الشراكة العملاقة وضياع الفرص

الاقتصاد الآن

619 مشاهدات 0

كامل الحرمي

إن إعلان الشراكة الإستراتيجية مابين شركة أرامكو السعودية و شركة داو الذي تم في الأسبوع الماضي عن إنشاء أكبر شركة لصناعة البتروكيماويات في العالم وعن بناء 26 وحدة كيماوية لانتاح مختلف المنتجات البتروكيماوية المتخصصة المتخلفة، بمبلغ 20 مليار دولار بين الشركتين ، سيحقق طفرة في صناعة البتروكيماويات في المملكة، وستؤثر هذه الشراكة على أداء الدول الخليجية المحيطة بها حيث ستحقق فوائد غير مباشرة نتيجة لهذه الشراكة العملاقة وذلك في مختلف الصناعات والتقنيات إضافة إلى خلق فرص عمل كثيرة.

ومن المؤكد أن هذه الشراكة جاءت نتيجةً لدراسات مستفيضة ولكن العنصر  الأبرز في هذه الشراكة هو الرؤية و الأرضية المشتركة للدخول في هذه المشاركة ' البليونيرية ' وكيفية اتفاق هذين العملاقين في تأسيس شركة مشتركة تدر عليهم أرباحا ملياريه سنويا , بل إن هذه الأرباح ستكون مباشرة بعد عام واحد من بدء الإنتاج  في نهاية 2016.

و لكن التساؤل هو 'ماهي هذه النظرة المشتركة !!؟

قد يكون طموح و رؤية كل منهما في التوسع و البقاء في المقدمة هو الهدف ، و لذا كان خيار المشاركة في سبيل تحقيق شراكة عملاقة غير قابلة للمنافسة في نفس المجال ، وهذا كان خيار أرامكو السعودية في التوسع في مجال البتروكيماويات لتخطو بخطوات مشابهة للشركات النفطية العالمية العملاقة مثل أكسون موبيل و شيفرون وشل و بي. بي. حيث دأبت لتكون متكاملة في صناعتها ابتداء من انتاج النفط الخام وتكريره و تسويقه و نقله وانتهاء إلى المشاركات الخارجية المشتركة في قطاع التجزئة , ولأن أرامكو كانت تريد الدخول في مجالات البتروكيماويات الواعدة ، كان اختيار شركة  ' داو' الأمريكية الأكبر في هذا المجال هو الخيار المناسب ، تلك الشركة صاحبة الخبرة العملاقة في الصناعة المتخصصة الدقيقة ذات الهامش الربحي العالي والتي تبتعد عن المجالات التي تحوز على عمالة كبيرة ومنافسات أكبر و تركز على على القطاعات المتخصصة مثل القصاطاعات الدوائية وقطاع التقنيات الدقيقة.

وجدت داو في السعودية و موقعها الاستراتيجي القريب من الأسواق الواعدة في آسيا فرصة ذهبية ولابد أن تتطلع الشركة إلى شراكة متينة وقوية ، خاصة في مستقبل صناعة النفط و البتروكيماويات وتدفقاته المالية.

نحن هنا في الكويت نبارك هذه المشاركة ونادمون لتعثر حظنا حيث كان بامكانننا إقامة شراكات أخرى مع هذه الشركة العملاقة التي بدأت معنا في عام 1992 بمشروع 'ايكويت' الأولى وساهمت في تأسيس شركتي بوبيان والقرين ببناء عدة وحدات بتروكيماوية , تلك المساهمة التي خلقت فرص عمل وساهمت في تقدمنا كثيرا في مجال البتروكيماويات حيث أصبحنا في مراكز متقدمة بين الدول العربية و دول مجلس التعاون الخليجي.

وبدلا من  التوسع مع شركة 'داو ' وبناء وإكمال ' مشروع ايكويت الكبرى ' و بدلا من التفاهم معهم و إنهاء الصراع القضائي المكلف، بدأنا نتوعدهم وتهديدهم إذا ما ربحت 'داو ' القضية وكان لها التعويض المالي المقدر ب 5 ر2 مليار دولار؟ 

ألم يكن من الأفضل لنا أن ندخل معهم في مفاوضات جادة لتخفيض قيمة الغرامة المالية حسب قرار وتوصية المجلس الأعلى للبترول ونشترط عليهم تنفيذ وبناء مشروع ايكويت 3.

ألم يكن من الأفضل لنا أن نعمل لبناء قطاعنا البتروكيماوي وذلك بالتعاون مع عملاق الصناعة في هذا المجال.

أليست لغة الحوار هي الأفضل كما أن لغة الشراكة التجارية هي الحل ، بدلا من لغة المحاكم و التعويضات المالية.

أليس إحياء 'مشروع ايكويت الثالثة '  أحسن بألف مرة للكويت من التهديد بالتخارج من الشركات القائمة حاليا.

أين المنطق و الحوار و مصلحة الكويت من كل هذا !!!!؟؟؟

لأرامكو نقدم التبريكات وإلى داو نقول 'نحن في انتظاركم لتكملة المشوار الذي بدأناه معكم في 1992 ولاتنسوا مشروع ايكويت الكبري ( Greater Equate ) كما أسماها رئيسكم التنفيذي في خطابه في الأحمدي في عام 2009 أمامنا جميعا.

كامل الحرمي    كاتب ومحلل نفطي مستقل   

للمزيد من التفاصيل، أنظر للرابطين أدناه:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?cid=47&nid=80270

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=79796&cid=37

كتب: كامل الحرمي

تعليقات

اكتب تعليقك