ناجى سعود الزيد ينتقد غوغائية الإضرابات

زاوية الكتاب

كتب 1728 مشاهدات 0


 

القبس

 

من صادها.. عشى عياله

كتب ناجي سعود الزيد :

حتى إضرابات موظفينا غير شكل! وها هي تصل الى طلبة المرحلة الثانوية.. فالعادة في الدول المتحضرة يقوم المضربون عن العمل بحمل لافتات تعلن مطالبهم بأدب وموضوعية، وتحاول مجموعة منهم ان تقنع الجمهور من المراجعين بعدالة تلك المطالب أيضا بأدب وموضوعية وشرح الظلم الواقع عليهم.

ولكن في الكويت ـــ مع الأسف ـــ نجد ان كثيرا من المضربين لا يعلمون شيئا عن العمل، واصلا ما يداومون أو انهم «يقزرون» ساعات بشرب الشاي والقهوة وانتظار «الريوق»..

وهذا واضح من الغوغائية، والتفاعل مع الاضراب بصورة تصاعدية، كما حدث ـــ مع الأسف ـــ في ادارة الاطفاء، ولو سألت معظم من هم مضربون فلن يستطيعوا تبرير هذا الاضراب. هذا لا يعني انه ليس هناك مشكلة تستدعي الاضراب لانه مؤمن بهذه المطالب ويرى انه يستحق الأفضل، ولكن الاصوات العالية والغوغائية وقلة الأدب والاحترام تغطي على الهدف الأساسي.

اذا ذهبت الى اي وزارة فيها اضراب فلن تجد حتى مندوبين ليعتذروا للمراجعين، بل ستجد «البنغالي» يقول لك: «بابا ماكو اليوم.. احنا فيه اضراب». يعني حتى لم يكلفوا أنفسهم بشرح الموضوع.. فكيف بالله عليكم يرى الآخرون وجهة نظرهم في هذا الاضراب ومطالبه؟

في أكثر الدول تحصل اضرابات لزيادة الرواتب وتتعطل الدولة كما حدث مؤخراً في اليونان نظرا للسياسات التقشفية التي اضطرت الحكومة الى اتخاذها لتخفيض العجز والديون.، واستاء المواطنون لعدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم الاساسية، بينما في الكويت المواطن لا يدفع ضريبة، ولا يدفع فواتير الخدمات مثل الكهرباء والماء، ويأخذ تموينه وتموين غيره «ببلاش»، وبعضهم يبيعه في السوق أو في الدول المجاورة.

مع ذلك أجد نفسي متعاطفا مع بعض الفئات من المضربين، فهم يرون يومياً زيادات في قطاعات غير منتجة تعادل أكثر من خمسين في المائة، علما بان اعباء العمل، التي ان لم يكن لها وجود، فهي لم تتغير، والسبب الرئيسي هو التخبط في اقرار الكوادر والزيادات من قبل الحكومة من دون دراسة ومن دون ادراك او تخطيط، بدليل ان وزير النفط الدكتور محمد البصيري يصرح بان الزيادات في القطاع النفطي لن تكلف الدولة شيئا! حقاً انه لامر مضحك، وتصريح خارج عن المنطق.. فهل نفهم من ذلك ان من يعملون في القطاع النفطي يمتلكون المصدر الرئيسي للاقتصاد، وهم من يمتلك هذا النفط ومن حقهم ان «يأخذوا منه ما اتخذ»؟!

أي منطق هذا وأي اسلوب علمي يعتمد على منطق يعطي الحق لأي كان وفي أي قطاع ان يستحوذ على انتاجيته وله احقية فيها.

هناك حاجة ماسة بلا شك لزيادة رواتب الكثير من القطاعات، خصوصا في ظل الغلاء المتصاعد من دون سيطرة من الجهات المعنية ولهم الحق بالمطالبة بذلك، ولكن ان تتم الزيادات بشكل عشوائي وغير منصف وفي بعض الاحيان بطريقة فوضوية تجعل الحكومة تحصد ما زرعت، فهي بذلك لا تنصف المظلوم بل تساعد على التسيب والبطالة المقنعة، وكاف علينا البطالة الحقيقية التي يعيشها شبابنا المتعلم الذي يصف في طوابير الخدمة المدنية للحصول على وظيفة، وكأن عدد الكويتيين ثمانون مليونا والحكومة «متوهقة» فيهم.

فيا حكومة «بتي تحصدين ما زرعتي» لان غياب التخطيط هو الذي ادى الى هذه الفوضى العارمة. فليتكم تتداركون الامور وتحلون مشكلة الرواتب من جذورها ولا نعني هنا الزيادات والمكافآت والبدلات العشوائية بل دراسة وافية لكل الوظائف والمؤهلات.

 

د. ناجي سعود الزيد

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك