مواقع التواصل الاجتماعي هي نووي الشعوب، برأى الشيخ مشعل الصباح

زاوية الكتاب

كتب 1761 مشاهدات 0



عالم اليوم

ماذا ينتظرون؟!!
نووي الشعوب
كتب الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
كيف تستطيع الشعوب تحقيق مطالبها بصورة سلمية؟ كيف تستطيع الشعوب التصدي للظلم والفساد بطريقة سلمية؟ أو كما قال جين شارب في مقدمة كتابه من الدكتاتورية إلى الديمقراطية كيف تستطيع الشعوب القضاء على الأنظمة الدكتاتورية؟ كل هذه أسئلة حازت اهتمام الكثير من المفكرين والعامة بل جميع بني الإنسان فهذا سؤال فطري ملح كيف يمكن القضاء على الظلم أو منعه؟
وفي ظروف مثل التي يمر بها العالم الآن نجد كثيرا من الأنظمة التي لا تعبر عن إرادة شعوبها وتخلق الكثير من الحواجز المعينة بين النظام الحاكم والشعب فتعمل على توغل الفساد وإحكام السيطرة على الحريات وتفشي الظلم القاتل بين الطبقات المختلفة داخل المجتمع وإن كانت دول الغرب قد سبقت الجميع من دول العالم الثالث ودول أخرى في توازن العلاقة بين النظام الحاكم والشعب إلى أن الكثير من دول العالم مازال يرزح تحت أنظمة تفصل الشعوب عنها فصلا كاملا.
ومن هذا المنطلق أخذت الكثير من الشعوب تجد لنفسها مخرجا ولكن تجنبا لسفك الدماء والخسارة في الأرواح استطاعت الشعوب الذكية أن تخلق وسائل إخرى للمقاومة والتصدي لهذه الأنظمة وهي المقاومة السلمية بدل من المقاومة العنيفة فإن المقاومة العنيفة تركت الكثير من الأثر السيء من دمار وخراب وخسارة في الأرواح والأموال فلابد أن تكون هناك وسائل أخرى غير الذبح المتبادل بين الشعوب والأنظمة.
إن الأنظمة القمعية الديكتاتورية لا تورث إلا الفقر والجريمة والبيروقراطية وتخريب البيئة فاتجه العالم بأكمله في العقود الأخيرة إلى الديمقراطية والحرية وعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إعادة بناء المجتمعات بصورة أكثر فاعلية من خلال الحريات السياسية والإصلاح السياسي.
ولكن كانت المشكلة في الوسائل كيف تواجه الشعوب أنظمة دكتاتورية راسخة بدون خسائر؟ وتماشيا مع هذه الظروف استطاعت الشعوب أن تخلق نوعا من المقاومة اللاعنيفة مبنية على الإصرار والإرادة والثقة بالنفس بأن مصدر السلطة هو الشعب ويمكن للشعب أن يمنع التعاون الشعبي والمؤسساتي عن كل معتدي من الحكام وتقليص دور الدكتاتوريين منهم وقطع امداد مصادر القوة التي يعتمد عليها هؤلاء الحكام فإن الوسيلة الأولى ألا يخضع الشعب لهذا النوع من الأنظمة، إن العامة وإن كانوا ضعافا إلا أنهم إذا اجتمعوا على عداء نظام أو حكومة فإنه لا يستطيع توفير الأمن لنفسه.
وبالفعل أخذت الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات والعصيان المدني تنتشر حتى تكون هي الوسيلة الجديدة والسلاح الجديد الذي يمكن الشعوب من الفتك بالأنظمة الدكتاتورية بطريقة سلمية وآمنة وبقليل من الخسائر.
ولحسن حظ الشعوب اليوم أن هناك سلاحا استراتيجيا أقوى بكثير من كل الأسلحة مجتمعة أنه بمثابة السلاح النووي بالنسبة للشعوب يستخدمونه في الأوقات الحرجة ان هذا السلاح هو مواقع التواصل الاجتماعي نعم مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر انها الورقة الرابحة التي استطاعت أن تعلي صوت الشعوب فبعد ان استطاعت الأنظمة القمعية ان تشكل إعلامها الحكومي والخاص كما تريد أن تظهر من تريد وتبعد من تريد استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تخلق ابطالا حقيقيين ومناضلين متفوقين يتصدون لأجهزة أمنية عاتية ويتغلبون عليها بكل سهولة.
نعم أن مواقع التواصل الاجتماعي هي نووي الشعوب الذي يفتك بالانظمة الدكتاتورية وهي الوسيلة المهمة التي تجمع وتحشد المناضلين على كلمة واحدة وهي أكبر منتدى لتبادل الآراء والأفكار، فمع مواقع التواصل الاجتماعي تكلم بكل صدق فإن صوتك سوف يصل وسوف تؤثر ولا تستطيع أي قوة على وجه الأرض التصدي لهذا النوع من التواصل الجديد الذي دمج أفراد الشعب وجعلهم أكثر إيجابية وأكثر فعالية وأكثر تأثيرا وأكثر تحقيقا للإصلاح وأكثر مقاومة للفساد.
نعم أنها القوة النووية الجديدة والسلطة الخامسة أنها سلاح الشعوب الاستراتيجية ولا يمكن لأي حكومة التصدي لها، وإذا حاولت الحكومة أن إبطال هذه الوسائل زادهم قوة وزادهم تأثيرا نعم أنه نووي الشعوب.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك