لماذا عاد ساركوزي بعقد وعاد بوش بنقد

عربي و دولي

هل تتيه أمريكا في الصحراء العربية، وتكون فرنسا قطاة الصحراء؟

531 مشاهدات 0



          في العاشر من هذا الشهر بدأ الرئيس الأميركي جورج بوش زيارة للمنطقة لا انتهت قبل أيام، وفيها زار إسرائيل وفلسطين والكويت والإمارات والسعودية ومصر، وشملت ملفات الزيارة القضية الفلسطينية والوضع في العراق والطلب الهائل على النفط و الملف النووي الإيراني و الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
 في فريق بوش كانت هناك وزيرة الخارجية كوندليزا رايس و إد جيلسبي المستشار في البيت الابيض.
            لقد أمطرنا الفريق الأميركي  بوابل من التهديدات بخطر ارتفاع أسعار النفط والإرهاب وضرورة حفر الخنادق لمقارعة جيراننا الإيرانيون في حرب قادمة تهمنا أكثر من الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي الوقت نفسه لم يستطيعوا أن يطلعونا على بصيص  ضوء خافت  في نهاية نفق القضية الفلسطينية ، ولا على ما يبشر بالتفاؤل   حيال جهودهم لتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفقاً لرؤية الرئيس بوش بهذا الشأن رغم جعجعته التي سمعناها في   مؤتمر أنابوليس. بل زادت إسرائيل من حدة هجماتها ومذابحها على الفلسطينيين، ففي الوقت الذي كان يجول فيه بوش الخليج، كانت غزة تغرق في بحر من الدماء وأبعد ما تكون عن السلام الموعود.
 كما لم نر أية خطط يعول عليها  لاستقرار الوضع في العراق وضرورة الحفاظ على سيادته وأمنه ووحدة أراضيه ،وقد واجهت الرئيس بوش مظاهرات في البحرين ، وانتقادات مؤدبة في الإمارات العربية المتحدة حيال مطالبة دول الخليج بضرورة معاداة ايران .
               وقد تزامن وصول الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة جولة للرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي الذي رافقه وفد ضم نحو عشرين من مديري كبار الشركات الفرنسية، منهم مديرة مجموعة أريفا النووية ومدير مجموعة توتال  النفطية.
جاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليبني قاعدة بحرية فرنسية في الإمارات العربية المتحدة ، وليسلم قطر معدات كهربائية بنحو نصف بليون يورو وليوقع اتفاقا على بروتوكول في مجال الطاقة مع رجال الأعمال في الرياض حتى قيل أن جولته  في الخليج ستسفر عن صفقات تبلغ قيمتها نحو 40 بليون يورو (ما يقارب 60 بليون دولار).
 
ويبدوا أن الأميركيين قد لاحظوا الخطوة الفرنسية في باب المبيعات الاقتصادية فأرادوا أن يحذوا حذوهم، فأعلن البيت الأبيض إبلاغ الكونغرس الأميركي عزمه بيع صفقة سلاح ضخمة للخليجيين فانحصرت الخطوة في تدعيم خطوط الدفاع الأميركية ضد إيران، كما تزامنت مع تقارير صحافية عن استثمارات مالية خليجية في محالوة لإنقاذ كبريات شركات المال الأمريكية مثل ميريل لينش وسيتي كورب.
في مطلع الخمسينيات يتذكر جيل من رجال الخليج العربي كيف تحولت الإمبراطورية البريطانية بمعسكراتها ورجالها في المنطقة إلى شركة حراسة كبيرة تنحصر مهمتها في توفير الأمن لجنس جديد من الرجال المرحين كثيري الحركة والانجازات يقال لهم 'المريكان' ، استطاعوا حفر آبار المياه الى جانب كل بئر نفط يحفرونها ، وعلى يديهم تدفق الرفاه في المنطقة، وارتبط هذا الاسم بالطيبة و'الطبابة'، ففي الكويت لا علاج إلا عند المستشفى 'المريكاني' الذي بني بدايات القرن الماضي. ثم ارتبط اسم أمريكا في التسعينات بالدولة التي حررت الكويت-على الأقل خليجيا، لكن هذه الصورة انقلبت رأسا على عقب، وتحول اسم أمريكا في المنطقة مرادفا لإسرائيل والظلم، منذ أن أصبحت أمريكا حامية حمى إسرائيل دون هوادة في عقد الستينات.
 
هل نشهد حاليا بداية ضياع الاميركان  في صحراء العرب، ونجاح الفرنسيون في استعادة قاعدتهم التي فقدوها في الخليج العربي قبل 200عاما عندما أخرجهم البريطانيون من عمان إلى جزيرة موريشيوس عام 1810م، وهل تاه الأمريكان في الصحراء العربية بعد أن كانوا قطاتها التي دلت العالم على مناجم الذهب الأسود في الاربعينيات من القرن الماضي؟ الإجابة في معطيات الأمر الواقع!!

 

فايز الفارسي-الدوحة-تحليل

تعليقات

اكتب تعليقك