هناك لجاناً بالمجلس ، برأى عبدالمحسن جمال، لا تصح «محاربتها» أو الابتعاد عنها

زاوية الكتاب

كتب 573 مشاهدات 0



القبس

رأي وموقف
عدم التعاون.. لماذا؟
كتب عبدالمحسن يوسف جمال :

ونحن في أجواء موسم الحج إلى بيت الله الحرام، وها هم ضيوف الرحمن الذين عادوا إلى الديار متقبلة أعمالهم ومغفورة ذنوبهم بإذن الله، نهنئهم بما نالوه من شرف زيارة بيت الله الحرام، وزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
في المقابل، نجد الصورة السياسية في البلاد مقلوبة، فبعض النواب رفعوا شعار عدم التعاون مع الحكومة، وهذا الشعار يعني ما يعني في البعد السياسي، وهم أحرار في ذلك يمارسون صلاحياتهم الدستورية، وإن جنحوا نحو التطرف في تفسير النصوص أحياناً، ولكن السؤال: لماذا تخلوا عن واجبهم الدستوري وهو أهم عمل في مجلس الأمة «عضوية لجان المجلس»، فهي المطبخ السياسي الذي تتم من خلاله المناقشة الأولية والأساسية لجميع مشاريع القوانين التي تعرض على المجلس؟ ولقد قال أحدهم إنه لا يريد مساعدة الحكومة على أخطائها، ولكنه في الحقيقة تخلى عن دوره «المعارض»، إذا كان يعي دور المعارضة الحقيقية، فالابتعاد عن اللجان يعني سياسياً تسليم الأمر للنواب الذين قاموا بواجبهم السياسي واشتركوا في لجنة أو أكثر. ففي اللجنة يمكن للمعارضة أن توضح رأيها في أي قانون، واللجنة ملزمة بأن تضمن تقريرها النهائي المرفوع للمجلس للبت النهائي فيه رأي الأقلية.
أما الآن، فإن كان للجان رأي واحد، كما يدعي النواب الذين قاطعوها، فإن رأيهم لن يُسمع في اللجنة ولا في تقاريرها، وهم السبب.
وقد يتفهم البعض جزئ‍ياً ابتعاد بعض النواب عن لجنة أو لجنتين، ولكن هناك لجاناً لا تصح «محاربتها» أو الابتعاد عنها، لأنها لصيقة بشكاوى المواطنين وحاجاتهم الحياتية. وعلى سبيل المثال لجنة الرد على الخطاب الأميري، ولجنة العرائض والشكاوى التي تتلقى شكاوى المواطنين وتسعى إلى حلها، ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان التي تمس الجوانب الإنسانية في حياة المجتمع، ولجنة البدون التي يجب أن يواصل أعضاؤها سعيهم لإنصافهم لا الهروب من مسؤولياتهم الإنسانية، ولجنة البيئة، ولجنة المرأة، إلى غيرها من اللجان. كما كان يمكن لمعارضي الاشتراك في اللجان طلب تشكيل لجان جديدة مؤقتة تطرح بعض القضايا التي يرونها، كتشكيل لجنة «محاربة الفساد» مثلاً، أو لجنة «تطوير الأداء البرلماني» وغيرها من اللجان.
أخشى ما أخشاه أن بعض النواب رأى الابتعاد عن اللجان «راحة» ما بعدها راحة، فما عليه إلا أن يحضر يومين كل أسبوعين إلى المجلس، ويقضي الأوقات الباقية في «طلعة البر»، خصوصاً أن الجو أصبح جميلاً، وطلعات البر على الأبواب.

د. عبدالمحسن يوسف جمال

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك