الفريق اول احمد الرجيب يطالب الدولة باستخدام أموال صندوق الأجيال القادمة لتدريبها وتأهيلها
الاقتصاد الآنأكتوبر 23, 2011, 1:21 ص 982 مشاهدات 0
استكمالا للجزء الأول من هذا المقال، الذي نؤكد فيه انه لا خيار أمام الغيورين على هذا الوطن الغالي سوى الاهتمام بالشباب عدة المستقبل وصانعيه، بإعدادهم وتأهيلهم ككوادر بشريه وطنية لا ينقصها الفكر المبدع ولا السواعد القوية ولا العزيمة، ينقصها فقط الاهتمام بها، وتوجيهها الوجهة الوطنية نحو تحمل مسؤولية المستقبل.. وفي رأيي ان كل ذلك ممكن، متى ما وضعت استراتيجية إعداد وتنمية الكوادر البشرية الوطنية التي أشرت اليها في الجزء الأول من هذا المقال موضع التنفيذ، ولتبيان كيفية تنفيذها على ارض الواقع، لنأخذ بعضا من المشاريع الاستراتيجية في خطة التنمية.. مثل ميناء مبارك الكبير والسكك الحديدية والمشاريع الصحية، اذ المعروف ان تلك المشاريع ستأخذ بين 4 و5 سنوات لتكون ملء السمع والبصر، وهي مدة كافية لإعداد العناصر والكوادر البشرية الوطنية الكويتية لإدارتها وللعمل في جميع مجالاتها المتعددة والمتخصصة.
ان الخطوة الأولى لتحقيق ذلك (ان توفرت إرادة التنفيذ)، هي تحديد علمي دقيق لاحتياجات كل مشروع من تلك المشاريع من العمالة في جميع المجالات والتخصصات الإدارية والفنية والمهنية والحرفية.. ومن ثم تحديد الدول المتقدمة والتي لديها جامعات ومعاهد فنية لها باع طويل في إعداد العناصر البشرية للإدارة والعمل في مثل تلك المشاريع، والاتفاق معها لاستقبال الأعداد المراد إعدادها وتأهيلها إعدادا علميا وفنيا وتقنيا لإدارة المشروع الذين سيبتعثون من أجله.
الخطوة الثانية هي اختيار الأعداد المطلوبة لكل مشروع من خريجي الثانوية العامة المتفوقون لإعدادهم في الجامعات، والآخرون يتم إعدادهم في المعاهد الفنية والمهنية.. وأرى ان تلك المشاريع ستستوعب سنويا اعداد خريجي الثانوية، بعد إعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم تأهيلا علميا وفنيا وتقنيا لإدارة كافة اعمال المشروع بكفاءة عالية..
والخطوة الثالثة والتي يجب ان تكون لها الأهمية القصوى والتي يجب ان ينظر الى تحقيقها بكل الاهتمام، هي تحويل تلك المشاريع بعد استقرارها ودوران عجلة الإنتاج فيها.. الى شركات وطنية مساهمة، ويكون للشباب العامل فيها النصيب الأكبر من أسهمها، بشرط ان يظل يعمل بها عاملا على تطوير مستويات الانتاج فيها.
أعلم ان هناك من سيقول ان تحقيق ذلك من المستحيلات، والمتفائل سيقول ان ذلك صعب التحقيق، وأنا أقول انني أتحدث عن المستقبل.. أتحدث عن الوطن ومستقبل شبابه من الجنسين .. واني هنا أذكر (بضم الألف) بأن الوفرة المالية الحالية لن تدوم، والنفط سلعة نابضة.. والمشاريع التي تفكرون في إنشائها اليوم والتي يفكر البعض في جلب العمالة الوافدة للعمل فيها هي ملك للشعب الكويتي، فلماذا لا نعد أبناء الشعب الكويتي للعمل بها وإدارتها من الألف إلى الياء بعد إعدادهم وفق ما تقدم؟
سيقول قائل حسن النية: ان الصعوبة في تحقيق ما طرحت هي في عدم توافر الميزانيات اللازمة لابتعاث الأعداد المطلوبة لإعدادها وتأهيلها سنويا والتي ستكون بالآلاف.. الجواب على ذلك سهل، ونبدأ بسؤال ما الحكمة في ان تظل أموال صندوق الأجيال القادمة تحت رحمة من يستفيد منها من الدول الأجنبية؟ لماذا لا يتم استثمار بعض من تلك الأموال في الكوادر البشرية الكويتية؟ في تعليم شباب الكويت وإعدادهم ليكونوا مواطنين منتجين يقدرون قيمة العمل وقادرين على مواجهة صعوبات ومتطلبات المستقبل الذي لا مكان فيه إلا للمؤهلين المنتجين؟
ان الأجيال القادمة ما هي إلا أولاد وأحفاد الجيل الحالي، فإذا لم نعد الأجيال الحالية للغد، فإننا حتما سنكون قد أضعنا فرص الحاضر، وأضعنا مستقبل شبابنا، ومستقبل أجيالنا القادمة. وسيكون مستقبل الكويت في غياهب المجهول.
تعليقات