فولفجانج مونشو يعزو سبب فشل علاج الأزمة المالية الى تفكير الزعماء الأوروبيون باقتصاديات صغيرة مفتوحه في حين ان اوربا ذات اقتصاد كبير مغلق

الاقتصاد الآن

654 مشاهدات 0


 سياسة الرد على الأزمات في منطقة اليورو تعرضت لحالات فشل كثيرة لها سبب مشترك هو أن منطقة اليورو اقتصاد كبير مغلق. وكل أعضائها الـ 17 اقتصادات صغيرة ومفتوحة والزعماء السياسيون الذين يديرون المنطقة لديهم عقلية الاقتصاد الصغيرة المفتوحة جميعهم من دون استثناء. والخبراء الاقتصاديون الذين يوظفونهم يستخدمون في الغالب نماذج الاقتصاد الصغير المفتوح.

وفي الوقت الراهن يعتبر الفشل في الاستجابة لضرورات الاقتصاد المغلق الكبير القوة الكبرى الوحيدة التي تتسبب في الأزمة. فقد جلب لنا التفكير الخاص بالاقتصاد المفتوح الصغير حزم تقشف مالي غير منسقة. وكان لهذه البرامج مجتمعة أثر سلبي عميق على النمو، وهو أثر لم يكن جمهور الاقتصاد المفتوح الصغير قادراً على رؤيته، أو لم يكن مستعداً لرؤيته. فالتوقعات الخاصة بالنمو الاقتصادي وعجوزات الميزانيات جميعها كانت مفرطة في التفاؤل، لأن الحكومات فشلت في أخذ أثرها الكامل في الحسبان.

وليست اليونان وإيرلندا وحدهما تخطئان أهدافهما، بل إسبانيا وإيطاليا أيضا في الطريق إلى اللحاق بهما. وأتوقع حدوث ركود كامل في إيطاليا في العام المقبل، وزيادة إجمالية في العجز. وهكذا ستكون النتيجة الصافية للتقشف زيادة في الدين.

كيف أمكن لهذا أن يحدث؟ عندما وضعت الدول الأعضاء برامج تقشفية، افترضت أن العالم من حولها سيظل دون تغيير. وعقلية الاقتصاد المفتوح الصغير هذه لا تقتصر على الدول الأعضاء، بل المفوضية الأوروبية أيضا آمنت بشكل كامل بهذه الأيديولوجية. وبصفتها المؤسسة الوحيدة القادرة على تصحيح هذا النزوع إلى الاقتصاد الصغير، انتهى بها الأمر إلى تضخيمه. والأمر الذي تم تجاهله هو الأثر التراكمي لتلك البرامج على منطقة اليورو نفسها وعلى بقية العالم. لقد أصبحت منطقة اليورو اقتصاداً مغلقاً كبيراً وسياسات الاقتصاد الكلي أمر مهم.

وكذلك سياسات الاقتصاد الجزئي تهم. فإذا فرض الاتحاد الأوروبي قاعدة كفاية رأس المال على بنوك الدرجة الأولى بنسبة 9 في المائة على جميع البنوك الأوروبية، كما يجري بحثه الآن، فسيتسبب في صدمة شديدة على مستوى الاقتصاد الكلي في وقت يتجه فيه الاقتصاد إلى حالة من الانكماش، أو الركود.

ولست متأكداً من أنهم أجروا الحسابات اللازمة فيما يتعلق بهذا الأمر. إن الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين ليسوا من النوع الذي يسلم بنظرية استناداً إلى الدليل التجريبي. إنهم يعزون فشل البرنامج اليوناني لعوامل خارجية خارجة عن سيطرتهم.

لذلك أجد نفسي غير متفاجئ بأن نتيجة برنامج تقشف فاشل هي برنامج تقشف آخر. ويمكن تلخيص معضلة منطقة اليورو على النحو التالي: بينما يعتبر مجموع الاقتصادات المفتوحة الصغيرة الـ 17 اقتصاداً مغلقاً كبيراً، فإن مجموع صناع سياسة الاقتصاد المفتوح الصغير الـ 17 هو 17 صانع سياسات اقتصاد مفتوح صغير يعززون بعضهم بعضاً.
 
 

البيان الإماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك