معركة كاظمة بين الأمريكان و الفرس

عربي و دولي

3052 مشاهدات 0


بدل أن يرسله القاضي لاصلاحية الفتيان الجانحين بعد سرقته لمعطف زبون من مطعم في نيويورك،أختار جيمس مايلود الانضمام للبحرية الاميركية،وكان أحد زملائي خلال السنوات الاربع التي قضيتها في قاعدة فتنورا البحرية.وقد أحببت روح التمرد في مايلود الذي كان نتاج عصر رونالد ريغان نفسه كثير الشغب و الشجار.وأقتربت منه أكثر منذ أن خلصني من سوانسن إبن القسيس المعمداني الذي حاول أن ينتزع مني بإلحاحه أن أصدق بعقيدة الثالوث. لكنني لم أجد جيمس ضمن كتيبة NMCB5 التي شاركت في حرب تحرير الكويت،ثم سألت عنه دون جدوى الجنود الذاهبين للعراق عن طريق الكويت.  لكن نهاية هذا العام ستنهي تواجدهم في العراق،وسيتوقف البحث عن مايلود.فالادارة الاميركية تعتزم كبديل لذلك تعزيز وجودها العسكري في الخليج عبر نشر قوات قتالية برية و بحرية وجوية في الكويت تكون قادرة على التعامل مع أي إنهيار أمني هناك أو مواجهة مع إيران ،عبر خطط لتوسيع العلاقات العسكرية مع دول مجلس التعاون.

إن من أكثر ما يلفت نظر المراقب ويستحق التقييم والمتابعة هذا الشهر هو الانتقال العسكري الاميركي للكويت،و لن نروج هنا لجدوى التواجد الاميركي فهو أحدى دوائر الامن التي تضمها إستراتيجية الدفاع الكويتية،ورغم إيماننا بجدوى الاتفاقيات الامنية التي وقعتها دول الخليج ،إلا ان ذلك لايمنعنا  من القول انه قرار يتحوي على كم هائل من العقد مما يفتح المجال لجملة من الملاحظات :


1-سيتبع الانكسار الاميركي في جولة مفاوضاتهم مع العراقيين، محاولة ملء فراغ  إقليمي لن يخلقه إعادة انتشار القوات من معسكر فيكتوري الى معسكر عريفجان الذي يبعد عنه 600كم  فقط، بل فراغ حدث جراء سوء الادارة الاميركية في العراق خلال السبع سنوات العجاف الماضية التي كلفت 850مليار دولار  و4400قتيل .


2- بعد أن ربتْ على  رؤس  العراقيين إستحسانا لطردهم الاميركان ،صرح علي أكبر صالحي في بغداد ان التعزيزات الاميركية في الكويت ليست عقلانية، وهم يتبعون نهجا غير حكيم و يفتقدون الى العقلانية. فهل فهمنا ما قاله وزير الخارجية الايراني،أم نترجم  تصريحة بتصريح مقتدى الصدر ' أنه اذا بقي الامريكيون في العراق من خلال وجود عسكري أو غير عسكري فانه سيعتبر ذلك 'احتلالا' يجب مقاومته مهما كان الثمن. ' أم أننا  مقبلين في المنطقة  في كل الاحوال على جولة  جديدة من الجنون؟


3- ستصبح الكويت جبهة المواجهة بين إيران والولايات المتحدة،لكون الانسحاب بمثابة فتح باب أمام النفوذ الايراني في العراق وتعزيزه. وطبقا لمبدأ إستثمار الفوز ضمن مبادئ الحرب السبعة، يعد الانسحاب إنتصار ستستغله طهران لتسليح ودعم الميليشيات الموالية لها،حتى تكون بمثابة قوات الاستطلاع وحرس أجنحة للجيش الايراني الذي توفر له جسر بري لجزيرة العرب حرم منه منذ معركة كاظمة التي جرت في أرض الكويت623م .


4- لقد قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى ان ايران هي أكبر تهديد للولايات المتحدة ولمصالحها ولأصدقائها في المنطقة متجاوزة تنظيم القاعدة.فهل تستغل طهران ورقة الوجود الاميركي في مفاوضات حقل الدرة نكاية بنا؟وهل يتم إيقاض خلايا تجسس كانت نائمة بانتظار مثل هذا  اللحظة؟بل هل يعيد وكلائها في العراق فتح ملف ميناء مبارك بالكاتيوشا والذي أغلق رسميا.


5- إنتهج البنتاغون قبل عقدين مبدأ الدفاع بالشراكة بدل الدفاع بالنيابة، بما تشمله تلك العقيدة من بيع وتخزين للاسلحة المتطورة دون قفزة عملياتية تذكرفي منظوماتنا الدفاعية . ويعيد هذا الهاجس عدم إتضاح الرؤية حيال هيكل التواجد الذي سيشمل من الكويت شراكات تدريبية مع جيوش الخليج، حيث كانت هناك إشارات لبناء حلف أمني متعدد الأطراف، وأخرى الى أنه لن يكون ناتو جديد،فما الرابط بينه وبين التواجد في بقية دول الخليج ؟وهل سيكون كمبادرة إسطنبول 26 +1،وليس 26+6 .فلماذا لا يكون درع الجزيرة +1 ؟

بقى أن نشير الى أن سماحة الإمام الخميني في نضاله ضد الشاه، وقف عام 1962م في وجه الحماية القانونية التي كان يتمتع بها الجنود الامريكان في إيران،حيث كانت غطرستهم وقود حقد جعلهم أسرى سفارتهم444يوم،وبنفس النهج رفضت حكومة المالكي إعفاء القوات الاميركية الباقية من الخضوع للقوانين العراقية. ولسنا هنا في باب خلط سياقات الحديث للوصول الى التضليل،لكن تمتعي بحق الحماية من الخضوع للقوانين الاميركية لحصولي على 'فيزاA2  'الدبلوماسية المحدودة طوال تواجدي كعسكري مع البحرية الاميركية؛ ورغم ماتفرضه الصداقة من وفاء ومعاملة بالمثل لحلفائنا؛ إلا ان آخر شخص أود أن أراه على الدائري السابع في الكويت على عربة همفي برشاش 60ملم هو زميلي السابق مثير الشغب جيمس مايلود متمتعا هو ومن هم على شاكلته بحق الحماية،غير عابئين بقوانين البلد المضيف في غياب كاميرات ويكيليكس .

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك