الدعيج ينتقد نواب المقاطعة لمطالبتهم بمنع النائب البحريني من دخول البلد

القبس زوّار 24/7 كتب عبداللطيف الدعيج : الكويت كانت دوما ملجأ للمستضعفين او المغضوب عليهم من قبل بلدانهم او حكامهم. نزح اليها المعارضون السعوديون واحتضنت الكثير من ثوار البحرين، منحت معارضي النظام الانفصالي في سوريا في بداية الستينات الاقامة الدائمة وجوازات السفر الكويتية، واحتمت فيها بعض قبائل قطر عند اختلافهم مع اميرها. من الشرق والغرب، احتمى بها المعارضون والمهجرون وحتى المطاردون. هذا كان قبل ان توقع الكويت على العهد الدولي لحقوق الانسان الذي كفل حرية التنقل وحق اللجوء السياسي، وهذا كان - ايضا - قبل ان تتبنى الكويت النظام الديموقراطي، الذي يحترم حرية الفرد وحقوقه في الاختيار. اليوم بعد كل هذا، اي بعد تاريخنا الناصع في حماية اللاجئين السياسيين، وبعد توقيعنا على العهد الدولي لحقوق الانسان، وبعد تبنينا للنظام الديموقراطي ودستورنا الذي نحتفل بمرور نصف قرن على اصداره، الدستور الذي يحرّم تسليم اللاجئين السياسيين في انحياز واضح للانسان ولحرية الفرد، بعد كل هذا يطلع لنا اليوم نواب المقاطعة يطالبون الحكومة بمنع دخول بعض المعارضين العرب، ويهدد بعض نواب المقاطعة باستجواب وزير الداخلية واسقاط الحكومة، ان هي سمحت لبعض الاحرار والشرفاء ممن يختلفون معهم بدخول الكويت! يتحجج نواب المقاطعة بان وزير الداخلية قد سمح لنائب بحريني بدخول البلد بعد ان كان ممنوعا منه. الغريب ان احدهم يتهم الوزير بانتهاك القوانين! علما بان المنع تم بقرار اداري ربما من رئيس شعبة في «أمن الدولة» او رئيس جهازها او ربما الوزير نفسه. اي ان الوزير منع، والوزير رفع المنع، ضمن اختصاصه وحدوده وصلاحياته وتقديره الشخصي في كيفية التعامل مع النائب الممنوع من الدخول. نواب المقاطعة الذين طالبوا بمنع النائب البحريني من دخول البلد هم النواب ذاتهم الذين طالبوا بتسكير الصحف واغلاق القنوات التلفزيونية التي اختلفوا معها. وهم النواب انفسهم الذين لم يجد ناطقهم الرسمي شيئا يعترض فيه على الحكومة في حضرة صاحب السمو غير تقاعسها عن اعتقال او تأديب من تهجم عليه وعلى والده، وهم النواب ذاتهم الذين يساندهم بعض وطنيينا لتغيير الحكومة لفرض نهجهم ومنطقهم في ادارة الدولة! يعني نواب المقاطعة ملكيون اكثر من الملك او مخابرات فوق المخابرات.. الفرق ان المخابرات يزورونك موسميا، وعند الفجر... نواب المقاطعة يمارسون التعسف 7/24. عبداللطيف الدعيج