رأي اقتصادي في مؤتمرنا الاقتصادي

الاقتصاد الآن

المطوع: مؤتمرات كثيرة تنعقد بلا فائدة ترجى ولا حصيلة تذكر

997 مشاهدات 0


حفلة {زار} في الشيراتون

المؤتمرات وما أكثرها في الكويت، فلا يكاد يمر أسبوع على البلاد إلا ويكون هنالك مؤتمر تشارك به الدولة، وهذا بحد ذاته امر محمود أدعو له وأبارك قيام الحكومة به، انما المؤسف جداً ان تكون هذه المؤتمرات مجرد تصرفات شكلية لا تفيد المجتمع ولا تعمل على تطويره، فالمشاركون في الجلسات، كل سيلقي كلمته التي كتبها احدهم له، فتجده يتأتئ عند قراءة ورقته، مما يؤكد أنه أول مرة يطلع عليها، والأسوأ انه لن يعمل بما جاء في هذه الورقة التي اعدت للنشر الصحافي فقط، وليس للنقاش والبحث.

جاءت الديباجة اعلاه بمناسبة انعقاد ملتقى الكويت المالي الثالث في فندق الشيراتون، ولقد سبقه مؤتمران عُقدا على مدار السنتين السابقتين، فهل سيناقش المؤتمرون في مؤتمرهم النتائج التي توصلت إليها الجهات المشاركة على مدار سنتين منذ انطلاق المؤتمر الاول، سأراقب الوضع وأرى، ولكني لا أعتقد هذه النقطة ستكون محل نقاش او حتى ان تكون هنالك رغبة لسماع اي رأي في هذا الشأن، هذه المؤتمرات اثبتت انها مجردة من كل انواع التواصل بين الحاضرين، وما هي الا اشبه بحفلات الزار التي تدق بها الدفوف، وتشعل بها البخور بكثرة بهدف التغطية على رائحة الحشيش المشتعل والمستنشق بكثرة من قبل الحاضرين، بهدف تخديرهم وتحويلهم الى حالة من السعادة والانتشاء الكاذب بعد ان تخلصوا من ذكر او تذكر الواقع المحيط بهم، فانفصلوا عنه مؤقتا، وما ان ينتهي المؤتمر او حفلة الزار حتى يعود كل منهم الى قديمته حليمة في مكتبه الوثير غير مهتم بالمواطنين ولا بالوطن مادام هو يتسلم الراتب الكبير والبدلات والمميزات وغيره لا يجد ما يكافح فيه التضخم المصطنع وارتفاع الأسعار غير المبرر ويعاني من تآكل راتبه الحقيقي.

بالعودة الى ملتقى الكويت المالي الاول والى خطاب الافتتاح الذي ألقاه محافظ البنك المركزي الشيخ سالم الصباح بحضور سمو رئيس الوزراء، نجده يذكر توصيات منتدى بازل، ويذكر توصيات مؤتمر مجموعة العشرين في تورنتو، ويتناسى اي ذكر للقمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت بدعوة ورعاية من صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ واعلن بها صاحب السمو عن انشاء اكبر صندوق عربي للمشاريع الصغيرة وتبرع له بجزء كبير من رأس المال المقترح، هذا على الرغم من ان سعادة المحافظ جاء على ذكر ذات الاهداف، وهي مكافحة البطالة وغيرها، وهذا يثبت ان المؤتمرين ينسون بأسرع من البرق والضوء ما يتم في المؤتمرات التي يحضرونها، فهي اماكن للقاء والابتسام وإلقاء الكلمات والتصوير بالنسبة لهم كمحاضرين، وبالنسبة لنا كحاضرين بالمكان للتعرف على ناس جدد والكلام، ومن ثم الولوج للبوفيه اللذيذ (رغم أنني لست أكيلا ولكنه بوفيه لذيذ بحق، فعذرا سأنهي المقال لألحق على البوفيه).

والله عليم بذات الصدور.

محمد المطوع

المستقبل - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك