Love Chemistry.. كيمياء الحب
منوعاتنظرة فابتسامة.. فسلام فكلام.. فموعد.. فلقاء.. فحب
نوفمبر 7, 2011, 8:47 م 5762 مشاهدات 0
لطالما سمعنا كلمة Chemistry أو 'الكيمياء' بين المحبين، إن في حال فشل علاقاتهم العاطفية أو نجاحها كقولهم: 'لا يوجد Chemistry بيننا.. لهذا السبب انفصلنا، أو هناك Chemistry غريبة بيننا قرّبتنا من بعض ومتّنت علاقتنا'..
لماذا نحب؟ وكيف نحب؟ ولماذا هو أو هي بالذات؟
لماذا نظرة فابتسامة.. فسلام فكلام.. فموعد.. فلقاء.. ثم يحدث هذا الحب مع هذا الشخص بالذات وليس مع غيره؟
كل عواطف الإنسان وانفعالاته,إنما هي عملية كيميائية تحدث نتيجة لمنبّه معين, تنتج عنها موجات كهرومغناطيسية تؤدي إما الى التجاذب أو التنافر. فمن خلال نظرة عين أو لمسة من نوع خاص تشعر بها اليد,أو من رائحة عطر ذكية تخترق الأنف, أو صوت ساحر يصل القلب من خلال الآذان.. من خلال هذا أو ذاك من الحواس, تحدث للإنسان تغيرات كيميائية معيّنة تجعله يعيش وقتاً سعيداً، وقد جرت العادة لحظتها أن ينسى المحبّون كل المعادلات والقوانين التي تحجب الرؤية عن عيوب كثيرة لا يتمّ الإلتفات إليها إلا بعدما تخمد شعلة الحب، وأجمل ما قيل في ذلك، هو ما قيل قديماً في الموروث الشعبي: ' الحب أعمى'، لأنه يستطيع أن يجمع رجلا قبيحاً بامرأة فائقة الجمال، أو حتى معدماً بفتاة من طبقة الملوك، دون أن يعرفوا سبب ذلك، لكن علماء انتهوا في أبحاثهم إلى أن الإنسان حينما يحب، تتعطل أجزاء دماغه المتحكّمة في التفكير وتنشط المناطق المسؤولة عن العواطف، ومنهم من نفى وصف الحب بالأعمى ووصفه بأن له أعين وملامح ترجع لتداخل عدد من الهرمونات عند رؤية الفرد لمحبوبه.
تختلف مواده لتجذبنا الى الزواج
لكن عندما اتفق العلماء على أن الحب ظاهرة دماغية في الأساس، اختلفوا في تحديد مسالكه، نقصد القنوات العضوية التي يسلكها للوصول إلى الدماغ، وفي هذا الإطار يمكن أن نتحدث عن ثلاث نظريات:
الحب بالشمّ، الحب بالنظر والحب بالسمع
1- الحب بالشم.. ممكن أن يكون بطعم العرق أيضاً!
بعد أن عاد منتصراً من إحدى معاركه, وفي الطريق، أرسل نابليون بونابرت رسالة إلى زوجته جوزفين, طالبا منها أن تكون في استقباله, مناشداً إياها ألا تستحم, وقد كان هذا الطلب الغريب في تلك الرسالة القصيرة, بداية لاكتشاف علمي توصّل إليه العلماء حديثاً, وهو أن لكل إنسان رائحة جسد مميزة تجعله ينجذب لشريكه الآخر.
نعم.. للحب رائحة وللمحبوب عطر يميّز، ليس في حضرته وحسب، بل في غيابه أيضاً، تماماً كملامح وجهه.. ورائحة الحبيب لا تكون ذات مفعول حضوري فقط، بل هي ذات ذاكرة قوية. علاقة الشمّ بالذاكرة أيّدها العلم مؤخراً، فأنت لا تستطيع أن تشمّ إلا إذا استدعيت تلك الرائحة في ذاكرتك أولا.. فتنشط الرائحة..
ليس عطر الحبيب فقط بل عَرَقهُ، فالحب ممكن أن يكون بطعم العرق! فقد أثبتت بعض البحوث العلمية أن صنفاً من النساء ينجذبن للروائح القوية، خصوصاً في فترات الحمل، وصنفاً آخراً منهن ينجذبن لروائح مشابهة لرائحة آبائهن.
الحب بالفيرومون
قد يبدو متعذراً لكثير من المحبين إقناعهم أنهم سقطوا صرعى الحب بأنوفهم، ليس لأنهم تأثروا بروائح طيبة، وإنما بسبب جزيئات دقيقة، لا رائحة لها، جعلتهم يركضون خلف أحبائهم بإعجاب كبير. تستطيع نظرية الحب بالفيرومون، أن تثبت لهم تورّط أنوفهم في مصابهم.
كيف نحب بالفيرومون؟
العطر العجيب لجلب الحبيب
يفرز جسم الإنسان مواد كيميائية، تستطيع أن تثير اهتمام الآخرين من الجنس المقابل وتحرّك رغباتهم، عبر توظيف حاسة الشم بين الفيروموناتLes Phéromones ، المواد الكيميائية التي يفرزها جسم الإنسان ، ليستقبلها أفراداً آخرون من النوع نفسه. وبعد تجارب كثيرة في الميدان، أكّدت الدراسات أن الإنسان يوظف أنفه أثناء اختيار شريكه، و قادت نظرية الحب بالفيرومون البحث العلمي إلى أحضان المؤسسات التجارية، وكانت النتيجة أن تمّ تصنيع عطر مدعم بالفيرومونات ممزوجاً بزيوت محدّدة لصنع رائحة من شأنها أن تجذب إليك الرجال سيدتي دون عقول.
الحب بالنظر..
الحب ليس أعمى.. لكنه مصاب ببُعد النظر
أكّدت دراسة حديثة أن رؤية امرأة جميلة تثير شعوراً بالبهجة في مخ الرجل يماثل الشعور الذي يحسّ به جائع لدى تناول وجبة شهية أو مريض لدى تعاطي قرص دواء.
إن العين هنا تلتقط صورة المرأة، ملامح وجهها أو شكلها وهيأتها، أو أي جزء مثير فيها، ثم تبعث بالرسالة إلى الدماغ الذي عليه أن يقرّر موقفه النهائي، إما بالإعجاب وإما بالكراهية.
الحب بالسمع.. والأذن تعشق قبل العين أحياناً
غالباً ما نقول أن هذه الفتاة تملك صوتا ًجميلا، أو هذا الفتى يملك صوتاً رخيماً، وليس ذلك إلا لأن هذا الصوت لقي ترحيبا ً في الدماغ من خلال ذاكرة تحتفظ بأصوات مميزة. هكذا ينجذب الرجل إلى المرأة، والمرأة إلى الرجل من طبيعة الصوت لاغير.
مراحل الحب:
- المرحلة الأولى: الانبهار.. أيّ مرحلة الدوبامين..أيّ كمال الحبيب من منظورك..
- المرحلة الثانية: الإكتشاف، وفيها تختفي الصورة المزيفة التي كنت تراها في مرحلة الإنبهار.
- المرحلة الثالثة: التعايش، أيّ مرحلة الأوكسيتوسين، والمعرفة الكاملة لعيوب الحبيب ومن ثم التكيّف والتعايش معها .
هذه المرحلة إن تجاوزها الطرفان بنجاح، تعني أقصى درجات الحب التي من الممكن أن تصل إليها العلاقة.
هذه هي العلاقة المثالية.. وليست مرحلة الانبهار فقط التي توهم بها الدراما..
هرمونات الحب للّذة وتسارع دقات القلب والعملية الجنسية والإخلاص.
الدوبامين.. هرمون اللذة .. والإعجاب سببه النورادرينالين ..
يفرز الدماغ هذا الهرمون بكميات معتدلة وثابتة في الوضع الطبيعي، حفاظاً على التوازن الذهني داخل الجهاز العصبي. إن الوقوع في الحب يدفع الدماغ إلى إنتاج كميات زائدة من مادة الدوبامين التي تقوم بتنشيط المستقبلات في الحال، فيشعر المحبوب وهو بين يديّ حبيبه، بنشاط لا يقاوم وسعادة غامرة، وما ذلك إلا بفعل هذا السحر العجيب المسمى الدوبامين. أما شدّة الإعجاب، فتحدث نتيجه إفراز موصلات عصبية كـ'النورادرينالين' تجعل القلب يزداد طرباً، فتزداد عدد ضرباته فنطير من الفرح وننسى طعم النوم.
السيروتونين.. يميل إلى اللذة الزائدة..
قد يتجاوز الضوابط الاجتماعية، في حال أفرز بكميات وافرة. إن الوقوع في الحب يزيد إفراز هذا الهرمون لتحقيق النشاط اللازم، خصوصاً لدى النساء اللواتي يوجد بنسب أقل لديهن. بذلك يساعدهن على تجنب الكآبة التي تلازمهن وتدفعهن في أحيان كثيرة إلى السقوط فريسة مرض الاكتئاب.
الأدرينالين والنورادرينالين
حين نفاجأ بموقف ما تحدث استثارة للجهاز العصبي الودّي الذي ينشط هذين المستقبلين من خلال الغدة الدرقية. لهذا غالبا ما يصاحب إفراز هذين الهرمونين احمراراً في الوجه وتسارع ضربات القلب وتعرّق الجسم. هذه الحالة كثيرا ما ترافق العشاق، سواء عند رؤية المحبوب أو سماع إسمه، أو الاجتماع به.
الأوكسيتوسين
هو المختصّ بالعناق والذي يدفع الإنسان ليحتضن من يحب, كما أنه يجعل الجنسين أكثر رقة ووداعة معاً.. إذ يعتبر هرمون الراحة النفسية والبدنية والشعور بالدفء والأمان. أثناء الوقوع في الحب تزداد كميات إفرازه ويبلغ مداه أثناء العملية الجنسية. كما أنه وراء الإحساس بالسعادة لدى الأزواج المتوافقين، لأن تلك الأوقات الحميمة التي يقضيها الرجل مع زوجته تساهم في تنشيط مستقبلات الفاسوبريسين.
الفاسوبريسين
هرمون الإخلاص. أو هرمون اختيار الشريك والمعروفة باختيار شريك واحد للمحب الذي يفرز كمية أكبر منه في مراكز التحفيز في دماغه.
أنت لم تهمس في أذني .. وأنما في قلبي
الأطباء ينصحون بأن تكون همسة الحب من جهة الأذن اليسرى، لأنها تقع تحت سيطرة المخ، موطن الحب والمسؤول عن التعامل مع النبرات العاطفية، فيرسل نبضات عصبية تثير خلايا المخ لإفراز كيمياء الحب الى الدم ثم الى اليد لتحية من تحب، والى القلب ليزداد نبضه، والى الأوعية الدموية في الوجه ليقول أن هذا هو المحبوب ..
قالوا: أنت لم تهمس في أذني..وإنما في قلبي..
كيمياء الحب تختلف عن كيمياء الزواج
علمياً هذا صحيح.. ففي مراحل الحب الأولى، تزداد نسبة مواد منها الدوبامين، أما العلاقات طويلة الأمد، فالدوبامين ليس كافياً لاستمرار الحب.
أما في الزواج فالموضوع يختلف، فالأزواج الذين يتميزون بعلاقة زوجية طيبة، لوحظ ارتفاع نسبة هرمون الأوكسيتوسين في أجسادهم. ما الذي يعنيه هذا؟ يعني ببساطة أن كيمياء الحب بأشواقه ولوعته مختلفة عن كيمياء الزواج، أيّ العلاقات المستمرة طويلة الأمد. هذا الكلام أهم مما نتخيل.. فنظرة البعض للزواج خاطئة من الأساس، خصوصاً ممن يبني فكرة الزواج على الانجذاب العاطفي فقط، على اعتبار أنه الحب، وهو ما تؤكده كل الأغاني العاطفية والدراما بشكل متكرّر، فحين يكبر الشاب وفي ذهنه هذه الفكرة عن الزواج، سيكتشف أن مادة الدوبامين ستنتهي سريعاً وتزول معها نشوة الحب، وكان لابد من مادة الأوكسيتوسين كي تتحمل العلاقات طويلة الأمد.
تعليقات