نحن في زمن «الكودرة» و«القبض»، ومن لم «يتكودر» ولم «يقبض» في هذا الزمن فلن يحلم فيهما في الازمان المقبلة !.. بدر الأصفر
زاوية الكتابكتب أكتوبر 5, 2011, 12:10 ص 1798 مشاهدات 0
الوطن
زمن «كودرة» و «قبض»!
بدر الأصفر
ثلاثة قوانين على الأقل هي نتاج الحراك الشعبي الحالي بامتياز مع مرتبة الشرف، ومافعلته الحكومة هو سرقة هذا الانجاز ونسبته لنفسها، اولها قانون الوحدة الوطنية ثم قانون كشف الذمة المالية واخيرا ما صرح به الوزير صفر أمس عن قانون الخدمة الوظيفية لضبط الاضرابات والاعتصمات (!!) ولانعرف كيف سيتم الضبط؟ كل هذه القوانين جاءت كردة فعل حكومية على مايحدث في الساحة ولم تكن نتاج بادرة حكومية، فهكذا تعودنا من الحكومة ان تكون كل قرارتها وقوانينها هي ردات على فعل لا فعل مبادر !
الحكومة هي وليس غيرها سبب كل هذا التوتر والتأزم الذي تعيشه البلاد، والسبب ليس خافيا على أحد، وهو التردد في اتخاذ القرارات وتجاهل أي وضع طارئ الى ان يتطور ثم يصبح واقعا يحتاج العلاج السريع، والى ان يتم حلحلة الامر تدفع البلاد، واحيانا المال العام، ثمن التأزيم والشد والجذب السياسي، الذي هو صنيعة الحكومة بامتياز مع مرتبة الشرف !
قضية الرواتب التي تستحق لقب «أم القضايا» تفجرت بسبب طريقة الحكومة في التعامل معها، فمن وعود ودراسات ولف ودوران عادت الحكومة مرة اخرى الى تعقيد القضية اكثر مما هي متعقدة، فوعدت ولم تف بوعودها الا بعد ان تأكدت انها سترغم على الانصياع تحت ضغط الاضرابات والاعتصامات، وعندما أراد الوزير البصيري ان يكحلها عماها عندما قفز على الواقع وتباهى ان الحكومة أقرت كادر القطاع النفطي دون أي ضغوط! وياليته قرأ تصريح زميله الوزير علي الراشد (شافاه الله وعافاه) قبل ان يدلي بتصريحه الواقعي جدا!
أيضا كادر المعلمين تعاملت معه الحكومة بنفس اسلوب التسويف والتلاعب عندما ابتدع لنا الوزير المليفي «البونص» وهي الخدعة التي لم تنطل على أحد، وستعود الحكومة وترضخ وتقر الكادر وتبصم عليه وسيفتح الوزير المليفي ادراج مكتبه ليرمي ملف «البونص» الى غير رجعة، وربما يلحقها باستقالة تعيده الى أمجاد زمان، ويتلاحق نفسه قبل ان تتفجر في وجهه ازمة الانتفاضة الطلابية، وهي القضية التي تنادي لها طلبة الكويت بعد ان داهمتهم الوزارة بقرارات فجائية وقعت على رؤوسهم وقع الصاعقة دون انذار، فضيقت عليهم وحاصرتهم باجراءات الغرض منها «تسقيط» أكبر عدد ممكن من الطلبة حتى تتخلص الجامعة من «التضخم» البشري الذي وجدت نفسها فيه بقرار من الوزير وموافقة من إدارة الجامعة بعنوان «مرغما اخاك لا بطل»!
وأخيرا وليس آخر، من سلسلة الفشل الحكومي، قضية الايداعات المليونية، وهي في نظري ليست بجديدة بل قديمة وشاهدنا اخواتها التوأم على جباه «القبيضة» بأشكال وألوان مختلفة، جواخير ومزارع واسطبلات بالجملة وعمارات ومناقصات بالملايين وكاش وشيكات، وحتى علاج بالخارج لم تعف انفس بعض النواب عن سرقة مخصصاته!
حكومة هذه سيرتها العملية، هل تستحق البقاء يوما واحدا في ادارة شؤون البلاد؟ ومجلس نصف أعضاؤه «قبيضة» والنصف الاخر يحتاج «كعب داير» حتى يطهروا انفسهم من الشبهات، هل يستحق ان نأتمنه يوما واحدا على مصالح البلاد؟
اننا في زمن «الكودرة» و«القبض»، ومن لم «يتكودر» ولم «يقبض» في هذا الزمن فلن يحلم فيهما في الازمان المقبلة !
بدر الأصفر
تعليقات