وليد الغانم للسعدون والبراك والطبطبائي: قفوا مرة واحدة لتتساءلوا: لمَ لا يساندنا المواطنون؟ ومن تخلى عن الآخر؟

زاوية الكتاب

كتب 1611 مشاهدات 0


 

القبس

 

السعدون والشعب.. من تخلى عن الآخر؟

كتب وليد عبدالله الغانم :

ماذا يريد الناس أكثر من ملايين تدخل في حساب نواب ونائبات، وهم على رأس عملهم في مجلس الأمة؟ ماذا يريد الناس أكثر من عقارات وأراض وصفقات باسم نواب ونائبات والثروة المفاجئة لبعضهم؟ ماذا يريد الناس أكثر من اشتراك نواب ونائبات في شبهات غسل أموال أثناء عضويتهم النيابية؟ ماذا يريد الناس أكثر ليسقطوا هذا المجلس؟

كل الظروف مواتية لتطهير المجلس الحالي والعملية السياسية بأكملها من لوثة الفساد التي شابتها خلال العقد الأخير، وكان متوقعا خروج النواب إلى الساحات والشارع واستغلال حدث الملايين للتنفيس عن حنقهم تجاه الحكومة، بل وتوجيه الاتهام المباشر إليها بأنها وراء هذه الحادثة والادعاء بمعرفة أسماء الراشين والمرتشين، وقصص الرشوة بأشكالها المختلفة. 

أكثر هؤلاء النواب قضوا عشر سنوات على الأقل في المجلس، وبعضهم قضى 15 عاما وعشرين عاما وأكثر، ونحن نسألهم: أين قوانين مكافحة الفساد وكشف الذمة المالية عنكم خلال السنوات الماضية؟ ماذا قدمتم من إنجازات تشريعية فعلية للوطن وللمجلس، بدلا من حروبكم الشخصية التي اشغلتم البلد بها عنوة؟ وماذا ستفعلون إن تبين أن بعضا ممن شارك في الندوات الأخيرة هو من أصحاب الملايين؟ وكيف واجهتم فساد زملائكم النواب الذي تروون قصصهم الفكاهية على مسامعنا، كلما اشتهيتم لتضحكوا الناس، أو بالأصح لتضحكوا عليهم؟.. ماذا فعلتم إن كنتم تملكون كل هذه المعلومات من قبل؟

الحكومة فاشلة فشلا ذريعا في واجباتها التنفيذية، وفشلها لا يكفيه الدائري الأول، ولا يحتويه استاد جابر ورائحته كمحطة مشرف، فإذا أضفنا إليه الفساد النيابي، فالمفترض أن الشعب يقف وجها واحدا للقضاء على هذا الفساد المضاعف، لكن العجيب أن الندوات التي أقامها النواب لم يحضرها إلا أعداد بسيطة من المواطنين.. ألا يقف النواب المتحمسون، مثل السعدون والبراك والطبطبائي، مرة واحدة ليتساءلوا: لمَ لا يساندنا المواطنون؟

أوجه أسئلتي للزعيم أحمد السعدون كونه هو الثقل البارز في هذه التجمعات، أين باقي الناس؟ أين آلاف الناخبين؟ أين آلاف المتذمرين من الحكومة والمجلس؟ لماذا لم يشاركوا في هذه التجمعات؟ مثلما تهاجم الحكومة، ألا تفكر لحظة في سبب تخلي الناس عن الوقوف معكم وضعف استجابتهم لنداءاتكم؟.. هل المشكلة في الناس، أم في طرحكم وأساليبكم؟ من تخلى عن الآخر يا بوعبدالعزيز؟ ألا يستحق الموضوع التأمل؟.. والله الموفق. 

 

وليد عبدالله الغانم

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك