الاتجاه إلى الدول الآسيوية يفتح المجال أمام تحسين الخيارات المطروحة للاستثمار خصوصا في ظل تهديدات طالت الاسواق العالمية هكذا يرى عبدالعزيز القناعي

الاقتصاد الآن

353 مشاهدات 0


اقترح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في كلمته أمام أعمال المنتدى التاسع لحوار التعاون الآسيوي والذي عقد في طهران في شهر نوفمبر من العام الماضي «تأسيس اتحاد آسيوي تؤدي في ظله جميع الحكومات والشعوب دورها الفاعل في ادارة العالم». فالاتحاد قوة، ولاشك بمدى مصداقية هذه العبارة، فما تواجهه الدول الآسيوية كل عام من تحديات سياسية واقتصادية تهدد بشكل كبير وجودها واستمراريتها وفق المنظومة الدولية يلقي بظلاله على التحركات الاجتماعية لتلك الشعوب مما يؤثر بشكل أو بآخر عليها وعلى الأسواق العالمية، ومؤخراً انتهت أعمال المنتدى العاشر لحوار التعاون الآسيوي والذي عقد في الكويت بدايات الشهر الحالي، ويذكر ان منتدى حوار التعاون الآسيوي تأسس في 23 يونيو عام 2001 باقتراح من تايلند، وهو يعتبر أول كيان آسيوي دولي يهدف إلى ضم جميع الدول الآسيوية، ويضم في عضويته حاليا 32 حكومة رسمية. فماذا تغير عن العام الماضي فيما يتعلق بمستقبل تلك الدول الآسيوية، ان رئاسة دولة الكويت للمنتدى لاشك أنها سوف تساهم كثيرا في دعم جهود النمور الآسيوية في التوجه إلى استكمال عافيتهم، لاسيما بعد الكوارث والمواجهات التي أصابت الدول الآسيوية وخصوصا الاقتصادية، فالكويت كشريك اقتصادي يعوِّل عليه الكثيرون لها القدرة على تحسين مناخ الاستثمار وفق تبادل الخبرات والمعلومات بما يتيح للدول الآسيوية استغلال الظروف والمناخ الحالي وذلك لتعديل أوضاعهم المختلفة.
ويحمل صاحب السمو أمير البلاد تلك النظرة الحكيمة لجعل الكويت مركزاً مالياً واقتصادياً، فالدول الآسيوية بحاجة إلى إعادة توزيع أنشطتها الاقتصادية وفي نفس الوقت تسويق قدراتها الثقافية والسياحية أمام رؤوس الأموال، فالاتجاه إلى تلك الدول الآسيوية يفتح المجال أمام تحسين الخيارات المطروحة للاستثمار، وخصوصا في ظل تهديدات طالت الاسواق العالمية، والناظر إلى ما تشهده الولايات المتحدة الأميركية من مظاهرات أمام «وول ستريت»، ووصول التغييرات إلى نيويورك وغيرها من المدن الأميركية الكبرى بسبب حالة الغضب من سياسة إفلات النخب المالية من العقاب منذ اندلاع الازمة المالية الكبرى قبل ثلاثة أعوام، جعلت من الكيانات الاقليمية أكثر قرباً وتفهماً لمصالحهم المشتركة، فالانكفاء - اذا صح لنا إطلاق هذا التعبير- هو السياسة المفضلة حالياً في التواصل ودعم المجهودات، والاتحاد الأوروبي مثال واضح في دعم دوله المتضررة كما فعل مع أزمة اليونان، وما يعالجه الاتحاد حالياً من أزمة منطقة اليورو، فالدول الآسيوية تحمل إرثاً حضارياً وثقافياً متشابهاً إلى حد كبير، وكل ما نحتاجه هو الثقة بامكانيات اكبر تجمع اقليمي للدول الآسيوية يقطن فيه قرابة 4 مليارات نسمة وبانتاج قومي يبلغ 22 تريليون دولار. لقد أصبح إعلان الكويت لعقد قمة للدول المشاركة في منتدى حوار التعاون الآسيوي خلال العام المقبل 2012 بمثابة البداية لتصحيح مسيرة القارة الآسيوية وجعلها كيان واتحاد له قيمة ووزن أمام الآخرين.

ارتكاز
قال نيكولاس كريستوف- الكاتب المعروف في نيويورك تايمز أن هناك قواسم مشتركة بين مظاهرات ميدان التحرير و«وول ستريت» حيث الطرفان الرئيسيان في الحالتين هما الشباب الذين يشعرون بمزيد من التهميش والغربة في مجتمعاتهم، ويرفضون النظام السياسي والنظام الاقتصادي القائمين، والمشترك الثاني هو الاستخدام الكثيف لـ«الميديا» الاجتماعية في الحشد عبر فيسبوك وتويتر.

الدار

تعليقات

اكتب تعليقك