محمد طالع يتأسى على وضع الشباب السعودي المهنيون فهم يعملون براتب 1200ريال
الاقتصاد الآنأكتوبر 15, 2011, 11:46 ص 409 مشاهدات 0
من المؤسف جداً أن تجد شباناً سعوديين يعملون في وظائف مهنية برواتب متدنية, لم يكونوا (كغيرهم) أو كما يقول الكثيرون بأن الشباب السعودي يبحث عن الراحة والدعة ولا يقبلون بالوظائف المهنية, لأنهم يريدون العمل في مكاتب وثيرة ينعمون بطيب المتكأ على كراسيها الفخمة وتحت مكيفاتها الباردة, من المؤسف أن هؤلاء الشبان تخرجوا للحياة العملية لتصدمهم الحياة والواقع المرير, بعد أن سمعوا أن المستقبل زاهرٌ أمام المهنيين الحرفيين, كما أنهم أرادوا أن يكونوا سواعد بناءٍ فاعلةٍ في مجتمعهم لتعود بالخير الكثير على وطنهم.
تناقلت وسائل الإعلام الإلكترونية قصة الشاب سعد الأحمري ورفاقه العاملين معه في مركز المستلزمات التعليمية التابع للإدارة العامة للتعليم بعسير, كما قام أحد المبدعين بتصوير ومونتاج فيلم فيديو لهؤلاء الشباب بطريقة احترافية, وقام بوضعه على موقع (اليوتيوب) العالمي, ولأنني على إطلاع بقصة هؤلاء الشبان, وأعرف عنها تفاصيل كثيرة, فقد لجأوا لي قبل نحو ثلاثة أشهر من الآن, أخبروني بمعاناتهم والممتدة لخمس سنواتٍ مضت, أخبروني كيف أنهم يعملون مع شركة متعاقدة مع تعليم عسير برواتب زهيدة جداً, إذ يتقاضى كل عاملٌ منهم راتباً شهرياً بمقدار 1200ريال فقط, تعددت مطالباتهم ومخاطباتهم لإدارة تعليم عسير من أجل تثبيتهم على وظائف رسمية تتناسب وما يحملونه من شهادات مهنية وتحفظ لهم كرامتهم, انطلقوا في كل الاتجاهات, وكتبت لأجلهم الخطابات, ورُفعت المعاملات من أجل تحسين وضعهم الوظيفي, ولأنهم لازالوا صغاراً في السن, ومن السهل جداً تمييع قضيتهم وإقناعهم بأي مبررات؛ فبعد أن تجاوبت وزارة التربية والتعليم بشأن مكاتباتهم ومرافعاتهم, وبعد أن وصل لتعليم عسير وظائف شاغرة رداً على مكاتباتهم, لا أحد يعلم أين اتجهت تلك الوظائف..؟! ومن وظّف عليها..؟! أما أنا فأعلم بموجب ملف للقضية وصلني, يبرهن ويدل على أن وظائفهم تم اختطافها.! سعد ورفاقه فإن الإجابة الحاضرة لهم كلما خطر ببالهم السؤال هي(لا يوجد وظائف, ولم يأتنا بشأنكم شيء), يسمعون هذا الرد وينصرفون دائماً, مع أنهم واثقون تماماً أن ثمة من وظّف على تلك الوظائف التي كانوا ومازالوا منذ خمس سنوات يبحثون عنها.
من المهم جداً أن تُعالج قضية هؤلاء الشبان وأن يحترموا كمواطنين فاعلين, لم يختاروا إلا أن يكونوا فاعلين في مجتمعهم الذي كافأهم طيلة خمس سنوات برواتب متدنية, أيضاً من المهم جداً أن يلتزم القطاع الخاص بسقف أدنى للرواتب تحقق للعامل الحد الأدنى من الكرامة.
تعليقات