القلاف: نقطة سوداء في تاريخ نورية الصبيح
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2007, 8:47 ص 570 مشاهدات 0
لم اتدخل في يوم من
الايام واطرح شخصية اعتقد بكفاءتها او ارشحها لمنصب قيادي, رغم تكالب النواب على
ابواب الوزراء حين يخلو منصب شاغر او تنشأ ادارة جديدة رغم معرفتي الكاملة بالوضع
التعيس الذي تعيشه الكفاءات الوطنية في اكثر مؤسسات وادارات الدولة, وان المناصب
القيادية من النادر ان توزع على من توافرت فيه الشروط, وصاحب الحظ هو من ينتمي الى
قبيلة لها تأثير وتمثيل قوي في مجلس الامة او حزب وتيار له انصاره من النواب, او
يكون من شلة او ديوانية الوزير او الوكيل او الشخصية الفلانية, ولكن رغم ذلك الوضع
والحرج الذي اتعرض له حين يقصدني من يرى في نفسه الكفاءة والاهلية والاحقية,
ومعرفتي بالوضع الفاسد الذي نعيشه كنت اتعذر لهم, واقصى ما كنت اقدمه لهم من خدمة
ارشادهم للطريقة التي يمارسون بها الضغط كبقية المرشحين لذلك المنصب, وحين فقدهم
للمنصب اطلب منهم تقديم شكوى للجنة الشكاوى والعرائض واتعهد بمتابعة شكواهم مع
نصحهم برفع دعوى لدى المحكمة الادارية. لا اتعجب حين ارى كيف توزع تلك المناصب حين
يصل الى كرسي الوزارة وزير قبلي او ينتمي لتيار معين او ضعيف يحاول ارضاء مجاميع
الضغط, لكن العجب كل العجب حين يتولى منصب الوزارة وزير يعتقد في نفسه الانصاف
والحيادية والجرأة والشجاعة لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب, وقد اكون احد
المعجبين والمعتقدين بأن هذا الوزير يمتلك الجرأة في اتخاذ قرار تعيين مسؤول ما في
منصب قيادي, رغم كل الاعتراضات او الطلبات المقدمة على طاولته, وقد تكون الوزيرة
نورية الصبيح من تلك الشخصيات التي احسنت بها الظن ,وتكونت لها في ذاكرتي صورة طيبة
جدا, ولا اعلم ما الذي حصل في تعيين عمداء الجامعة ولماذا استبعد البروفسور الاستاذ
يوسف جواد, وهو احد الكفاءات الوطنية النادرة فلماذا تم استبعاده عن عمادة كلية
العلوم الادارية بجامعة الكويت وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في اقتصاد البترول منذ
24 سنة, ودرجة الاستاذية قبل 12 سنة ورئيس قسم في الكلية منذ 8 سنوات, وعميد مساعد
في الكلية والمرشح الوحيد لهذا المنصب المزكى من هيئة التدريس, هو من اسس برنامج
الماجستير في ادارة الاعمال وهو خريج افضل الجامعات الاميركية وحائز على جائزة
الامير للتقدم العلمي في مجال الاقتصاد, كان مرشحا لمنصب العمادة منذ تنصيب الدكتور
يوسف الابراهيم لهذا المنصب, ومن تم تفضيله وتقديمه على البرفسور جواد اقل مرتبة
علمية واقل سنوات خبرة مع احترامي الشديد له ولكن الحق يقال لان ظلما وقع على
مواطن. اتوقف كثيرا حين افكر في وضع هذا البلد الى من نلتجئ? وبمن نثق? والى متى
يستمر مسلسل استبعاد الكفاءات وتطفيشهم? وكيف نتوقع ان يرتقي مستوى الاداء العلمي
الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي في بلد لا تحترم كفاءاته ولا تقدر
ولا يوضع المؤهل في مكانه الذي يستحقه? متى يأتي ذلك اليوم الذي لا يحتاج فيه المجد
المجتهد الكفء الى واسطة وفزعة برلمانية وينال حقه بقدر اخلاصه وجده? متى نصحو فنجد
ان قياداتنا السياسية اتخذت منهجا جديدا لا يكافئ مهملا او ضعيفا ولا يبخس حق عامل
مجد ومكافح? سأعتبر استبعاد البرفسور يوسف من دون دليل نقطة سوداء في تاريخ السيدة
الفاضلة نورية الصبيح ومؤشرا على ان بصيص الامل الذي نعيشه في هذا البلد زاد ضعفا
وخفوتا ونتضرع الى الله جلت قدرته ان يصل الى الحكومة من يجدد بنا ذلك الامل وينفخ
الروح في كفاءاتنا الوطنية المجدة المظلومة لتعاود النشاط وتبذل اكثر فالبلد لا
يخلو من المنصفين, ولن يضعف اهل الطموح وضع اسسته ايد ظلمت انفسها قبل ان تظلم
الناس والوطن, فلماذا يا معالي الوزيرة? فمهما كانت السوابق كثيرة وقاسية ومؤلمة
يبقى الامل في النفوس بتبدل الحال, اللهم احفظ هذا البلد واهله من كل شر والحمد لله
رب العالمين. * نائب سابق في مجلس الامة سيد حسين القلاف
السياسة
تعليقات