نريد مبادرات حكومية لا بروستريكا وهمية

زاوية الكتاب

كتب 904 مشاهدات 0


 عندما تشكلت حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد بعد منحه الثقة الاميرية السامية  بتولي رئاسة مجلس الوزراء , سمعنا أصوات عديدة تصف الحكومة بالحكومة الاصلاحية  و الرئيس الاصلاحي حتى أنتهت هذه الاصوات عندما تم تحديد مصير كرسي رئاسة مجلس الامة , فتغيرت الاصوات 360 درجة  و بدأت حرب البسوس التي بسببها تم تشكيل الحكومة عدة مرات متتالية , و بدأنا بسماع  أنباء فشل عديدة و أخرها أكبر فضيحة سياسية بتاريخ الكويت وهي الرشاوي النيابية أو كما تسمى لدي البعض غسيل الاموال النيابي , وبدأنا برؤية تذمر شعبي من الفشل الحكومي الواضح  على جميع الاصعدة  وخاصة بالقطاعات الرئيسية بالبلاد .
عندما أسمع جملة حكومة أصلاحية يتبادر الى ذهني حكومة غورباتشوف ومصطلح  البروستريكا ( وتعني بأختصار الاصلاح أو أعادة البناء  ) ومصطلح الغلاسنوست (وتعني بأختصار المكاشفة والصراحة والعلنية )  وكان غورباتشوف ينادي بهما لأصلاح النظام الشيوعي السوفيتي المتهالك بذاك الوقت , وأستطاع النجاح بأيقاف الحرب الباردة و حصل على جائزة نوبل للسلام بسببها ولكن ماذا حل بالاتحاد السوفيتي ؟ تم حل الاتحاد السوفيتي عام 1991 بعد أن تقلد يلتسين الرئاسة  ووقع على وثيقة حل الاتحاد ولاتزال دول الاتحاد السوفيتي السابقة تعاني الكثير من الفساد السابق و الاصلاحات الكاذبة وتبادل كرسي الرئاسة وأستخفاف الشعب .
الوقت يتسارع و لكن الفرصة مازالت سانحة للحكومة لاصلاح ما أقترفته يداها وأن كان الوقت ضيق جدا بنظري . فالاجدر بالحكومة أن تتسارع بخطواتها نحو المبادرة بحل جميع مشاكل البلد ,وليس أن تنتظر حتى تتعرض لضغوط نيابية أو شعبية  للقيام بالواجبات المفروضة عليها  , فأي مبادرة مهما كان حجمها أن كانت لصالح البلد وتوجه البلد للاتجاه الصحيح فالجميع سوف يقف بصف الحكومة  بمبادرتها مهما علت الاصوات المناهضة لها , ولكن أن لم تبادر وتسارع لأصلاح الامور فلن يترحم عليها أحد .
الاغلبية الشعبية لاتهتم بشخص القطب الحكومي أيا كان , بل تهتم بواجباته اتجاه الوطن و المواطنين , فالوطن و المواطن متطلباتهم مشتركة وهي الامن و الاستقرار و الحياة الطيبة و تنمية البلد و مستقبل الاجيال القادمة فان أجتمعت تحققت المتطلبات .
الزنبرك أن ضغط عليه نجد أن له حد يصل اليه لايمكن الضغط عليه أكثر من ذلك ولكن أن أفلت من يدك فسوف يقفز عاليا جدا بعيدا عنك .

كتب: خالد محمد الردعان

تعليقات

اكتب تعليقك