مراسم عاشوراء في البحرين تنتقل من التقليدية إلى التطوير
خليجيبفعل رجال الدين الشباب
يناير 17, 2008, منتصف الليل 1322 مشاهدات 0
للأيام العشرة الأولى من شهر محرم، نكهة مغايرة في البحرين، حيث تحيي جميع القرى والمدن التي يتواجد فيها المسلمين من أتباع المذهب الشيعي هذه الأيام بمواكب العزاء التي تطوف بالشوارع الرئيسية لتلك المناطق، وذلك إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي مع عدد من أهل بيته في واقعة كربلاء عام 61 للهجرة.
وتكتسي تلك المناطق بالسواد تعبيراً عن حزنهم مقتل الإمام الحسين في اليوم العاشر من محرم، ومن الأمور المعتادة في البحرين أن يكون إحياء هذه الأيام بتخصيص كل يوم لأحد أصحاب الحسين الذين قتلوا معه في واقعة الطف، والتي تبدأ من الأول من محرم حتى الثامن والعشرين من شهر صفر التي تصادف ذكرى وفاة الرسول (ص).
وتنتشر في البحرين عدد كبير من الحسينيات والمآتم، خصوصاً في العاصمة البحرينية المنامة والتي تكون بمثابة التجمع المركزي لغالبية الشيعة في البحرين بعد الانتهاء من مراسم إحياء هذه الذكرى في قراهم، سيما وأن مواكب المنامة تبدأ في وقت متأخر من الليل ولا تنتهي إلا في الساعات الأولى من الفجر.
ويشارك في إحياء ليلة التاسع والعاشر على وجه الخصوص من العديد من أتباع المذهب الشيعي سواء في البحرين أو بقية دول الخليج التي يُحضر عليها الخروج في مواكب عزائية في الشوارع، حيث شهدت السنوات الثلاث الأخيرة مشاركة عدد من السعوديين، الكويتيين وبعض القطريين في هذه المراسم تتقدم يافطات تعلن بأن هذا الموكب هو موكب عزاء الكويت أو السعودية.
كانت القراءة الحسينية المعتمدة في أساساها على نعي الحسين وأصحابه في واقعة الطف، تسبقها محاضرات دينية تتركز غالبها على ملامسة الوقائع التي جرت في تلك الفترة، إلا أنه وفي السنوات الأخيرة، ومع ظهور عدد من المشايخ الشباب، فإن تلك المجال تحولت من شكلها التقليدي إلى محاضرات تناقش الأطروحات الفكرية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك السياسية، مما جعل جُل جمهورها من الشباب المتعلم، فيما لازالت بعض المآتم تستند على الأسلوب التقليدي والذي يحضرها غالباً كبار السن.
وعلى الرغم من وجود الأعداد الكبيرة من المشايخ الذين باستطاعتهم إحياء هذه الليالي، إلا أنه في الآونة الأخيرة شهدت معظم الحسينيات في المنامة على الوجه الأخص بالتعاقد مع مشايخ من العراق بالأخص، ويعزي بعض أصحاب المآتم هذا التوجه إلى قلة الأجر الذي يتقاضونه لقاء القراءة في المأتم. وتصل كلفة بعض المشايخ إلى ما يقارب العشرة آلاف دينار بحريني.
ومن جملة الفعاليات المصاحبة لإحياء هذه الأيام، تنظيم الصناديق والجمعيات الخيرية حملات للتبرع بالدم، وذلك تطبيقاً لفتاوى أحد المراجع الشيعية الذي حرم ضرب القامة أو ما يطلق عليه باللهجة المحلية (الحيدر) وهو ضرب الرؤوس بالسيوف، ودعا إلى الاستعاضة عن هذا الطقس بالتبرع بالدم سعياً لتوفير كميات كبيرة منه للمرضى المحتاجين لنقل الدم، كما ينصب المرسم الحسيني السنوي والذي يشارك فيه الرسامين المتخصصين في تصوير واقعة الطف والشخصيات المصاحبة للإمام الحسين.، بالإضافة إلى المجسمات والمسرحيات التي تعرض مجسدة للواقعة الطف.
ومن جهتها تساهم الحكومة البحرينية عبر الاستعدادات المكثفة التي تتخذها الأجهزة الحكومية لإنجاح ذكرى عاشوراء والتي تعبر حسب وصف تقرير لوكالة أنباء البحرين بأنها تجسد حالة الوحدة الوطنية والتماسك والتلاحم الاجتماعي التي تعيشها المملكة، فضلاً عن إجازة رسمية في التاسع والعاشر من محرم تعطل فيها جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة.
وتشارك وزارة العدل والشئون الإسلامية المآتم والحسينيات كل عام في إحياء هذا الذكرى من خلال عدد من الفعاليات المختلفة منها إقامة محاضرات وندوات وتسجيل برامج تلفزيونية وإذاعية تتناول الوقائع والحوادث التاريخية والدروس والعبر المستخلصة منها وتلقى الضوء على سيرة عدد من الشخصيات الإسلامية البارزة كما وتتعاون الوزارة مع المآتم والحسينيات من خلال تسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بدخول ضيوفها من المشايخ والخطباء من خارج المملكة للمشاركة في إحياء الذكرى.
تعليقات