم على حدة وقارنها جميعاً بالمواضيع المطروحة على طاولة النقاش والتصويت، فتوصل الى نتيجة واضحة اختزل فيها التكتل بالقول: إذا علموا أن الحكومة ستنجو صوتوا ضدها بالاتفاق معها.
وإذا علموا أن أصواتهم مصيرية، صوتوا معها، وانقذوها.
نقولها اليوم للتذكير فقط وربط المواقف.

وليد جاسم الجاسم

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك