أمس يوم وئد الدستور، هكذا يراه عبداللطيف العميري

زاوية الكتاب

كتب 568 مشاهدات 0


 

الأنباء
 
يوم وئد الدستور
يوم 15/11/2011 سيكون حتما يوما لا ينسى من ذاكرة الكويتيين، وهو اليوم الذي دفن ووئد فيه الدستور عندما انقضت الحكومة على المادة 100 من الدستور وألغت وشطبت أي استجواب يقدم لرئيس الوزراء ليس بالحجة أو بقرار «الدستورية» كما يشيعون، ولكن بالاغلبية العمياء التي تملكها هذه الحكومة المكونة في أغلبها من «قبيضة» باعوا وطنهم وأماناتهم وطائفيين لهم أهداف باطنة مع الحكومة الله أعلم بها.
إذن ما كان متوقعا حصل وهذا ما توقعته وكتبته قبل سنتين بالتحديد في 12/11/2009 عندما كتبت مقالا في «الأنباء» بعنوان «تعسف الأغلبية قادم»، وسأنقل لكم فقرات من هذا المقال لتعلموا أن ما توقعته وقع وبشكل غريب ومطابق لما كتبته، وهذا هو النص:

«ولعل الخطر القادم في مثل هذا التحالف الحكومي ـ النيابي الموالي هو التعسف في استخدام هذه الاغلبية لضرب الأدوات الدستورية وأولها الاستجواب وتجريد المجلس من أهم وسائل الرقابة التي يملكها» تأمل عزيزي القارئ في العبارة السابقة وما حدث يوم أمس مطابق تماما لما قلناه قبل سنتين.

كذلك قلت في موضع آخر ما نصه «إنني على يقين بأنه لو كانت الحكومة واثقة من نفسها وسلامة أعمالها وإجراءاتها لما تهربت من الاستجوابات، ولكن الحكومة «في بطنها بلا وخايفة من الفضيحة»، فتستغيث بتلك الاغلبية البصامة لحماية نفسها من أي مساءلة قادمة»، ولنتأمل ما قلته منذ سنتين مع واقعنا الحالي، فرئيس الوزراء على يقين بأنه فقد الاغلبية النيابية التي تمنحه الثقة وتقبل التعاون معه مع العجز عن إقناع الرأي العام بسلامة موقفه وإجراءاته، مما يثار ضده في هذه الاستجوابات، وبالتالي لجأت الحكومة الى رصيدها من المخزون النيابي البصام «القبيض» للتعسف وقتل الاستجواب والتخلص منه نهائيا في إعلان صريح ومباشر بالانقلاب على الدستور ونقض صريح للعهد بين الحاكم والمحكوم.

وقد ختمت مقالي قبل سنتين بالعبارة التالية «ان إبطال الحكومة لفاعلية أداة الاستجواب هو الخطوة المقبلة الأخطر التي تستوجب منا الحذر ومواجهتها بكل وسيلة متاحة وكشف هؤلاء البصامين من النواب الذين يريدون أن يردوا الجميل للحكومة على عطاياها.

إذن ما توقعناه حصل وما كنا نخشاه وقع فقد اختطف مجلس الأمة من الحكومة وأذنابها من النواب ولم يتبق لنا إلا أن ندعو الله ألا يطيل علينا هذه الشدة، وأن يسخر لنا من يخرجنا من هذا الهم الجاثم ع‍لى قلوبنا من حكومة انقضت على الدستور وفرطت في مقدرات البلد، كل ذلك من أجل عيون شخص واحد فقط.

وما أقول إلا حسافة عليك يا كويت!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك