بعد الربيع العربي 'الإخواني'.. حسن علي كرم يتوقع تعرض التيار الليبرالي لنكبة سياسية لا تقل قوة عن نكسة 5 حزيران

زاوية الكتاب

كتب 1364 مشاهدات 0


 

 

 

الوطن

 

 

 

للإسلاميين السلطة ولليبراليين خوازيق..!!

 

حسن علي كرم

 

على افتراض اذا حل مجلس الامة ودُعِي الى انتخابات مبكرة لاسيما فيما تشهده الساحة المحلية والمنطقة العربية من اجواء تصاعدية ضد التيار الليبرالي التقدمي نستطيع الجزم ان التيار الليبرالي سينكب بنكسة سياسية لا تقل قوة عن نكسة 5 حزيران الامر الذي قد يجر معها اذيال الخيبة والخذلان وخسارة المواقع والمكتسبات التي اكتسبوها فيما مضى لاسيما على الصعيدين السياسي والشعبي.

فحملات الاسلاميين على الليبراليين لم توقت بذريعة اتهام معين كاتهامهم عقد تحالفات مع الحكومة وانما للاسلاميين تاريخ طويل من الهجوم وتشويه صورة الليبراليين وتكبيد الهزائم بهم، ولن يركنوا أو يخضعوا للتفاهم والتعايش مع التيار الليبرالي أو غيرهم من التيارات الموجودة على الساحة السياسية في ظل ما يضمرون من اهداف وغايات وتطلعات وآمال راهنة أو قادمة وعلى الاخص تنظيم الاخوان المعروفون بالانتهازية وكسب الاجوا لا سيما في الظروف التي كل الاجواء تميل الى ساحتهم، فالربيع العربي في واقع الامر ربيع اخواني حيث تحالف الامريكيون مع اردوغان التركي الاسلامي الاخواني تلميذ الراحل نجم الدين اربكان، وجعل هذا الاخير ليصير المتعهد الرسمي لتنفيذ المشروع الامريكي فيما يسمى الشرق الاوسط الكبير، وتمكين ما يسمى بالاسلام المعتدل (…) للقفز الى السلطة ويبدو ان الامريكيين والغرب استنفدوا كل الحيل والسبل للقضاء على التيار المتطرف لكنهم فشلوا، فلم يبق في جعبتهم الا تجريب ما يسمى الاسلام المعتدل لعله ينجح فيما فشلوا في تحقيقه وذلك وفقا للمقولة الشعبية لا يفل الحديد الا الحديد!!

لا يخفى ان التيار الليبرالي قد يستشعر بهزيمته وخسارته من الشارع وخاصة ان موقفه أو صمته لن يكون مقبولا ازاء فضيحة الايداعات المليونية وحكاية الراشي والمرتشي لذلك وجدنا ان الجهة التي كشفت فضيحة الايداعات هي الصحافة الليبرالية والبنوك (الليبرالية) ولم يكن للاسلاميين في بادئ الامر أي يد فيها، لكنهم اختطفوا الثمرة من يد الليبراليين وراحوا يوظفونها كعادتهم في الانتهازية لتحقيق مكاسب سياسية على الصعيد الشعبي وضرب الحكومة في مقتل..!!

ما يحتاجه الليبراليون ان يستعيدوا توازنهم وألا يهرولوا خلف سراب كاذب اسمه التحالف مع الاسلاميين، فالاسلاميون يستشعرون بالقوة وبأوان ربيعهم ولم يكذبوا عندما احتلوا الساحات ونادوا بأوان الربيع الكويتي، لم يقولوا ذلك الا لأنهم يستشعرون بقوتهم في الداخل وفي الخارج وفي كل الاحوال الهرولة خلف الاسلاميين لا يعطي مكاسب لليبراليين الا خازوقا بالحجم الطبيعي..!!

محصلة القول.. شعور الليبراليين بالضعف والانحسار الشعبي ليس المطلوب الارتماء في احضان الاسلاميين فمن الخطأ بل من الخطيئة الجريان خلف هؤلاء المعروفين بالانتهازية وكسب المواقع، فالاسلاميون لن يمنحوا فرصة أو موقعا لليبراليين في ظل تنامي قوتهم، انما الاصح هو الوقوف على المبدأ وفضح المخططات الجهنمية التي تسعى الى تحقيقها زمرة من المتخلفين والمتطرفين تحت اكذوبة الاسلام المعتدل..!!

على التيارات الليبرالية ألا ترعبها أو تخيفها حكاية الايداعات المليونية وفضيحة الراشي والمرتشي فالقول الشعبي الفصل هو لا تبوق ولا تخاف، ولكن ما هو الاهم وما هو المخيف حقا هو تعاظم قوة المتطرفين وقوة تيار الاسلام السياسي لا سيما في هذه الاجواء الشرق الاوسطية الملبدة بالغيوم السوداء المكفهرة والعاصفة.

ان الوضع مخيف وهؤلاء يسعون للسلطة ولا شيء غير مسعاهم للسلطة..!!

 

حسن علي كرم

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك