اليونان هل تبقى ام تخرج من الاتحاد الاوربي ومنطقة اليورو؟ يتسائل مايكل شومان
الاقتصاد الآننوفمبر 9, 2011, 1:11 م 965 مشاهدات 0
الكاتب : مايكل شومان
من الصعب تصور ما يحدث الان في اليونان. طالب رئيس الوزرا باباندريو في وقت سابق بالحصول على موافقة الشعب على المشاركة في برنامج انقاذ منطقة اليورو الذي اتفق عليه في القمة الأوروبية الأخيرة.
وطالب بان تتحول الموافقة الى استفتاء عام على استمرار عضوية اليونان في الاتحاد النقدي الاوربي. لكن الاحداث في العاصمة اليونانية تغيرت بسرعة وعلى غير المتوقع. هناك تقارير من اثينا بان بابندريو قد يلغي فكرة الاستفتاء. فهو لا يتخلى فقط عن الاستفتاء بل رفض المطالبات باستقالته ودعا المعارضة الى التفاوض حول برنامج الانقاذ.
وقال بابندريو في اجتماع مجلس الوزراء الطارئ ان اجراء انتخابادت مبكرة سوف تجبر اليونان على الخروج من الاتحاد الاوروبي والنقدي مما سيكون له أثار مدمرة على اليونان ودول اوروبية اخرى. لقد تغير موقف بابندريو تماما و اعلن انه لم يفكر ابدا في اجراء استفتاء لكنه كان يريد موافقة اليونان على خطة الانقاذ الأوروبية مما يساعده في كسب الثقة من البرلمان.
لكن الموقف لا يزال متميعا. وسوف يظل مستقبل اليونان في الاتحاد الاوروبي غامضا طالما ظلت السياسات اليونانية متميعة. هذه السلسة المذهلة من الاحداث تثير سؤالا مهما وهو هل من الافضل أن تظل اليونان في الاتحاد الاوربي ام تخرج منه. الحكمة التقليدية تقول ان خروج اليونان من الاتحاد النقدي كارثة فاذا خرجت اليونان من الاتحاد سوف تخسر خطة الإنقاذ وقد تفلس مما يرسل موجات عنيفة في النظام المصرفي الاوروبي والأسواق المالية العالمية. وقد ينهار النظام المصرفي اليوناني بينما لا تستطيع الحكومة المفلسة ان تدفع المستحقات المالية عليها. وافلاس اليونان بالنسبة للاتحاد الاوروبي سوف يثير موجة من خروج الأعضاء الاخرين من الدول ذات الاقتصاد الضعيف التي تعاني و مشكلة ديون ايضا.
سيقول البعض نتبع الخطى اليونانية. باختصار سيكون الأمر فظيعا. لكن هناك سيناريو آخر. اذا خرجت اليونان ستفقد خطة الإنقاذ لكنها سوف تكسب السيطرة على اقتصادها مستقبلا. وبعودة اليونان الى عملتها الاصلية يمكن أن تشق أثينا طريقها لتحقيق مزيد من التنافسية عن طريق عملة منخفضة القيمة وهو امر لا تستطيع ان تقوم به في ظل العملة الموحدة.
وبدلا من معاناة اليونان تحت رزح التحكم الألماني بالإصلاحات والتقشف يمكن أن تضغط اليونان الى الامام بإعادة هيكلة للديون السيادية ، وهي الخطوة التي لا يريد بقية الأعضاء في الاتحاد أن تقوم بها اليونان. و لايعني ذلك أن أيا من هذه الخطوات سوف تكون غير مؤلمة لكن الخروج من الاتحاد النقدي قد يعطي اليونان الفرصة الافضل في وقف السقوط الاقتصادي السريع والعودة الى النمو الصحي، على الأقل في فترة معقولة من الوقت.
تعليقات