صالح الغنام يمدح عقلانية الدويسان والخرينج

زاوية الكتاب

كتب 1124 مشاهدات 0


الخرينج والدويسان آخر رَوَقان'!
 


الساحة السياسية الكويتية, على كل ما فيها من حيوية وحراك, إلا أنها تشكو من قصور فاضح في عدد المهتمين بالشأن السياسي الخارجي, وأنا لا أعني بالمهتمين, المتابعين لنشرات الأخبار العالمية, وإنما أعني سياسيين ومحللين متخصصين بالشؤون السياسية الخارجية. بالطبع مسألة القصور لها أسبابها, فالتخصص في الشأن الخارجي ليس هينا على الإطلاق, فهو يتطلب الإلمام التام والمتابعة الحثيثة لكل ما يجري في العالم, غير الموهبة والذكاء الفطري اللذين يجب أن يتحلى بهما الراغب في التخصص في هذا المجال, وينبغي أن تكون الأحداث في بيئته المحلية التي نشأ فيها وينطلق منها, مؤثرة, ولو في محيطها الإقليمي كأضعف الإيمان, وذلك كي يتمكن من صقل موهبته وإثراء تجاربه وخبراته.
علاوة على ما سبق, فإن الجمهور غير مبال وغير ميال ولا يشجع على الخوض في الشأن السياسي الخارجي, بل حتى إننا ككتاب رأي, نلقى عتبا كبيرا فيما لو ابتعدنا قليلا في مقالاتنا عن الشأن المحلي. لهذا كله, انعدم - أو على سبيل التخفيف - ندر وجود المتخصصين في الشؤون السياسية. هذا القصور, انسحب على مجلس الأمة وتجلى فيه بأروع أمثلته, فمع كل التقدير لنواب الأمة, لم يتم رصد نائب واحد من الخمسين, يتمتع بالحنكة والدراية والإلمام بالشأن السياسي الخارجي, وهذا ما جعل سياستنا الخارجية مكشوفة الظهر, وهو ما دعانا أيضا, للتنبيه أكثر من مرة, على ضرورة تعيين وزير للشؤون الخارجية, يعين وزير الخارجية على أداء مهامه التي تثقل كاهله.
كنت سأسترسل في هذا الموضوع ليقيني بأهميته, لولا أنني لمحت عنوان مقالتي أعلاه, فتذكرت إنني ما اخترت هذا العنوان إلا لمدح النائبين مبارك الخرينج وفيصل الدويسان, والثناء عليهما, لأنهما وفي غمرة انغماس زملائهما في التشنج والتصعيد وإشغال الناس بصغائر الأمور, امتازا عن غيرهما, فكانا الأعقل صوتا, والأكثر تحليا بالمسؤولية, والأقدر على استشعار الخطر الذي يحيق ببلادنا. فالخرينج طلب عقد جلسة خاصة, لمناقشة التطورات في المنطقة في ظل التهديدات بضرب إيران, والتي ستكون على بُعد مرمى حصى منا. بينما دعا الدويسان, إلى اجتماع طارئ لبحث استعدادات الحكومة, وكيفية مواجهة تداعيات الحرب المحتملة, وتأثيراتها على أمننا القومي والغذائي, وغير ذلك من تساؤلات مهمة للغاية.
الخرينج والدويسان, رغم أي ملاحظات قد تشوب أداءهما, أكدا لي بحسهما الوطني الرفيع, إنهما وقت الجد, أهل للمسؤولية وكفء لها, وفي موقفهما جواب لمن يتساءل مستهزئا عن سبب تسمية جملة من النواب بالعقلاء, فهذه المواقف, هي من تحدد وتفرز العقلاء عن غيرهم, فبينما الآخرون منغمسون ل¯ 'شوشتهم' بقضية القيادي الأمني, ودخول النائب البحريني, والتلويح بالاستجوابات العبثية, أدرك هؤلاء إن خطرا يهدد بلادهم أكبر بكثير من هذه القضايا التافهة, التي لا تدل إلا على ما برؤوس متبنيها.
مرة أخرى شكرا مبارك الخرينج, شكرا فيصل الدويسان, فبتغريدكما خارج سرب الغربان, تصرفتما بحكمة و'رَوَقان'.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك