مثل داو والمصفاة..الدعيج ينتقد من أسماهم «المعارضين «الجدد بتعطيل والغاء المشاريع الانتاجية لأنهم لايمكنهم التمصلح من وراءها
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2011, 11:49 م 1483 مشاهدات 0
القبس
إنهم يفضلونها منحاً وعطايا
كتب عبداللطيف الدعيج :
الحملات التي قادها المعارضون الجدد ونواطير «الزام الثاني» ضد بعض المشاريع التي كانت الدولة تنوي تنفيذها، لا شك تبدو حملات طبيعية وامتدادا لحملات حماية المال العام التي مارسها الكثيرون، من الحريصين على اقتصاد ومال البلد الى المتضررين الذين لم يتسن لهم الفوز ببعض العطاءات المتعلقة بتنفيذ تلك المشاريع.
الملاحظ هنا ان المشاريع التي تمكّن، او بالاحرى حرص، النواطير الجدد على التصدي لها، وفي الواقع نجحوا في تعطيل المباشرة فيها او تنفيذها، هي مشاريع انتاجية وصناعية، وليست ذات فائدة او صبغة خدمية كالمشاريع التي نفذت ويجري تنفيذها.
مشروع «الداو كيمكال» العملاق، مشروع صناعي ضخم الهدف منه تنويع مصادر الدخل وتطوير الاقتصاد والناتج العام، الحال كذلك مع المصفاة الرابعة وتطوير حقول الشمال، هذه كلها مشاريع «انتاجية تنموية» تم تعطيلها وصرف النظر عنها نتيجة الحملة التي قادها البعض. بينما تم تنفيذ ــ الى حد ما ــ كل المشاريع «الخدمية» البعيدة عن الانتاجية والتنمية، مثل استاد جابر ومحطات الكهرباء. ومشاريع محطات الكهرباء، التي لم يعن النواطير الجدد بتعطيل تنفيذها، هي المشاريع التي تعرضت لسرقة او رشوة مؤكدة باعتراف احدى الشركات التي تولت تنفيذها!
هل تعطيل والغاء المشاريع الانتاجية من قبل النواطير الجدد، وتمرير المشاريع الخدمية، هل هو صدفة؟ ام انه نتيجة طبيعية لاهتمامات ومصالح «المعارضين والنواطير «الجدد؟
ربما تكون صدفة، وليس لدي شك في ذلك، لكن انا اعتدت النظر الى الامور بشكل عام وضمن الاهتمامات والمصالح والتناقضات التي تحدد مساراتها وتكوينها. النظرة المتفحصة لهذه المشاريع، تكشف، كما بينا، انها مشاريع انتاجية تنموية، هذه النوعية من المشاريع ليست من اهتمامات «المعارضة الجديدة»، ولا تعتبر ذات صلة بها او تأثير عليها، فالمعارضة الجديدة، التي تختزل كل شيء هذه الايام في معاداة تجار البلد، والتشكيك بالقوى الوطنية الديموقراطية، لم تكن لتتمصلح من هذه المشاريع بسبب افتقادها القدرات المالية والمصالح التجارية. وبسبب الطبيعة الاجتماعية البدائية لهذه المعارضة، التي «تحتقر» العمل الفني بشكل خاص والعمل بوجه عام، فان الخمسة آلاف وظيفة، التي كان سيوفرها مشروع الداو على سبيل المثال، لا تعني شيئا لها. فالعمل، الفني او اليدوي بالذات، مكروه ومحتقر لدى المعارضة الجديدة، لهذا فهي ليست مستفيدة من هذه المشاريع، لا تجاريا ولا وظيفيا، ولكونها مشاريع انتاج وليست مشاريع خدمات، فإنها لا تشكل اي فائدة على الاطلاق لهذه المعارضة، ولهذا اجتهدت في معارضتها وتمكنت في النهاية من تعطيل تنفيذها.
هذه المعارضة الجديدة تتناقض بطبيعتها مع استثمار المليارات في مشاريع صناعية منتجة، لكنها ترحب بأي توزيع للثروة على شكل منح او هبات او زيادات او حتى اسقاط للقروض، فهذا ما يتناسب واهتمامها ونموها الاجتماعي.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات