هيلة المكيمي تتحدث عن اختطاف نورية والطبطبائي!!

زاوية الكتاب

كتب 653 مشاهدات 0



 


اختطاف نورية والطبطبائي!!
هيلة حمد المكيمي 

 
شهدنا أخيرا زيادة أخبار الاختطاف من قبل المسؤولين الكويتيين، فمن ضمن تصريحات وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح وهي من التصريحات في مرحلة ما قبل الاستجواب حيث نأمل ألا نقرأ تصريحات شبيهة في مرحلة ما بعد الاستجواب فالكل غير مستعد للعودة الى مربع الصفر- تصريحها بان «وزارة التربية اختطفت وانا نورية- أعدتها لأصحابها»، وصرح اخيرا النائب د. وليد الطبطبائي بان وزارة الصحة أيضا مختطفة من قبل مجموعة من الفاسدين وهي بحاجة لمن يعيدها الى أصحابها.

كان المسؤولون والمحللون الأميركيون أول من استخدم مصطلح الاختطاف، على اثر حادثة الحادي عشر من سبتمبر واختطاف الطائرات من قبل عدد من الخاطفين العرب وتفجيرها في مبنى التجارة العالمية في نيويورك، حيث كثرت التحليلات الأميركية آنذاك بضرورة عدم السماح لمثل هذه الحادثة بان تهز قيم ومبادئ المجتمع الأميركي والا نسمح للارهابيين باختطاف أميركا بالابتزاز والارهاب، وكردة فعل حول الضرر الذي ألحقته تلك الحادثة بسمعة المسلمين، فقد كتب العديد بان هؤلاء الخاطفين والارهابيين لايمثلون الاسلام بل ان الاسلام مختطف من قبل تلك القلة، بعد ذلك ما انفكت التحليلات والتصريحات تستخدم مصطلح الاختطاف، وقد يكون أخرها تصريحي الوزيرة نورية والنائب الطبطبائي!!

كما نعلم بان عملية الاختطاف ترمز الى جملة من الممارسات اللاخلاقية كالغدر والتنكر والمهادنة ومن ثم الانقضاض والترويع والابتزاز والتي قد تنتهي الى الافراج مقابل مساومات ومكتسبات ولاسيما اذا كان من هو على الطرف الآخر محترفا في التفاوض مع الخاطفين من اجل ضمان سلامتهم بمقابل مادي او قد يكون محترفا في انقاذهم بسياسة الانقضاض على طريقة هوليوود والتي قد تؤدي الى النجاح او الفشل.

واذا كان قطاعا التربية والصحة بالفعل مختطفين فنحن نعيش كارثة حقيقية لان كليهما يعتبر العمود الفقري الذي تقوم على أساسه الدولة، مع ما يصاحب عملية الاختطاف من الممارسات اللاأخلاقية الآنفة الذكر، فهل يعني ذلك ان طريقة التعاطي من قبل العاملين في كلتا الوزارتين تتم بأجواء الغدر والتنكر والمهادنة والترويع والابتزاز والانتقام!!

فالوزيرة نورية والنائب وليد الطبطبائي يجمعهما قاسم مشترك وهو ان كليهما يقوم بدور المنقذ، ولكن على ما يبدو فان الوزيرة بعد الاستجواب قد تكون نجحت في عملية الانقاذ الا ان النائب الطبطبائي لايزال رهائنه مختطفين ولاسيما انه هو من قام باستجواب وزير الصحة السابق ويلوح باستجواب الوزير الحالي.

حجم التجاوزات في مختلف وزارات الدولة بلغ حدا كبيرا يحتم ضرورة مراجعة اصلاح الجهاز الاداري وآلية العمل الحكومية من اجل ان نؤصل طبيعة العمل المؤسسي وبالتالى لا نحتاج الى وزراء او نواب يحملون العدة من اجل الدخول في عملية تحرير رهائن قد تكون غير مأمونة النتائج . فاذا كان هناك نائب يرى ان احدى الوزارات مختطفة، فهناك وزير يعتقد أيضا ان وزارته مختطفة، بل ان بعض الكتاب يعتقدون ان الحكومة برمتها مختطفة من قبل بعض الكتل، وهناك من يرى أيضا ان الشعب الكويتي بأكمله مختطف من قبل المجلس الذي هو نتاج ذلك الشعب، وبالتالي فهل تحول المجتمع الكويتي الى عدد من الخاطفين والرهائن!!

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك