90% من الشباب المواطنين في الامارات عليهم ديون، وإن أرقام الديون والقروض تهدد أمن المجتمع برأي مارلين سلوم
الاقتصاد الآنأكتوبر 25, 2011, 9:44 ص 1131 مشاهدات 0
تحسب وأنت تتجول بفكرك في “ثنايا” الحياة اليومية مستعيناً بمحدودية معلوماتك الأمنية وضيق أفقك الاجتماعي، أن ما يشكل خطراً على أي مجتمع لا بد أن يكون محصوراً في الانضباط الأمني والحالة السياسية ونسبة الجرائم والسرقات والمخالفات القانونية .
ومهما وسعت دائرة مخيلتك، فإنك لن تصل بها إلى إدراج الأحوال المادية للأفراد والتبذير المسرف للأموال، ضمن لائحة السلبيات التي تنتقل من إطار الخاص إلى العام، لتشمل المجتمع بأكمله، فتصبح القروض أو الديون أو البذخ آفة تهدد استقرار المجتمع . لكن حين تأتيك المعلومة على لسان مسؤول مثل رئيس شعبة الحالات الأسرية في محاكم دبي الدكتور عبدالعزيز الحمادي، يصبح للكلام وزن وقيمة يجب أن تتوقف عندها لتوسع من خلالها مداركك وتلتفت إلى أبعد من دائرتك الضيقة .
كيف لا تكون الحالة عامة والدكتور الحمادي يقول إن 90% من الشباب المواطنين عليهم ديون، وإن أرقام الديون والقروض تهدد أمن المجتمع؟ أي أن الظاهرة منتشرة وتشمل جيلاً من المفترض أنه هو الأمل في تحقيق رؤية المسؤولين للمستقبل، ومن المفترض أيضاً أنهم اليد العاملة التي بدأت تخطو نحو عالم الإنتاج بعزم الشباب وإرادته ورغبته في التطور والتطوير وإثبات الذات .
من الطبيعي أن نسأل فوراً عن مصير هذه الديون وأسباب لجوء الشباب إليها بهذه الكثافة، قبل أن نستغرب أو نطلق أحكاماً عشوائية على ما يفعلونه، لكن الحمادي يملك جواباً مُرّاً يفيد بأن ما بين 70 و80% من ديون هؤلاء الشباب أنفقوها على اقتناء الكماليات وليس الأساسيات، وعلى رأسها شراء السيارات . هنا اسمحوا لنا أن تتسع حدقة العين لتصبح كالدوارات التي تشهد سباقات جنونية لبعض الشباب المتهور الذي يتباهى بقوة سياراته لا بعبقريته . فلماذا يبدأ شاب حياته بالديون ويثقل كاهله من أجل اكسسوار وسيارة؟
من يعيش في هذه الدولة يحسد شبابها على رعاية الدولة لهم وعلى رؤية الحكام المستقبلية التي تفتح أمامهم أفقاً جديدة في كل المجالات، وتسهل عليهم الحياة الدراسية والعملية وتمد لهم يد العون من خلال صناديق تدعم مشروعاتهم الصغيرة وتشجعهم على تحقيق أحلامهم المهنية والعلمية والتجارية، وتتبنى ابتكاراتهم وتتعاقد مع المؤسسات التربوية الأجنبية لابتعاث أبنائها إلى الخارج لاستكمال تعليمهم . حتى من يحلم بالزواج والاستقرار، فصندوق الزواج يفرش له الورود وييسر الأمور .
هناك نماذج مشرفة من الشباب الإماراتي تبدع في العلم وتنشئ مشاريعها الخاصة وتنجح في الابتكارات أيضاً، فليت هؤلاء المديونين من أجل الرفاهية، يفهمون أن ما يتوفر لهم هنا يحلم بالحصول على نصفه شباب معظم الدول العربية، ويتوارثون هذا الحلم عبر الأجيال .
يتساءل بعض المديونين: وما دخل المجتمع بقروضي وبالطريقة التي أصرف بها أموالي؟ دخله أنك حجر في بنيان متكامل لكنك لا تدرك أن لوجودك قيمة في بلدك، وأنه بانتقال عدوى القروض من صديقك إليك أو بالعكس، تتراكم الحجارة ليصبح الحائط مائلاً ولا مجال لأن يتكئ عليه بلد أو مجتمع .
أسم الكاتب : مارلين سلوم
تعليقات