والدة وحش حولي: «عايزة أشوف ولدي قبل ما يموت»

 ـ بالدموع روت والدة حجاج (وحش حولي) مشاعرها إثر إبلاغها بحكم المحكمة بإعدامه، وحلمها رؤية ولدها قبل إعدامه لأنها ـ على حد قولها ـ تموت مائة مرة في اليوم..فقبل أربعة شهور تناقلت الفضائيات والصحف خبر «القبض علي شاب مصري متهم باغتصاب ١٨ طفلا في الكويت».. دارت الدنيا برأس الأسرة البسيطة، فقدت القدرة على التصرف وانتظرت أخبارا جديدة عن براءة ابنها أو خطأ في اسمه ولم يحدث..

وعصر الثلاثاء الماضي زادت أحزان أسرة الشاب حجاج عادل محمد السعدي «٢٧ سنة».. عندما جاء الأسرة خبر أكثر صدمة من خبر ضبطه وتورطه في جريمة أخلاقية.قضت محكمة جنايات الكويت بإعدام حجاج عادل السعدي لاتهامه باغتصاب ١٨ طفلا في محافظة حولي الكويتية، بعد أن أثبتت التحقيقات والتحريات والتقارير الطبية إدانته.. سقطت الأم تصرخ بأعلى صوتها عندما جاءها اتصال تليفوني:أيوه أنا أم حجاج..

ولدي هيتصل بعد الجلسة.. أنا حاسة إنه بخير.. يأتي الرد من الطرف الثاني:«المحكمة قررت إعدام ولدك» توقفت كلماتها ثم سألت:إعدام إيه.. يعني هيموتوه.. انطلقت الصرخات وألقت الأم بسماعة التليفون من يدها.. وتجمع الجيران يقدمون عبارات الصبر: «شدي حيلك.. والنبي الواد غلبان وربنا مش هيسيبه.. برضه ولدنا يعمل كده.. »

بالدموع روت والدة حجاج السعدي لـ 'المصري اليوم' تفاصيل الأيام الأخيرة بعد الحكم الذي صدر بحق ابنها الأكبر.. دون أن تشاهده منذ ٣ سنوات.. قالت:أعرف الإعدام يعني إيه.. هما هيعملوا كده في ولدي حجاج.. بس أنا ولدي بريء ومتربي صح وميعملش كده خالص..

أنا في الأيام الأخيرة كنت أشوف «حجاج» في أحلامي.. كان ييجي وكأنه بيطمني :يا أمه أنا راجع.. أنا راجع قريب، في الأول فرحت:«بشري خير».. لكن بعد الحكم أنا حسبتها.. قلت ممكن معني الكلام ده إن الواد يعدموه ويبعتوه في صندوق يبقي هو ده الحلم.. أنا مقدرش أعيش من غير «حجاج»..

ده ولدي«البكر».. يعني معقول في بلد صغيرة زى ما قالي أبو حجاج قد الأقصر وتحصل فيها ١٨ جريمة كده، وحكومة هنا مش عارفة توصل وبعدين يقولك: ده حجاج ولدي عملها.. أنا لبست أسود من يوم ما عرفت الخبر.. وباموت ١٠٠مرة في اليوم.. مش حاسة بطعم «اللقمة» ولا «شوية المية».. جه العيد الصغير والكبير واحنا قافلين الباب، يعني ممكن نقول في عزاء..

كنا ننتظر عودة «حجاج» ليتزوج من بنت خالته وجه الخبر السيئ اللي قلب علينا الدنيا.. بعنا فدان ارض، هو ده حيلتنا.. مفيش بعد كده غير البيت.. وبعتنا٧٠ ألف جنيه للمحامي بتاع حجاج، قلنا يارب الواد يطلع بريء.. وفي الأيام الأخيرة كانت ظروفنا وحشة.. ابني الثاني في الجيش وأبو حجاج دور (بحث) على شغل وربنا يكرمه..ودخله يادوب يكفي المصاريف.

لا.. أنا نفسي وأملي أشوف ولدي قبل ما يعدموه.. و دلوقتي مش عارفه اعمل ايه.. أنا أسافر أزاي.. مفيش فلوس ولا حاجه.. يعني أموت نفسي علشان أموت قبل ما أشوف ولدي جثة في صندوق.. عايزة أسافر الكويت وآخد ولدي في حضني.. وأطمن عليه.. ده صعب علي مصر.. طيب هو الريس مش يقدر يسفرني علي الكويت.. ولا الريس ميعرفش حجاج ولدي.. أنا حاسة روحي هتفارقني لو مسافرتش لولدي.. خايفة يموت قبل ما أشوفه أو أنا أموت.