فيصل أبوصليب يتمني على الحكومة التواصل مع المواطنين بشرط ألا يكون عن طريق متحدثها الرسمي

زاوية الكتاب

كتب 1694 مشاهدات 0


 

عالم اليوم

 

كلمات

الله يستر

 

كتب د. فيصل أبوصليب

 

الأوضاع في الكويت لا تبشر بخير.. هذه حقيقة.. ومن يقول غير ذلك فهو واهم.. فالوضع السياسي في البلد غاية في السوء والتردي، وقد لا يكون ذلك بسبب “فضيحة الإيداعات” بقدر ما يكمن في التعامل الحكومي مع هذه الأزمة.. فالسكوت أحياناً “لا يكون من ذهب” ، وفي أحيانٍ كثيرة لا ينم عن حكمة.. وربما يفسر بتأويلات مختلفة تفتح المجال لأصحاب الخيال الواسع، فهذا “الصمت الرهيب” من جانب الحكومة لم يؤد إلا إلى مزيد من الاحتقان وحالة واضحة من الغليان،  فهناك حالة عامة من الإحباط والشعور بالخذلان والظلم سائدة في المجتمع الكويتي خلال هذه الفترة، فالناس وجدوا أن بعض من يمثلهم في البرلمان تحوم حولهم شبهة “ التكسب غير المشروع” وهذا وصف “ذرب”  لتهمة “الحرمنة”، وسمعوا بأن هناك روايات حول ملايين الدنانير التي تودع هنا وهناك في حسابات النواب من غير وجه حق، في الوقت الذي وقف فيه المدينون ساعات طوال أمام المجلس على أمل إسقاط القروض أو حتى شراء الفوائد، وهناك من رفض ذلك من النواب بحجة “المخالفة الشرعية”!، وفي الوقت الذي “نشفت” فيه الحكومة “ريق” المواطنين على زيادة خمسين دينارا أو زيادة على راتب المتقاعدين، ولهذا وذاك وجد الناس أنفسهم مخذولين، فلا وجود لثقة فيمن انتخبوهم ولا وجود لمصداقية في الحكومة، وقد يكون لذلك علاقة في الإضرابات الأخيرة للموظفين التي اتخذ بعضها مواقف “غير سلمية” وتحمل صبغة “ثورية”، فإذا استشرى الفساد في بلد ما دون أن يكون هناك رادع للفاسدين والمفسدين، أدى هذا الأمر إلى شيوع حالة من اليأس والإحباط والسلبية وضعف الانتماء وضعف الثقة في المؤسسات والقانون لدى أفراد المجتمع، وبالتالي يحاول كل فرد منهم أن يحصل على حقوقه بالطريقة التي يراها مناسبة، وهذه الحالة بانت ملامحها في المجتمع الكويتي بشكل واضح وغير مسبوق، فظاهرة الفساد في الكويت وصلت إلى درجات غير مسبوقة و “استفزازية” للشعب الكويتي بشكلٍ صارخ.. وهذا الوضع من المحتمل جداً أن يؤدي إلى حالة من الغضب ربما جرتنا إلى أمور لا تحمد عقباها، فالناس بفطرتهم لا يتعايشون مع الفساد ولا يقبلونه، والمطلوب من الحكومة التواصل مع المواطنين بشكلٍ مباشر وإزالة هذا الغموض، ولكن من الأفضل ألا يكون عن طريق متحدثها الرسمي الذي أعلن عن نية الحكومة إنزال “الجيش” إلى الشوارع لمواجهة المعتصمين والمضربين عن العمل في الوزارات !

أستاذ العلوم السياسية ورئيس

وحدة الدراسات الأمريكية في جامعة الكويت

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك