'للنار سحر خاص في ليالي الشتاء'

منوعات

الفحم الأفريقي 'الصومالي' الأكثر رواجا، ويليه حطب 'السمر'

3841 مشاهدات 0


كان منظر النار وهو يسري في اطراف قطع الفحم الكبيرة فيحترق شيئا فشيئا وتعلو معه (طقطقة) عيدان الحطب فتتراقص اضواء ألسنة اللهب كلما اشتدت نسمات الهواء الباردة يبعث في النفس متعة وسكينة.
ولا يختلف اثنان ان للنار سحرا خاصا خصوصا في ليالي الشتاء الباردة وفي مواسم الامطار لا سيما عندما تجلس العائلة حول مواقد النار في ليالي الشتاء الطويلة في مخيمات البر والذي يعد من العادات المحببة عند اهل الكويت حيث رائحة شاي القوري والقهوة المهيلة حينما تختلط برائحة الحطب الزكية.
تباشير هذا الشتاء جاءت مبكرة فحركت مياه الاسواق الراكدة فشهد سوق الفحم والحطب حركة تجارية نشطة من قبل رواد البر والأهالي الذين اقبلوا على شراء الفحم والحطب.
وقال تاجر الفحم في منطقة الشويخ حامد الشمري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الطلب على انواع الفحم والحطب في السوق المحلي ينحصر اولا بالفحم الصومالي من حيث الجودة ثم يلية حطب (السمر) ثم يأتي الفحم الاندونيسي في المرتبة الثالثة.
واوضح انه نظرا للظروف السياسية التي تمر بها الصومال فان حجم ما ضخ بالسوق المحلي من كميات ضخمة من الفحم الافريقي المستورد وتحديدا من الصومال كبح نوعا ما جماح الاسعار واوقفت ارتفاعها لكثرة المعروض وانخفاض اسعاره فضلا عن جودته.
واضاف الشمري 'استبشرنا خيرا بدخول فصل الشتاء مبكرا ونأمل هذا العام ان يعوضنا عن الركود الذي شهده موسم الصيف الطويل'.
وذكر أن الفحم بالاصل نباتي عبارة عن اشجار محروقة كما انه انواع ودرجات حسب نوع الشجرة التي جاء منها وافضلها ما جاء من اشجارالبرتقال والمانجو وبشكل عام اشجار الحمضيات تعطي الفحم الاكثر جودة.
وبين ان الفحم الصومالي انواع كثيرة فمن افضله ما يأتي من شجرة البرتقال والمانجو والجوافة ويتميز بارتفاع نسبة الكربون اما نسبة الرطوبة فتكاد لا تكون موجودة وكذلك رماده ابيض ويتميز بانه سريع الاشتعال لا يصدر عنه رائحة او دخان ويظل مشتعلا فترة طويلة ويستخدم بأمان في المنازل حيث لا يصدر عنه شرار.
ويطلق على الفحم الصومالي الفحم الافريقي اما الاسعار فلا تتعدى ال 5ر3 دينار للعبوة التي تضم 10 كيلوغرامات من الفحم الافريقي الممتاز المخصص للشواء وهناك درجة اخرى ب 5ر2 دينار فقط.
واضاف ان النوع الآخر الاندونيسي وسعره اقل فيمكن ان تحصل على 20 كيلوغراما بخمسة دنانير فقط والاختيار يرجع بالنهاية الى الزبون.
وذكر الشمري ان الفحم يتم فرزه بعد ان تفريغه من (الكونتينر) على الارض وينقى فحم الدرجة الاولى الاكبر حجما اولا في جهة ومن ثم فحم الدرجة الثانية المتوسطة في جهة اخرى وما تبقى من القطع الصغيرة جدا في ركن اخر.
وخلال عملية الفرز كان منظر العمال المتشحين بالسواد بين اكوام الفحم وهم يقومون بعملية الفرز داخل مخزن مساحته لا تتعدى 30 مترا شحيح الاضاءة وعديم التهوية يثير في النفس كما من الاسئلة منها كم هي كمية الغبار من الفحم التي يستنشقها هؤلاء العمال يوميا.
واشار الشمري الى عملية تنقية الفحم من الاخشاب والاتربة ثم تعبئة كل 4 أو 5 أو 10 أو 20 كيلوغراما في اجولة (خيش) ومن ثم توزن بميزان تجاري للتأكد وتربط باحكام ثم يقوم العمال بوضع غطاء من البلاستيك على امتداد رؤسهم وظهورهم ليحميهم من تراب الفحم المتطاير في حال تحميل الخياش التي تمت تعبئتها من المخزن الى المحل الرئيسي حيث يتم رصها فوق بعضها البعض حتى تكاد تلامس السقف.
واوضح ان المحال التي تقوم بعملية الفرز تبيع باسعار اعلى لانهم يضيفون اجرة العمال خلافا عن المحال التي تشتريه معبأ وجاهزا فتبيعه بسعر ارخص لانها تشتريه جملة.
وقال الشمري ان اسعارالفحم في المحال اغلى بمبلغ يتراوح ما بين نصف دينار الى دينار عن اسعار بائعي الفحم المتجولين على طريق كبد او على جوانب الطرق السريعة لانها تفتقر الى الضمان والجودة اما البيع من المحال المعتمدة والمعروفة فيعطي فرصة للزبون ان يرجع البضاعة اذا ما حصل لبس خلافا لما يحدث مع الباعة المتجولين لان همهم ان البيع بأي شكل والشاري قد لا يتكرر في حين ان المحلات الكبيرة يندر عمل ذلك لانها تسعى لتبني سمعة وجسر ثقة بينها وبين المشتري.
وهنا يتدخل احد الزباين ويدعى محمد علي اسد في الحديث قائلا انه اضطر الى الشراء من الباعة المتجولين ذات مرة وتعرض للغش حيث باع له البائع فحما للشواء وتبين انه خاص للشيشة مضيفا ان الفحم وبمجرد وضعه على النار ينطفىء ويبعث دخانا خانقا.
وقال احد المواطنين ويدعى ابو ماجد الصليلي ان اسعار الفحم تختلف في الجمعيات التعاونية عنها في المحلات الخاصة ببيع الفحم وبشكل واضح وهو ما يدفع العديد من المستهلكين الى تفضيل سوق الفحم في الشويخ لشراء الفحم والمناقل.
وأضاف الصليلي ان (الخيشة) بدينارين وفي الجمعيات التعاونية بدينارين ونصف الدينار وعليه يوجد اختلاف وتفاوت في الاسعار بالرغم انهم يوهمون الزبائن انهم يقدمون عروضا خاصة.
من جانبه قال البائع حجي محمد نمازي ويقع محله امام دوار الفحم المواجه لشبرة الخضار القديمة ان معظم الفحم سواء للمواقد او للشواء او للشيشة الموجود في السوق يأتي عن طريق بواخر من شمال افريقيا ومن ماليزيا واندونيسيا والصومال وكوبا وكوريا مشيرا الى ان معظم محال الفحم تحتوي على مناقل وعدة الشيشة والشواء.
وبسؤاله عن اسعار المناقل اوضح انها حسب الحجم والشكل وان كانت الاسعار تبدأ من دينار ونصف الدينار لتصل الى 25 دينارا اما اسعار الاسياخ والشوايات فيقول انها تتراوح اسعار (درزن) من الاسياخ ما بين دينار ونصف الدينار الى 15 دينارا وهناك المصنوع من المعدن الرخيص واخر من ال(ستيل) المطلي والشوايات من 3 الى 20 دينارا وفقا للحجم ونوع الشوي عليه.
واوضح ان هناك طلبا كبيرا على شواية (دوة) ذات المدخنة والتي تدفع بالدخان عبرها الى الاعلى وتحتوي على رف سفلي يستخدم لحفظ عدة الشاي والقهوة لافتا الى انها الانسب في موسم الامطار لحمايتها للنار من المطر اما الشبك فوق الشواية فيقدم مجانا للزبائن تشجيعا لهم على الشراء واسعارها تتراوح ما بين 12 الى 20 دينارا حسب الحجم والشكل.

- وقال العامل في احد محال الفحم ويدعى جعفر عبدالنبي ان مستلزمات الشواء هي الاكثر مبيعا ورواجا وتشغل حيزا كبيرا من محلات بيع الفحم خاصة ان موسم كشتات البر بدأ مضيفا ان المقيمين العرب الاكثر طلبا لعدة الشواء بعد المطاعم.
واضاف ان فحم (الكسر) الافريقي الصومالي يعد درجة ممتازة فهو كبير الحجم وخشن ويطول اشتعاله وبدون رائحة ورماده ابيض.
واشار الى ان ارتفاع وانخفاض الاسعار واختلافها من موسم الى آخر امر طبيعي يحكمه العرض والطلب مبينا ان الاسعار حاليا مناسبة فالخيشة التي تحوي 18 كيلوغراما من الفحم الاندونيسي تباع ب4 دنانير ونصف الدينار وهو سعر مناسب جدا لاغلب المستهلكين الذين يتوافدون الى هنا وخاصة محبي الشيشة والشواء واصحاب المخيمات والجواخير القريبة.
من جانبه قال تاجر الجملة عبدالرحمن العنزي ان أسعار الحطب تتفاوت حسب الجودة والاكثر استخداما من حيث الحرارة وتواقد الجمر والرائحة الزكية فالاغلى هو (الرمث) و(الحمض) وهما شحيحان في السوق ثم يليهما حطب (السمر).
واضاف ان أسعار السوق متفاوتة حسب جودة ونوع الحطب وهناك اقبال شديد على حطب (السمر) وارتفاع سعره نوعا ما لكن بعض ضعاف النفوس يخلطون انواع الحطب الجيد مع الرديء خصوصا عندما يدرك البائع مدى جهل الزبون وعدم خبرته بأنواع الحطب فيسهل خداعه.
واوضح ان من انواع الغش ان تحتوي الحزمة على خشب صغير أو كبير ولكنه متعفن ومتهالك وغير صالح للاستخدام وان اشهر انواع الحطب التي تباع بالاسواق الكويتية حاليا هي غالبا ثلاثة انواع (السمر ي والارطي ي والغضي) واغلى هذه الانواع الثلاثة هو (السمر) وذلك لان جمره يدوم طويلا ودخانه خفيف الا انه يتميز بصعوبة تكسيره ويأتي في المرتبة الثانية الغضي ويتميز بعدم وجود دخان له كما ان رائحته زكية بخلاف حطب الارطي وهو نوع جيد ولكنه كثير الدخان على العيون وكل من الارطي والغضي شحيحان في السوق المحلي ويجلبان من السعودية حسب الطلب.
ولفت الى ان الشباب يفضلون الحطب لعمل المندي الذي يشوى على الطريقة اليمنية وسط حفر مطمورة بالارض ويعدونه الافضل فهو يعطي للطعام نكهة خاصة.
بدوره قال مدير ادارة الصحة المهنية في وزارة الصحة الدكتور احمد الشطي ان هناك كثيرا من المواطنين يفضلون مواقد الفحم في فصل الشتاء للتمتع بشرب الشاي والقهوة بنكهة خاصة وايضا التدفئة مع ما تسببه هذه المدافىء من أخطار قد تؤدي الى الاختناق والوفاة لا قدر الله.
واوضح الدكتور الشطي ان نسبة الأوكسجين تقل في جو الغرفة المغلقة التي توجد فيها دوة الفحم حيث ترتفع نسبة أول أكسيد الكربون ذلك الغاز القاتل الذي ينبعث عند احتراق الفحم مؤكدا اهمية الحذر من هذا الغاز فلا لون له ولا رائحة مما يؤدي الى الاختناق البطيء حيث يصاب الشخص بوهن وخمول ونعاس ونوم عندما يستنشق هذا الغاز مما يجعله غير قادر على انقاذ نفسه.
واشار الى الخطورة في استخدام الحطب كوسيلة للتدفئة ليس فقط في استنشاق الغاز السام وانما يتعدى ذلك الى حدوث حرائق راح ضحيتها وفيات عديدة 'ونستقبل في المستشفيات العديد من الحالات في غرف الاسعاف وفي مثل هذه الفترة من السنة ويكون معظمهم من الاطفال'.
واضاف ان هذه الحالات اما ان يكونوا قد اصيبوا باختناق بسبب استنشاق غاز اول اكسيد الكربون او بسبب حريق حدث في غفلة من الاهل او بسبب شرب بعضهم لسائل الكيروسين المستخدم في اشعال الحطب او الفحم حيث يكون في متناول هؤلاء الاطفال الذين لا يدركون مدى خطورة هذه المركبات وتكون المسؤولية كاملة على من يرعاهم في البيت لحمايتهم بعد حماية الله سبحانه وتعالى من تلك المخاطر التي لا تحمد عقباها.
وذكر ان الاعراض التي تظهر على الشخص المتسمم هي الصداع والدوخة وعدم التركيز ويكون الصداع غالبا في الجهة الامامية من الرأس وبشكل متواصل اضافة الى الغثيان وتسارع في ضربات القلب وهبوط في الضغط الشرياني والمشي بغير اتزان وتشنجات وفقد الوعي وتوقف التنفس والوفاة.
وافاد الدكتور الشطي بأن اولى خطوات المعالجة الاولية للمريض المتسمم من غاز أول اكسيد الكربون هي ابعاده عن محيط الغاز وعمل الانعاش القلبي الرئوي للاشخاص فاقدي الوعي والتوجه بهم الى اقرب مستشفى في حال تعذر وصول الاسعاف.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك